أرجنتين ميسي مرشحة لعبور سهل أمام سويسرا سيتعين على المنتخب الأرجنتيني تقديم صورة أفضل عما قدمه خلال الدور الأول بكأس العالم البرازيل 2014، إذا أراد فعلا المرور لدور الربع عندما يلاقي اليوم الثلاثاء سويسرا بساو باولو في مباراة سهلة نسيبا لرفاق ليونيل ميسي. وإذا كان التاريخ يضع منتخب «التانغو» دوما في خانة المرشحين، فإن المستوى المتوسط حتى الآن لأبناء المدرب أليخاندرو سابيلا لا يبشر بالخير، ولو أن التوقعات تصب في مصلحتهم لتجاوز السويسريين وبلوغ دور ربع النهاية. وحققت الأرجنتين العلامة الكاملة وفازت على البوسنة والهرسك (2-1) ثم إيران (1-0) فنيجيريا (3-2)، لكنها لم تقدم أداء مميزا رغم امتلاكها رباعيا ناريا يقوده ميسي الذي لم يصل بعد لمستواه المعهود وإن هز الشباك أربع مرات. وليس الدفاع المهزوز نقطة ضعف الأرجنتين الوحيدة، بل هناك أيضا اعتمادها شبه الكامل على ميسي الذي سجل أربعة من أصل ستة أهداف، في وقت لم ينجح «البرغوث» في استعادة بريقه عقب موسم مخيب مع برشلونة الإسباني. وتدرك الأرجنتين التي لم يحقق أي بطولة كبرى منذ 1993 عندما فازت بكوبا أمريكا، أن الفرصة تأتي مرة واحدة في أربع سنوات، وأن دورة 2014 مواتية لتدارك الموقف في ظل سقوط كبار أوروبا وتواضع أداء أصحاب الأرض. وبطبيعة الحال، سيعول سابيلا على «ليو» في المقام الأول، ما دامت خطورته قائمة حتى في أسوإ حالاته، بالإضافة إلى أنخيل دي ماريا وغونزالو هيغواين، لكنه سيفقد خدمات المهاجم الآخر سيرجيو أغويرو بسبب الإصابة. والتقت الأرجنتين مرة واحدة بسويسرا ضمن الدور الأول لمونديال إنجلترا 1966، وفازت بهدفين لصفر، لكنهما التقيا في خمس مناسبات ودية (فازت الأرجنتين 3 مرات وتعادلا في مرتين) آخرها في فبراير 2012 (3-1). في المقابل، ستدافع سويسرا على حظوظها في بلوغ دور الربع لأول مرة بعدما أخفقت بمونديال إيطاليا 1934 أمام تشيكوسلوفاكيا (2-3)، ومونديال فرنسا 1938 أمام المجر (0-2) ومونديال 1954 على أرضها أمام النمسا (5-7). وتأهلت سويسرا إلى دور ال 16 بفوز صعب على الإكوادور (2-1) وسقوط مذل (2-5) أمام فرنسا، لكنها تداركت لموقف بفوز كبير على الهندوراس (3-0)، وستسعى لخلق مفاجأة من العيار الثقيل بإقصاء أحد المرشحين للقب العالمي. ولا يملك المنتخب السويسري لاعبين كبار كما هو الحال بالنسبة للأرجنتين، لكنها ستعول أساسا على شيردان شاكيري الذي سجل ثلاثية على الهندوراس، ناهيك عن دفاع قوي رغم تلقيها خمسة أهداف أمام منتخب «الديوك». وفي لقاء آخر مليء بالإثارة والتشويق، سيتعين على منتخب بلجيكا الاستمرار في عروضها المتميزة لتفادي أي مفاجأة من نظيرها الأمريكي عندما يتواجهان في وقت لاحق بسلفادور، وهدفهما المرور إلى دور الربع. وتدخل بلجيكا التي يتوقع كثيرون أن تكون الحصان الأسود للبطولة، المباراة وهي مرشحة بقوة لتخطي الأمريكيين، عقب أداء قوي حصدت خلاله 3 انتصارات أمام الجزائر (2-1) وروسيا وكوريا الجنوبية بذات النتيجة (1-0). وإذا أراد منتخب «الشياطين الحمر» عبور العقبة الأمريكية بسهولة، فعلى المدرب مارك فيلموتس إيجاد حلول لخط المقدمة الذي لم يسجل سوى أربعة أهداف، وقد يأتي الحل من أقدام النجم إيدين هازارد ليمد رفاقه بتمريرات حاسمة. ويطمح البلجيكيون إلى أن تكون أمريكا عقبة واحدة نحو تكرار سيناريو مونديال المكسيك 1986 عندما بلغوا نصف نهائي إلا أنهم انهزموا ضد الأرجنتين (0-2)، وسقطوا أيضا أمام فرنسا بثلاثة أهداف لاثنين في مباراة الترتيب. بيد أن منتخب «العام سام» الذي عبر الدور الأول على حساب البرتغال وغانا باستحقاق، تطور كثيرا ويملك في صفوفه لاعبين قدموا أداء لافتا في المباراتين الأولتين، ويطارد حلم المركز الثالث الذي حققه منذ 74 سنة. وتتسلح أمريكا رغم أفضلية بلجيكا تاريخيا، بكونها صاحبة أبرز فوز بين الطرفين عندما أسقطت «الشياطين الحمر» بثلاثية نظيفة بمونديال الأوروغواي 1930، بينما فازت بلجيكا باللقاءات الأربعة الودية آخرها ماي 2013 (4-2).