الشيلي توقع على نهاية الجيل الذهبي لإسبانيا ودعت إسبانيا حاملة اللقب بجنوب إفريقيا كأس العالم لكرة القدم بالبرازيل، عقب خسارتها أول أمس الأربعاء أمام منتخب التشيلي بهدفين دون على ملعب «ماراكانا» بريو دي جانيرو ضمن منافسات الجولة الثانية للمجموعة الثانية. وبشكل غير متوقع، ودع الإسبان البطولة مبكرا عقب تلقيهم خسارتهم الثانية بعدما انهزموا في الجولة الأولى ضد منتخب هولندا بطريقة مذلة (5-1)، ليرافقوا المنتخب الأسترالي الذي انهزم بدوره أمام «الطواحين» (2-3). وباتت إسبانيا رابع منتخب يحرز اللقب العالمي ويودع المسابقة في الدورة المقبلة من الدور الأول، بعد البرازيل بطلة مونديال 1962 بالتشيلي، وفرنسا بطلة 1998 على أرضها، وإيطاليا بطلة 2006 بألمانيا. ولم ينجح لاعبو «لاروخا» في فرض أسلوب لعبهم «التيكي تاكا» في ظل الانتشار الجيد للتشيليين، وظهر أن أبرز الأسماء باتوا غير قادرة على تقديم إضافة أكبر بعدما توجت بثلاثة ألقاب كبرى في ظرف أربع سنوات. ويتحمل المدرب فيسنتي ديل بوسكي جزء كبيرا من نهاية الجيل الذهبي لإسبانيا، بعدما قرر الاعتماد على عناصر تقدمت في السن وفقدان التنافسية، في وقت كان من المفروض على العجوز الإسباني إدخال تعديلات على كتيبته. وفشل المنتخب الإسباني الذي سيلاقي نظيره الأسترالي في لقاء شكلي للطرفين، في أن يكون أول منتخب في التاريخ ينجح في جمع أربعة ألقاب كبرى على التوالي، بعدما أحرز لقبي كأس أمم أوروبا 2008 و2012 وكأس العالم 2010. وانطلق اللقاء بإيقاع بطيء ووسط حذر من الجانبين، ولاحت أول فرصة حقيقية للإسبان عبر تشابي ألونسو من مسافة قريبة من المرمى لكن الحارس كلاوديو برافو تدخل علما أن دييغو كوستا كان قد اخترق الدفاع وسدد الكرة (د 15). وكان الرد قاسيا من التشيلي إثر هجمة مرتدة بدأها لاعب برشلونة أليكس سانشيز قبل أن يمرر تشالرز أراغونيس الكرة لإدواردو فارغاس الذي استغل خروجا خاطئا لقائد «لاروخا» إكاسياس وسجل هدف التقدم (د 20). ولم يتعامل كوستا مع كرة وسددها قرب القائم الأيمن لبرافو (د 27)، وبدا واضحا أن خط الوسط الذي شكل قوة الإسبان على مدار السنوات الست الأخيرة، يعاني كثيرا في ظل تقدم السن بكزافي وتشابي ألونسو وعدم وجود بدلاء مناسبين. ولم تسنح أي فرص حقيقية للفريقين رغم تقدم كل طرف إلى منطقة الآخر للتعديل للإسبان وإضافة هدف ثان للتشيليين وهو ما حدث إثر ضربة ثابتة نفذها سانشيز وأبعدها كاسياس بقبضتيه، سجل أراغونيس بطريقة رائعة (د 44). ودخل لاعبو «لاروخا» الشوط الثاني عازمين على تدارك الموقف وتعويض كارثة هولندا، خاصة أنه سبق لهم أن تخلفوا في لقاء ودي مع تشيلي بذات النتيجة، لكنهم فازوا في النهاية بثلاثة أهداف لاثنين في 2011. وأضاع كوستا فرصة تقليص الفارق (د 49) وتحولت محاولته للركنية، وجرب سيرخيو راموس حظه بتنفيذ ضربة خطإ لكن الحارس أبعدها بقبضتيه (د 54)، قبل أن يهدر بثوان سيرجيو بوسكتيس فرصة مواتية أمام المرمى للتسجيل. وتدريجيا أصبحت إسبانيا أكثر امتلاك للكرة، لكن دون أن تترجمها لأهداف خاصة أنها فقدت الانسجام بين لاعبي الوسط والأطراف وكثرت التمريرات الخاطئة بينهم، وظل كوستا معزولا وسط الدفاع التشيلي. واعتمدت التشيلي على التكتل الدفاعي والهجمات المرتدة وكاد ماوريسيو إيسلا أن يقتل المباراة بهدف ثالث لكن كرته علت مرمى كاسياس (د 69)، في حين حاول الإسبان الضغط داخل منطقة الخصم، إلا أنهم افتقد للفعالية رغم التغييرات. وتصدى حارس التشيلي لكرة ماكرة من إنييستا وحولها للركنية التي ارتقى لها راموس في أحضان برافو، هذا الأخير أبعد كرة ثابتة لسانتي كازولا (د 89)، لتستمر المباراة بست دقائق إضافية لم تقدم أي جديد، وفي النهاية أعلن الحكم عن تأهل مستحق للتشيلي وخروج مهين لإسبانيا.