نظمت مؤخرا الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة الرباطسلا زمور زعير يوما دراسيا تناول فضاءات الإعلام والمساعدة على التوجيه، تحت شعار «من أجل تقريب وإدماج خدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه في الحياة المدرسية». وأكد محمد أضرضور مدير الأكاديمية في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية لهذا اليوم الدراسي، التزامات الوزارة اتجاه مستقبل تلاميذتها وطلبتها وعيا منها بأن النجاح رهين بجودة الفضاءات الإعلامية والمساعدة على التوجيه المدرسي. وأشار أيضا إلى وعي الأكاديمية وإدراكها للطريق الشاق نحو مسار الارتقاء الذي يتطلب تظافر الجهود لكل من الفاعلين التربويين والشركاء والمتدخلين. ودعا مدير الأكاديمية كذلك كل الشركاء الاجتماعيين والاقتصاديين ومؤسسات القطاع العام والخاص إلى المزيد من التعبئة والتعاون والتنسيق للارتقاء بخدمات الإعلام والمساعدة على التوجيه بالمؤسسات التعليمية. كما اغتنم محمد أضرضور الفرصة لتوجيه الشكر لكل الفعاليات المشاركة في هذا اليوم الدراسي والتنويه بالمجهودات التي تبذلها أطر التوجيه لأجل تحقيق الجودة في هذا الشأن. وقد شكلت إشكالية التوجيه المدرسي وفضاءات الإعلام المحور الرئيسي في التدخلات والنقاشات المطروحة أثناء هذه المناسبة، وتم رصد الصعوبات والإكراهات التي تواجهها فضاءات التوجيه، ومما لا شك فيه أن الوزارة واعية كل الوعي بأهمية شأن الفضاءات الإعلامية حيث تم توجيه مراسلة وزارية إلى الأكاديمية والنيابات تحت رقم 812 - 90 بتاريخ 29 يونيو 2010 قصد الشروع في توفير هذه الفضاءات بالمؤسسات الثانوية وفق معايير أهمها ضرورة توفر الفضاءات على مساحة لا تقل عن 24 متر مربع وقربها من المدخل الرئيسي للمؤسسة. هذا ما جاء على لسان أحمد الشعبي نيابة عن محمد الساسي مدير التقويم والحياة المدرسية. وأعطيت تعليمات للمصالح التقنية التابعة لمديرية الشؤون العامة والميزانية والممتلكات قصد برمجة إحداث هذه الفضاءات في المؤسسات الثانوية الجديدة منذ بنائها وذلك بموجب المراسلة رقم 003 - 90. بدوره أكد حسن الهاني رئيس القسم الخريطة المدرسية والإعلام والتوجيه على أهمية اليوم الدراسي في مد جسر التواصل بين أطر التوجيه على مستوى الجهة واعتبره مناسبة للتفكير الجماعي حول سبل مساعدة التلاميذ عن مختلف التساؤلات والتطلعات المستقبلية. وكشفت ليلى المرجاني رئيسة قسم التخطيط والتوجيه بأكاديمية الرباط عن المشاكل والصعوبات التي يواجهها هذا المجال في ظل تزايد وتيرة التقاعد في السنوات المقبلة من خلال الإحصائيات والمعطيات التي اعتمدت عنها في تقييمها للتشخيص الدقيق في وضعية مجال الإعلام والتوجيه. وبعد طرح المشاكل والمعيقات الخاصة بهذا المجال، تم تقديم عروض حول نماذج التخطيط والتوجيه المميزة، ومن أهمها، الموقع إلكتروني (توجيه نت) و(منارة) لخدمة التلاميذ والطلبة. كما قدمت شهادات حول الفضاءات الإعلامية والتوجيه المدرسي لكل من أمين سليمان عن ثانوية الأميرة للانزهة، بالإضافة لشهادات التلاميذ وإدارة المؤسسة وجمعية الآباء ومفتش منطقة حسان، ورافقتها شهادات تعرف ببعض المبادرات الرائدة لأطر التفتيش كمبادرة بهيجة المرابط المميزة ومحمد الإدريسي ورشيدة أمنانة بالإضافة إلى شهادة حسن عليمو. أيضا كان تدخل عبد العزيز سنهجي المفتش المنسق الجهوي لمجال التوجيه التربوي مميزا حيث قدم من خلاله تشخيصا استراتيجيا لحالة منظومة الإعلام والمساعدة على التوجيه في أبعادها الوطنية والدولية، مبرزا مكامن القوة ومواطن الضعف، والفرص المتاحة والمخاطر والتهديدات المحتملة. وذكر برهانات منظومة الإعلام والتوجيه ومقاربتها العالمية والوطنية، ودعا في هذا السياق إلى اعتماد مدخل التوجيه والبحث العلمي في إصلاح منظومة التربية والتكوين. أما الفترة المسائية فقد تم تخصيصها لتقديم منهجية العمل وتكوين الورشات وتحديد الالتزامات والتعاقدات، لتعطى الانطلاقة بعد ذلك لعمل الورشات الأربع، حيث اشتغلت الورشة الأولى على أنشطة الفضاءات والآليات الاشتغال وأشكال الدعم والتدخل من طرف الشركاء، بينما ركزت الورشة الثانية على مستلزمات وشروط العمل وآفاق التطوير، في حين تطرقت الورشة الثالثة إلى أخلاقيات العمل ومنهجيات الاشتغال داخل الفضاءات. أما الورشة الرابعة فقد ركزت على المصادقة على وثائق الإخبار والتحسيس المعدة من طرف المركز الجهوي للإعلام والمساعدة على التوجيه.