أفادت مصادر عراقية بأن مدينة الفلوجة بمحافظة الأنبار تعرضت الليلة الماضية لقصف عنيف بالطائرات والمدفعية الثقيلة، فيما بدأت القوات العراقية حملة عسكرية في الموصل لطرد ما قالت إنهم عناصر تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام من بعض المناطق التي يسيطرون عليها، بينما قتل عشرات الأشخاص بهجمات جديدة. وحسب المصادر نفسها، سقطت أربعة براميل متفجرة على الفلوجة، تلاها قصف واشتباكات متقطعة بين الجيش ومسلحين. وكانت مصادر طبية قالت إن امرأتين قتلتا وجُرح 11 آخرون في قصف عشوائي من الجيش العراقي بنيران مدفعية وصواريخ. وفي نينوى شمال العراق قالت قيادة عمليات المحافظة إنها بدأت حملة عسكرية في الأجزاء الغربية والجنوبية من مدينة الموصل لطرد من قالت إنهم عناصر تنظيم الدولة من المناطق التي يسيطرون عليها. من جهته قال متحدث باسم الشرطة إن «ثمانية أشخاص قتلوا وأصيب ثلاثة بجروح جراء سقوط قذائف هاون استهدفت أحياء متفرقة في غرب المدينة». وأوضح أن «الهاونات استهدفت صباح الأحد، منازل ومحلات تجارية في أحياء الصحة والإصلاح الزراعي و17 تموز، جميعها في غرب الموصل». ودفعت الاشتباكات والهجمات المتكررة في الأيام القليلة الماضية نحو 3000 عائلة إلى النزوح خارج الموصل بحثا عن ملاذات آمنة. على صعيد متصل طالب مجلس محافظة نينوى القوات العراقية بوقف القصف على الأحياء السكنية والسماح للمدنيين بمغادرة منازلهم. وبدوره نبّه المجمع الفقهي لكبار علماء الدعوة والإفتاء في العراق إلى احتمال حصول ما وصفها بكارثة في محافظة نينوى. وقال المجمع الفقهي في بيان «إن الأيام أثبتت عدم نجاح الحلول العسكرية في حل المشاكل الداخلية، وإن الحكومة العراقية عاجزة عن حسم الموقف، ولا سيما في الفلوجة والرمادي، اللتين تشهدان منذ ستة أشهر حربا أدت إلى قتل السكان وتشريدهم». وحذر المجمع الحكومة العراقية من «مغبة استهداف المدنيين والأحياء السكنية وإشاعة الفوضى وإطالة معاناة أهالي نينوى». من جانبه قال الشيخ محمد طه حمدون -أحد قادة الحراك في محافظة صلاح الدين- إن ما يحدث في الموصل وسامراء «هو السيناريو الذي حدث في بهرز والفلوجة، ولأهداف طائفية»، وطالب بتحقيق دولي فيما يجري بالموصل. وفي الشأن الميداني أيضا قتل 28 شخصا على الأقل وأصيب العشرات في هجمات متفرقة في العراق أمس الأحد، أعنفها هجوم مزدوج استهدف مقرا حزبيا كرديا في جلولاء الواقعة في محافظة ديالى شمال شرقي بغداد. وقال ضابط برتبة عقيد في قيادة عمليات بعقوبة إن حصيلة الضحايا في هجوم جلولاء بلغت 18 قتيلا بينهم أربعة ضباط أحدهم برتبة مقدم. وأسفر الحادث عن إصابة 67 شخصا آخرين من عناصر البشمركة والأمن الكردي ومدنيين. وكان متحدث باسم شرطة المدينة ذكر أن «تفجيرين مزدوجين الأول بسيارة مفخخة والثاني بواسطة انتحاري استهدفا مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني وسط جلولاء». ويتزعم هذا الحزب الرئيس العراقي جلال الطالباني الذي يتلقى علاجا في ألمانيا منذ نحو عام ونصف إثر اصابته بجلطة. وفي كركوك شمال بغداد، قتل شخص وأصيب ثلاثة عسكريين بجروح إثر انفجار ثلاث عبوات ناسفة على التوالي استهدفت دورية للجيش في ناحية سكران، الواقعة إلى الشمال الغربي من المدينة، وفقا لمصادر أمنية وطبية. وفي مدينة تكريت شمال بغداد أفادت مصادر أمنية عراقية بأن ضابطا كبيرا في الجيش العراقي قتل وأصيب اثنان من قوات الجيش في انفجار عبوة ناسفة استهدفت سيارة عسكرية كانت تقلهم في منطقة جسر حربة جنوبي المدينة. وفي بغداد، قتل شرطي وأصيب آخران بجروح في هجوم مسلح استهدف حاجز تفتيش للشرطة في منطقة البياع غرب المدينة، وفقا لمصادر أمنية وطبية.ويعيش العراق أزمة أمنية تعد السوأى منذ موجة الصراع الطائفي بين 2006 و2008.وقتل أكثر من 4600 شخص في أعمال العنف اليومية منذ بداية العام الحالي، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة الصحافة الفرنسية استنادا إلى مصادر رسمية.