دورة أوفت بوعد التنوع والاكتشاف عاشت الرباط على مدى أزيد من أسبوع على إيقاع فعاليات الدورة الثالثة عشر لمهرجان «موازين..إيقاعات العالم» التي جعلت من العاصمة محطة عالمية للموسيقى والغناء. وتحت شعار « اختلافاتنا تجمعنا « نجحت جمعية «مغرب الثقافات» في تقديم برمجة غنية ومتنوعة استضافت من 30 ماي إلى 7 يونيو، نجوم الصف الأول وطنيا وعربيا وعالميا. وحافظت الدورة على إيقاع مرتفع من حيث مستوى النجوم وحجم التفاعل الجماهيري، لتختتم أمسياتها رفقة أسماء كبيرة من عيار أليشيا كيز في منصة السويسي، وفنان العرب محمد عبده بمنصة النهضة، فضلا عن نجمة الشعبي زينة الداودية بسلا وأسماء أخرى. وفضلا عن السويسي والنهضة وسلا، تدفقت جماهير العدوتين على فضاءات مسرح محمد الخامس، قاعة لارونيسانس، ساحة أبي رقراق، فضاء شالة بالاضافة الى شوارع وساحات عمومية بالعاصمة. وكان جستين تمبرليك قد أعطى الانطلاقة القوية لأمسيات الموسيقى الغربية على منصة السويسي التي تعاقبت عليها أسماء ذائعة الصيت في مقدمتها الفنان الظاهرة ستروماي ثم جايزون ديرولو و مجموعة «كول أند غانغ» و روبيرت بلانت ونجم اللاتينو ريكي مارتن. واختص مسرح محمد الخامس بفقرة الاكتشافات التي فتحت عين الجمهور المغربي على ظواهر وتجارب فنية أصيلة ومؤسسة، على غرار مجموعة الكومودورس و لوث كازال وبرنارد لافيليي وأمانسيو برادا وسعاد ماسي واريك فيرنانديز وغيرهم. وتألقت رموز الأغنية الشرقية بمختلف أجيالها وفنونها على منصة النهضة، من خلال اسماء مثل القيصر كاظم الساهر، نانسي عجرم، كارول سماحة، وائل جسار، ونوال الكويتية. أما البرمجة المخصصة للطرب في قاعة لارونيسونس فاستقبلت ثلة من الفنانين من الشرق الأوسط و المغرب الكبير. وتم افتتاح برنامج هذا السنة مع إبداع مغربي بعنوان «أوقدوا النجوم: كان يا ما كان»، وهو عبارة عن حفل عن أجواء الأندلس منذ تأسيسها حتى سقوطها. ونشط فعاليات المنصة أيضا الفنان عبد القادر شاعو، أحد أعمدة الأغنية الشعبية الجزائرية، كما تم الاحتفال بفن العيطة مع الفنان جمال زرهوني، وبالفن الأندلسي مع محمد باجدوب وفن الملحون رفقة ماجدة اليحياوي. وتميزت دورة 2014 أيضا باستقبال أزيد من 35 حفلا في منصتي سلا والنهضة وقاعة لارونيسونس، أحياها فنانون مغاربة في ألوان مختلفة، تراثية وعصرية، شملت الموسيقى العصرية وكناوة، والراي، والشعبي، والأمازيغي، والكلاسيكي، وكذا الموسيقى الحضرية. وهكذا التقى الجمهور بفنانيه المحبوبين: لطيفة رأفت، رشيدة طلال، سعيدة شرف، سلمى رشيد، والشابين مراد بوريقي ويوسف كلزيم والفنان ابراهيم بركات، التوأم صفاء وهناء، إيمان قرقيبو. وعانق أيضا أغاني مغربية تعود لأسلوب فترة السبعينيات، بمشاركة فرقة «لرصاد» المراكشية ومجموعة «عبدو وبنات لمشاهب» و»تكادة». وشهدت منصة سلا تقديم إيقاعات الهيب هوب، من خلال حميد «في إف إف» وماستا فلو، ومغني الراب مسلم، فضلا عن ايقاعات من موسيقى الريف (مجموعة طيفيور) والأطلس (أحوزار) ومنطقة سوس (الرايسة تابعمرانت). وتألق على ذات المنصة الفنان بينحاس كوهن المعروف بجوه الموسيقي الاحتفالي والفريد، وثلاثة أسماء رائدة في الموسيقى الشعبية، هي حميد السرغيني، مصطفى بوركون وزينة الداودية. من جهة أخرى، استضافت التظاهرة في فضاء شالة التاريخي برمجة خاصة بعنوان '' غناء الأنهار''، التأمت في إطارها مجموعات قادمة من مختلف أنحاء العالم ، كل منها تقدم أسلوبا موسيقيا نشأ بضفاف نهر كبير. إنها أنهار النيل، المسيسيبي، الفرات، الدانوب، وأبي رقراق. ولم يغب سحر أفريقيا عن الدورة الثالثة عشر لموازين، حيث احتضنت ساحة أبي رقراق نخبة من أشهر الموسيقيين في القارة السمراء، قدمت إيقاعات أفريقيا في حوار مع الأساليب الموسيقية العالمية.