الأساتذة يشككون في قدرات المدير وأولياء التلاميذ يتهمون هؤلاء بالتقصير دخل الصراع المحتدم والمتواصل بين أساتذة مجموعة مدارس أنسيس التابعة للنيابة الإقليمية لوزارة التربية الوطنية بأكادير إداوتنان وآباء وأولياء تلامذة هذه المجموعة في منعطف خطير، لاسيما، وأن المشكل الذي طفا على السطح منذ بداية الموسم الدراسي الحالي، مباشرة بعد التحاق المدير الجديد والذي وقف حسب قوله على العديد من الاختلالات لدى مدرسات ومدرسي المؤسسة، في الوقت الذي شكك فيه الأساتذة من قدراته التدبيرية مما عجل بحرب حامية الوطيس بين الثالوث المشكل لنواة هذه المؤسسة التربوية. هذا، وتواصلت منذ ذلك الحين إلى اليوم صراع البيانات والبيانات المضادة وتناسلت الاتهامات في كل الاتجاهات، وبذلك أصدر بعض أساتذة هذه المؤسسة بإيعاز من إحدى التنظيمات النقابية بيانا اعتبرت من خلاله مدير المؤسسة، بمثابة حجرة عثرة تعرقل المؤسسة وتعتبره دخيلا عليها ونظموا على إثر ذالك وقفة احتجاجية أمام مقر النيابة واضعين على أفواههم «كمامات» في إشارة واضحة إلى الأضرار التي يتسبب لهم فيها المدير والتي باتوا يخافون من عدواها،هذا في الوقت الذي يتحدث فيه المديرعن الخروقات والتقصير وغياب المسؤولية لدى المضربين، وعزا «انتفاضتهم» إلى عدم قبوله مجاراتهم في ممارسة بعض السلوكيات اللاتربوية وإلى عدم رضوخه إلى الضغوطات التي حاولوا فرضها عليه للانخراط في الفوضى التي ألفوها من قبل واستدل بذالك بوثائق وبإجراءات إدارية صارمة ضدهم. وفي ردهم عن بيان الأساتذة، تدخل الآباء والأمهات وأصدروا باسم جمعيتهم بيانا توضيحيا للرأي العام، شديد اللهجة، مؤكدين من خلاله، أن ما تدعيه هيئة التدريس بمجموعة مدارس أنسيس، ما هو إلا ادعاء وافتراء في حق المدير الحالي الذي نوهوا بتضحياته الجسام في سبيل الناشئة التي حرمت من حقها في التعلم لعقد من الزمان، وذلك نتيجة السيبة وقانون الغاب الذي ألفه المدعون، وابتليت به المؤسسة طيلة عشر سنوات مضت، ووصفوا الأساتذة بأبطال هذه الفوضى لكونهم لم يعوا جسامة الأمانة الملقاة على عاتقهم ولكونهم لا يكثرتون لمن أؤتمنوا على تربيتهم وتعليمهم، متهمين الإدارة السابقة بوقوفها وراء الفوضى والتسيب الذي تعرفه الوحدات المدرسية الخمس التابعة لهذه المجموعة، مشيدين في الآن ذاته بالعمل الجبار والكبير الذي يقوم به المدير الحالي والذي يتردد، على غير العادة، على كافة الفرعيات بدراجته النارية تارة وبسيارته تارة أخرى، وهو ما لم يرق المدرسات والمدرسين واعتبروه تشويشا ومراقبة يومية من المدير الجديد. مما حدىا بهم إلى التحالف ضده لكون قيامه بواجبه يزعجهم ويحد من التسيب الذي تعودوا عليه، ولكونهم لم يألفوا أن تتواجد بمؤسستهم إدارة تربوية مسؤولة تؤدي مهامها بإخلاص وانضباط، وحريصة على أن يستفيد التلاميذ من حقهم الكامل في التعلم. وتساءل البيان الذي توصلت «بيان اليوم» بنسخة منها عن مصير العديد من الشكايات الموجهة للمسؤولين المحليين والإقليمين والجهويين، وضحوا فيها التسيب والعشوائية التي كانت وما تزال تتخبط فيها المدرسة، وناشدوهم فيها بالتدخل قصد انقاذ ما يمكن انقاذه ودعم المديرفي جهوده لإصلاح الاختلالات التي تعانيها المدرسة. إلا أننا– مع الأسف-، يضيف البيان، لم نتوصل بأي رد من أي جهة، اللهم تلك الزيارة الميدانية التي قام بها مدير الأكاديمية للمؤسسة دون أن تغير شيئا من واقع حاله. فأين القرارات المتخذة في حق المدير، يتساءل البيان، والتي تحدث عنها البيان المساند لموقف الأساتذة، ولماذا لا تقوم هذه النقابة بنشرها تنويرا للرأي العام. وإزالة منها للعتمة التنويرية، أورد بيان جمعية آباء وأولياء التلاميذ مجموعة من الاختلالات التي تؤرق مضجعهم منذ عقد من الزمان وهم يكتوون بنيران الاستهتار وغياب المسؤولية والمسؤولين، مستدلين في ذالك بعدم قدرة المحظوظين من أبنائهم الملتحقين بالإعدادي، وعلى قلتهم، على مسايرة إيقاعات أقرانهم في الدراسة، لهزالة مستواهم الدراسي وضعف مستواهم التحصيلي البين، ونتائجهم، يضيف البيان، لدليل قاطع على قولهم، مما يعجل بمغادرتهم للمؤسسة قبل نهاية الموسم الدراسي، كما عزا ذات البيان الغصة التي في الاساتذة اتجاه الساكنة، إلى رفضهم الخضوع لاستغلالهم، من خلال إجبار أبنائهم على جلب المواد الغذائية والأطعمة، لهم دون القيام بواجبهم المهني، وأن الاستقرار الذي تعرفه المؤسسة طيلة العشر سنوات الأخيرة الذي ادعاه بيان الأساتذة ضد المدير مرده كونهم يتصرفون كما يحلوا لهم، مستغلين ضعف الإدارة التربوية السابقة وتواطؤها المكشوف معهم. البيان أشار كذالك إلى عملية شد الحبل بين ساكنة دوار أومسكرت والأساتذة المدرسين بوحدتهم المدرسية، والتي رفض السكان تزويد ها بالماء والكهرباء، الذي هو من اختصاص الوزارة الوصية و ليس السكان، فلماذا هذه الضغينة من المعلمين العاملين «بفرعية أومسكرت»، يتساءل البيان، اتجاه ساكنة مارست حقها المشروع في قطع الكهرباء على مسكن الأساتذة بعد ما تبين لها أنهم لا يستحقون هذه البادرة الطيبة لكونهم يعبثون بمصير أبنائهم من خلال تغيباتهم المستمرة وتهاونهم في العمل، والدليل يتابع البيان على استهتار «المربين» بالمسؤولية هو رد فعلهم تجاه موقف الآباء بمقاطعتهم وانقطاعهم عن عملهم لمدة تزيد عن الشهر، وهنا يتساءل البيان مرة أخرى، عن موقف المسؤولين تجاه هذه التصرفات اللاتربوية واللامسؤولة، وهل اتخذت الإجراءات القانونية في حقهم؟، أم أن حق أبنائنا في التعلم هو آخر هموم هؤلاء المسؤولين؟ يستطرد البيان. وفي الأخير وأمام هذا الوضع الشاد الذي تعيشه مؤسستنا، يقول البيان، وغياب تدخل حاسم من طرف المسؤول الأول الإقليمي، إنصافا لأبنائنا وانقادا لمستقبلهم الذي تغتاله ضمائرلا مسؤولة، تساندها مع الأسف الشديد نقابة تدافع عن مصلحة الأستاذة المقصرين، وتجني على مصلحة التلاميذ المظلومين، فإننا نوجه صرختنا للسيد الوزير المسؤول عن القطاع، نطالبه وبإلحاح بالتدخل العاجل لإنقاذ ما يمكن انقاذه قبل فوات الأوان.