جماعة أولاد ناصر تحتضن ثاني قافلة صحية ومجموع المستفيدين يصل إلى أكثر من 3000 شخصا من مختلف الشرائح الاجتماعية قال كمال أحمد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة بإقليم الفقيه بن صالح، إن القافلة تدخل في إطار إستراتيجية وزارة الصحة والمندوبية الإقليمية، وتروم تقريب الخدمات الطبية من المواطنين وخصوصا في المناطق التي تنتشر بها الهشاشة الاجتماعية. وهي حملة تحسيسية للكشف والتوعية بمخاطر بعض الأمراض المزمنة، أشرف عليها فريق متكون من26 إطارا طبيا وشبه طبي وأعوان واستفاد من خدماتها حوالي1600 مواطن ومواطنة، وشملت تحاليل وفحوصات في الطب العام والاختصاص كأمراض العيون التي كشفت أن بعض المستفيدين في حاجة إلى إجراء عمليات جراحية، وسيتم التنسيق بشأنها مع الجهات المختصة، وقال المندوب، إن قيمة الأدوية التي تم توزيعها على المستفيدين ناهزت العشرة ملايين سنتيم، كما أكد على مجانية القافلة وحسن التنظيم والتعاون . ومن جهته، وصف الدكتور أمغار رئيس المركز الصحي بسوق السبت القافلة بال»حدث الاجتماعي النبيل» الذي لا يقاس بحجم المستفيدين وحسب، إنما بطبيعة الخدمات التي يقدمها طاقم القافلة من أطباء وممرضين ومبصاريين، لهذه الفئات الاجتماعية التي تتكوّن في اغلبها من الفئات المستضعفة الهشة الممتدة على امتداد تراب الجماعة، ولذلك، يقول، فهي تسعى إلى تفعيل أهداف الإرادة المولوية الساعية إلى تقريب الخدمات الصحية ومرافقها من المواطن، وفتح المجال أمام كل الدواوير للاستفادة من الكشوفات الطبية ومن عمليات تصحيح البصر، مثلما هي في ذات الآن، تفعيل لأسلوب عمل هادف، دأبت وزارة الصحة عبر مندوبياتها الإقليمية على ترسيخه في إطار تنفيذ برامجها الصحية التي خُصصت لهذا الغرض، وذلك بغية تحقيق تغطية صحية شاملة لكل الفئات المعوزة. أما رئيس نقابة المبصاريين بجهة تادلا ازيلال، محمد بهلال وهو في نفس الوقت عضو مكتب جمعية شمس للبصريات الذي يشارك في هذا العمل الجمعوي بطاقم مهم، وصف القافلة الطبية ب»المميزة» و»الفريدة»، أولا لأنها، حسبه، تمّت تحت إشراف المندوبية الإقليمية للصحة، وثانيا لأنها استطاعت أن تجلب خيرة الأطر الطبية والشبه الطبية. وقال إن مشاركتنا اليوم كما حدث بالأمس القريب بذات الجماعة، هو لا يخرج عن الإطار العام الذي تحدث فيه رئيس جمعية شمس محمد الدهبي، حيث أكد على أن هذه القوافل هي انخراط فعلي في العمل الجمعوي الهادف، الذي يرفض بالمطلق، أن تتحول هذه البادرة إلى مجال للارتزاق والتلاعب بصحة المواطن. وأكد بهلال، بدوره على ضرورة محاربة بعض الطفيليات التي انسدّت في وجوهها أبواب الفساد، فحاولت من خلال العمل الجمعوي أن «تُشرعن» أعمالها القذرة عبر تنظيم مثل هذه القوافل الطبية، لكن للأسف بصيغها المعهودة المبنية على الابتزاز والاغتناء اللاشرعي على حساب الفقراء والمستضعفين . وارتباطا بالموضوع، أكد رئيس جماعة أولاد ناصر عبد الرزاق فضلي، على الأهداف النبيلة والاجتماعية والصحية الصرفة للحملة الطبية التي انخرط فيها المجلس المحلي المنتخب دون قيد أو شرط، خدمة للصالح العام، وتمكينا للفئات المعوزة من ساكنة المنطقة من تحاليل وكشوفات طبية، يتعذر عليهم الاستفادة منها بالمركز الجهوي ببني ملال بسبب عامل البعد أو بالقطاع الخاص بسبب الفقر والهشاشة،آملا في أن تعم جميع الجماعات الترابية بإقليم الفقيه بن صالح . وقال أن ذات القافلة، جاءت في إطار مسؤولية تدبير الشأن العام، الذي من بين قضاياه الصحة، حيث وبعد الإنصات، يقول، إلى العديد من المواطنين خلال الحملة السابقة التي تمت بجماعتنا القروية، اتضح أن القيام بحملة طبية من هذا الحجم، أضحت ضرورة ملحة، لأنه تبين بالملموس أن الحملة السابقة لم تستطع بالرغم من أن عدد المستنفدين بها تجاوز 1800 مستفيد ومستفيدة، تلبية حاجيات كل الفئات المعنية، بمعنى آخر أن هذا العمل أضحى مطلبا جماعيا واجتماعيا يجب تفعيله رغم العديد من الاكراهات. وقد كان الرهان واضحا، كما صرحت سابقا لجريدة بيان اليوم، وهو استفادة اكبر عدد من ذوي الاحتياجات الخاصة من هذه العمليات الطبية الهامة، التي تكون تحت إشراف المندوبية الإقليمية للصحة، وبمشاركة جمعيات لها سمعة طيبة وتجربة فريدة في هذا المجال، تفاديا للتأويلات المجانية، التي كثيرا ما وصفت هذه الحملات الطبية بالشطحات الانتخابية السابقة لأوانها، ولذا، يقول، انه بقدر ما يعارض مبدئيا هذه الادعاءات المغرضة، بالقدر ذاته، يرفض تحويل العمل الجمعوي الإنساني إلى مآرب نفعية ذاتوية. هذا، ويشار إلى أن مندوب الصحة، وكما جرت العادة في مثل هذه الحملات، قد طمأن كل الحالات المستفيدة والساهرين على تدبير الشأن العام المحلي، على انه باستثناء حالات السكري والضغط الدموي، لا تتوفر الجماعة على أمراض خطيرة كداء السيدا ،وان حالات المصابين بداء الجلالة سيتم معالجتها في المستقبل القريب عبر إجراء عمليات جراحية. وقال لبيان اليوم إن جماعة أولاد ناصر وهي تستفيد من خدمات هذه القوافل الطبية للمرة الثانية، قد حققت طفرة صحية مهمة، خصوصا وأن عدد المستفيدين من هذه الخدمات قد فاق الآن 3000 مستفيد من مختلف الشرائح الاجتماعية ذكورا وإناثا.ولهذا نأمل أن تحدو باقي الجماعات الترابية بالإقليم حدو هذه الجماعة التي تستحق أن تكون نموذجا يُحتدى به لتحقيق طموح وطني تعهدت وزارة الصحة على تحقيقه على امتداد تراب الوطن.