استمرت حملة الانتخابات في مصر حيث بثت حملة المرشح عبد الفتاح السيسي لقاءات له بممثلي الطرق الصوفية ونقابة الأشراف ومقدمي البرامج الحوارية ببعض وسائل الإعلام المصرية، كما أصدرت دار الإفتاء المصرية فتوى تقول إن مقاطعة الانتخابات «تضر بالوطن»، وأعلنت المزيد من القوى السياسية المصرية تأييدها للسيسي. وبثت حملة السيسي تصريحات أدلى بها خلال لقاء له قبل أسبوعين مع وفد من ممثلي الطرق الصوفية ونقابة الأشراف أعلنوا فيه دعمهم له في الانتخابات. وأكد السيسي خلال اللقاء أن ما أقدم عليه يوم 3 يوليوز الماضي كان «حماية لمصر من الخراب وحماية للإسلام». كما بثت إحدى القنوات المصرية الخاصة نسخة مختصرة من لقاء جمع بين السيسي وعدد من مقدمي البرامج الحوارية مع انطلاق حملته الانتخابية، وكانت معظم القنوات المصرية قد خصصت خلال الساعات الماضية برامج للحديث عن هذا اللقاء وكواليسه. وقال السيسي في اللقاء إن الحالة الصعبة التى تعيشها البلاد سببها الحقيقي هو التقدير الخاطئ لحجم المشاكل القائمة. أما منافسه حمدين صباحي -الذي حل ثالثا في انتخابات 2012 ويصف نفسه بأنه يمثل قيم ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس المصري الأسبق حسني مبارك- فقال إن الشعب المصري «أسقط رئيسين ولم يحصل بعد على الحياة التي تليق به». وتعهد صباحي بالعفو عن سجناء الرأي، وشن ما سماها حربا مقدسة على الفقر. وينظر مراقبون إلى انتخابات الرئاسة التي تهدف إلى انتخاب رئيس جديد بعد عزل الرئيس محمد مرسي بانقلاب قاده السيسي على أنها محسومة النتيجة سلفا لصالح قائد الجيش السابق. وقالت دار الإفتاء المصرية إن مقاطعة الانتخابات الرئاسية «تضر بالوطن والمواطن»، مؤكدة أن «الإسلام يحث على الإيجابية والبناء والمشاركة وينفر من السلبية والمقاطعة». وأضافت دار الإفتاء في بيان لها أنه بمجرد الإعلان عن المرشحين «تكون على كل مواطن مسؤولية مهمة لا ينبغي له أن يتجاهلها أو يدير لها ظهره»، كما طالبت جميع المصريين بالالتزام بما ستسفر عنه نتائج الانتخابات الرئاسية وما ستقرره اللجنة العليا للانتخابات. من جهة أخرى وافقت اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية على منح صباحي رمز «النسر» في الانتخابات بعد أن كانت قد وافقت على طلب السيسي بالحصول على رمز «النجمة». وقال الأمين العام للجنة إن صباحي تقدم بطلب للحصول على رمز «النسر» وإن اللجنة وافقت على هذا الطلب، مشيرا إلى أن اللجنة تعاقدت مع مطابع الشرطة لطباعة أوراق الاقتراع الخاصة بالعملية الانتخابية، وذلك حرصا على عدم تزوير أي من أوراق الاقتراع أو تسريبها. وبعد إعلان حزب النور تأييده لترشيح السيسي، أعلن حزبا المؤتمر والتجمع المصريين تحالفهما لدعم المرشح نفسه. وقال رئيس حزب المؤتمر محمد العرابي إن الرئيس المقبل سيفوز بنسبة لا تقل عن 75% ولن تكون 52% مثل الانتخابات الرئاسية السابقة. وأشار العرابي إلى أن هناك ما سماها جهات بعينها تتربص من أجل إفشال الانتخابات الرئاسية المقبلة، مؤكدا أن نزول المصريين ومشاركتهم سيحبط مثل هذه المخططات. من جانبه قال رئيس حزب التجمع سيد عبد العال إن اختيار السيسي لم يأت وفقا لبرنامج الحزب، وإنما بناء على العداء بين السيسي والإخوان المسلمين. أما الجمعية الوطنية للتغيير فقد أكدت خلال مؤتمر صحفي عقدته في القاهرة أمس التزامها الحياد التام إزاء المرشحين فى الانتخابات الرئاسية، مع ترك الحرية لأعضائها للتعبير عن إرادتهم بصفتهم الشخصية. وكان رئيس حزب النور السلفي المصري يونس مخيون قال إن حزبه قرر تأييد السيسي في انتخابات الرئاسة، وإن القرار جاء بعد عقد قيادات الحزب لقاء معه وآخر مع منافسه حمدين صباحي. وأوضح مخيون أن قرار دعم السيسي اتخذ بأغلبية كبيرة في اجتماع لقيادات الحزب، وأضاف أن الاختيار تمَّ بناء على ما سماه تفهم الحزب واقتناعه ببرنامج السيسي الذي تميز بالوضوح وتفهّم طبيعة المرحلة، على حد قوله. ومن المقرر إجراء الانتخابات الرئاسية المصرية يومي 26 و27 ماي الجاري داخل البلاد، يسبقها إجراء الانتخابات للمصريين المقيمين في الخارج، وهو الاستحقاق الثاني من خطة خارطة المستقبل للمرحلة الانتقالية بعد عزل الرئيس مرسي. أما الاستحقاق الأول من الخارطة فكان إقرار الدستور، بينما يُنتظر إجراء انتخابات نيابية كاستحقاق ثالث. وينقسم الشارع المصري بين مؤيد لترشح السيسي ومعارض له، حيث تخرج مظاهرات يومية في مصر تندد بترشحه وتطالب بعودة الشرعية.