أغلقت لجنة الانتخابات الرئاسية بمصر، أمس الأحد، باب الترشح لخوض السباق الرئاسي، وقالت إن قائد الجيش السابق عبد الفتاح السيسي والسياسي اليساري حمدين صباحي هما فقط من قدم رسميا أوراق الترشيح. المرشحين للرئاسة المصرية عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي ستجري الانتخابات يومي 26 و27 ماي ويتوقع أن يفوز بها السيسي، إذ يحظى بتأييد قطاع كبير من المصريين في أعقاب عزل الجيش للرئيس السابق محمد مرسي المنتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين في يوليوز بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه. وقال المستشار عبد العزيز سالمان، الأمين العام للجنة الانتخابات الرئاسية، في مؤتمر صحفي إن اللجنة قررت غلق باب الترشح في تمام الثانية بعد ظهر أول أمس الأحد. وأضاف أن عدد توكيلات التأييد، التي قدمها السيسي للجنة لدعم ترشحه بلغ 188 ألفا و930، بينما قدم صباحي 31 ألفا و555 توكيلا. وطبقا للقانون يجب أن يحصل من يرغب في الترشح على تأييد 25 ألف ناخب من 15 محافظة على الأقل وألا يقل عدد المؤيدين في المحافظة الواحدة عن ألف ناخب. وفي مصر 27 محافظة. وقال سالمان إن اللجنة حددت اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء لتلقي الطعون من أي من المرشحين على الآخر. وبحسب الموقع الرسمي للجنة ستعلن القائمة النهائية للمرشحين وستبدأ فترة الدعاية يوم الثاني من ماي. ويتزعم صباحي الذي حل ثالثا في الانتخابات الرئاسية السابقة في 2012 التيار الشعبي وهو تحالف يضم عددا من الأحزاب والحركات السياسية. واستقال السيسي الشهر الماضي كقائد عام للقوات المسلحة ووزير للدفاع كي يتسنى له الترشح للانتخابات. وينص قانون تنظيم انتخابات الرئاسة على أنه "يعلن انتخاب رئيس الجمهورية بحصول المرشح على الأغلبية المطلقة لعدد الأصوات الصحيحة، فإذا لم يحصل أي من المرشحين على هذه الأغلبية أعيد الانتخاب بعد سبعة أيام على الأقل بين المرشحين اللذين حصلا على أكبر عدد من الأصوات". ونقلت نسخة مبكرة من عدد الاثنين لصحيفة الجمهورية الحكومية عن سالمان قوله إن "من يحصل على خمسين في المائة زائد واحد من عدد الأصوات يكون الفائز، وبالتالي لن تجري الإعادة لوجود مرشحين فقط". وينص القانون أيضا على أنه لو انسحب أي من المرشحين الاثنين أو استبعد فسوف تجري الانتخابات بمرشح وحيد. ويشترط أن يحصل المرشح الوحيد حينئذ على تأييد خمسة في المائة من إجمالي عدد الناخبين البالغ نحو 54 مليون ناخب. وفي الانتخابات التي أجريت عام 2012 وفاز بها مرسي خاض 13 مرشحا السباق وأجريت جولة إعادة بين مرسي وأحمد شفيق آخر رئيس وزراء في عهد حسني مبارك، الذي أطيح به في انتفاضة شعبية عام 2011. ويقول صباحي إنه يمثل انتفاضة 2011 ومطالبها وأهدافها المتمثلة بالحرية والعدالة الاجتماعية والديمقراطية. وسجن صباحي أكثر من مرة في عهد مبارك وسلفه أنور السادات، وكان معارضا قويا لهما. وينحدر السيسي من المؤسسة العسكرية التي تخرج منها جميع رؤساء مصر منذ عام 1952 باستثناء مرسي الذي حكم البلاد لعام واحد. ومنذ عزل مرسي قتل آلاف من أعضاء الإخوان المسلمين واعتقل آلاف آخرون من بينهم مرسي وأعلنتها الحكومة جماعة إرهابية. كما قتل مئات من أفراد الجيش والشرطة في تفجيرات وهجمات مسلحة نفذها متشددون في شبه جزيرة سيناء وامتد نطاقها للقاهرة ومحافظات أخرى. وتنفي جماعة الإخوان صلتها بالعنف وتقول إنها ملتزمة بالسلمية في احتجاجاتها على ما تصفه بالانقلاب العسكري. وتشكل هجمات المتشددين تهديدا للأمن قبل الانتخابات الرئاسية، وتحديا كبيرا للرئيس المقبل.