أبرز الدكتور والأديب المغربي عباس الجراري في مداخلته ضمن فعاليات اليوم الدراسي المنظم من قبل الجمعية الشعيبية للإعمال الاجتماعية بأزمور، بتعاون مع المندوبية الجهوية لوزارة الثقافة بالجديدة والجمعية الإقليمية للشؤون الثقافية يوم السبت 19 أبريل ببلدية آزمور، حول العلاقات التاريخية والثقافية بين الجديدةوأزموروالرباط ، والذي كان مناسبة للاحتفاء به و بناديه، أبرز الخصوصيات المتشابهة بين منطقتي دكالة والرباط عبر عصور التاريخ، مع تسليط الضوء على بعض الجوانب الخفية لبعض رجالات دكالة، من قبيل محمد الرافعي وأبي شعيب الدكالي وغيرهم، والدور الذي لعبوه في توعية الناس وتنمية الفكر السلفي الإصلاحي ونشر تعاليم الدين الحنيف عبر ربوع المملكة، رغم الفواصل الوهمية الطبيعية التي قامت عليها هذه التقسيمات والتفريعات التي جاءت بدوافع ظرفية لا تثبت أمام الواقع التاريخي لهده المنطقة، مبرزا الأهمية التي كان يوليها السلاطين بتعيين عمال يتفهمون خصوصيات وعادات السكان مما وطد العلاقة بين عائلات دكالية وعائلات رباطية، نتجت عن مصاهرة واندماج لتجعل من عائلات دكالية ترقى إلى مكانة مهمة في الدولة. كما عرف اليوم الدراسي مجموعة من التدخلات لعدد من الدكاترة والأساتذة، من بينهم رئيس المجلس العلمي الذي ذكر بالمجهودات التي بذلها ويبذلها الدكتور عباس الجراري في تثبيت العلاقة المتينة بين دكالة والرباط وأواصر التقارب التي تجمع المنطقتين من خلال مجموعة من كتاباته المتميزة حول رجالات دكالة والتعريف بهم ضمن المحطات البارزة في تاريخ المملكة، فيما تطرق الدكتور مصطفى الجوهري إلى العلاقات الثقافية والتاريخية بين الرباط ودكالة، مستثمرا هذه العلاقة في إيجاد أوجه الشبه بين الرباط وازمور على المستوى الجغرافي مثل تواجد مدينة أزمور على الجهة اليسرى لوادي أم الربيع وتواجد مدينة الرباط على وادي أبي رقراق، أما مداخلة الدكتور محمد المغراوي من كلية الرباط فقد انصبت حول ملامح من تاريخ دكالة الثقافي الزاخر بالعطاءات والمتجسد في عدد من المؤلفات والأعمال التي وصل صيتها كافة ربوع العالم من خلال ترجمتها وحكيها، فيما مداخلة الدكتور عبد العزيز صالح سالم من منظمة الايسيسكو فقد استهدفت جانب العمارة الإسلامية الحربية المغربية على ضفاف نهر أبي رقراق ونهر أم الربيع و العلاقة المتقاربة التي تجمع بينهما، والدور الذي لعباه في التصدي للمستعمر، فيما أكدت مداخلة الدكتور احمد البزوي من كلية الجديدة على الإشعاع الثقافي في منطقة دكالة، ووقفت مداخلة الدكتور إبراهيم بورشاشن من مركز التربية والتكوين على تاريخ الفقيه والفيلسوف محمد الرافعي، كما كان اللقاء فرصة للمشاركين من زيارة ميدانية لكل من ضريح مولاي بوشعيب بآزمور ورواق المعرض التشكيلي للفنانة التشكيلية المرحومة الشعيبية طلال أحد الأعمدة الوطنية والدولية في الفن التشكيلي بالمنطقة، بالقاعة المسماة باسمها بمدينة الجديدة، لتبقى الإشارة أن هذا اليوم الدراسي عرف حضور كل من عامل إقليمالجديدة والكاتب العام للعمالة ورئيس جامعة شعيب الدكالي بالجديدة ورؤساء المصالح الخارجية والسلطة المحلية والأمنية بالمدينة ورئيس المجلس العلمي، وأعضاء نادي الجراري، وعدد من المنابر الإعلامية، كما شهد تبادل الهدايا الرمزية، كان أبرزها درع الأندلسيات الذي أهداه عامل الإقليم إلى الدكتورعباس الجراري الذي أهدى بدوره مجموعة من كتبه إلى العامل، ليختم اليوم بسهرة فنية موسيقية أحياها الفنان الكبير محمود الإدريسي إلى جانب فن الطرب الأندلسي برئاسة الأستاذ مولاي عبد السلام الوزاني، وحصة من طرب الملحون برئاسة الفنان عبد المجيد الرحيمي بمشاركة الطفلة الواعدة شيماء الرداف.