الناقدة المغربية سعاد مسكين تفتح «خزانة شهرزاد» تمحورت الجلسة التي عقدت مؤخرا ضمن فعاليات معرض الكتبيين بالدار البيضاء، حول كتاب «خزانة شهرزاد.. الأنواع السردية في ألف ليلة وليلة» للكاتبة سعاد مسكين. مهد الناقد لحسن حمامة لهذه الجلسة، بالحديث عن السرد القديم، ومكانة متن ألف ليلية وليلة الذي اشتغلت عليه الناقدة سعاد مسكين في السرد العربي والإنساني قديما وحديثا، باعتباره الكتاب الذي أسال مداد العديد من الباحثين والدارسين باختلاف مرجعياتهم النظرية والفكرية، ثم انتقل الناقد بعدها لتوجيه جملة من الأسئلة للكاتبة في شكل محاورة قدمت في سياق إجاباتها مجموعة من الإيضاحات. أشارت الباحثة سعاد في البداية إلى أسباب اختيارها ألف ليلة وليلة متنا للبحث الذي كان موضوعا لرسالة الدكتوراه، وحصرتها في دافعيين: العلمي المرتبط بانتسابها إلى وحدة البحث في السرد العربي بمنظورات جديدة، بإشراف الناقد سعيد يقطين؛ ودافع ذاتي يعود بحسب الباحثة إلى شغفها بكل ما هو أصيل وقديم في السرد باعتباره يشكل هوية، وذاكرة الإنسان العربي الشفوية. وحول موضوع الكتاب أسهبت الباحثة مفصلة في حديثها عنه كمشروع يقوم على قراءة الليالي وفق نظرية الأنواع الأدبية، من أجل تصنيف مجموع الأنواع التي تشكل نص الليالي، مميزة فيها بين البسيط: الخبر والحكاية، والمركب الذي مثلت له بالسيرة والقصة والمختلط المتمثل في الرحلة والأمثولة. وأكدت أن البحث بهذا الشكل يهدف أولا إلى إعادة تبويب نص الليالي بجعل كل حكاية تندرج ضمن نوعها السردي وثانيا إلى تقديم بلاغة جديدة للأنواع السردية من خلال نص أصيل كما تحدثت الباحثة في السياق نفسه عن المنهج الذي اعتمدته :علم السرديات الذي يتيح بحسب الباحثة إمكانيات الانفتاح على مناهج تحليلية أخرى للنصوص، ودراسة القول والخطاب في النص السردي. وخلصت إلى اعتبار كتاب ألف ليلة وليلة خزانة مليئة بالأنواع السردية التي كانت في حاجة إلى كتبي يعيد تصنيفها وتبويبها فاتخذت هي دور هذا الكتبي. وقد أعقب الجلسة، نقاش عام مختلف ومتنوع الاهتمامات والتصورات والرؤى، انصب حول السرود الشعبية العربية القديمة، وخاصة عن الكتاب وأهميته والإضافة التي قدمها في تناوله حكايات شهرزاد ومنهج البحث فيها، وما يمكن أن يقدمه بحث من هذا النوع للباحث في السرود والنقود العربية الحديثة. * كاتب مغربي