الكرة المغربية لم تتطور رغم الاحتراف .. والراحل الحسن الثاني وراء لقب «مالقا» قال الإطار المغربي بنادي مالقا الإسباني عبد الله الأنطاكي والملقب ب (مالكا)، إنه يتابع وضعية الكرة المغربية التي لم تتطور رغم دخولها عالم الاحتراف، منوها بنموذج فريق المغرب التطواني بعدما وقف على كيفية تدبير مدرسة تكوينه. وكشف الأنطاكي في حوار مع «بيان اليوم» على هامش تكريمه مؤخرا بالدار البيضاء، إن الملك الراحل الحسن الثاني وراء تلقيبه ب (مالكا)، وهو سعيد بهذا الاسم الذي يشير إلى مدينة مالقا التي احتضنته وما تزال تحتضنه، معتبرا أن إسبانيا بلده الثاني. وتحدث الإطار المغربي عن تجربة انتقاله من فريق سطاد المغربي للاحتراف بإسبانيا، حيث ارتبط بنادي مالقا كلاعب قبل أن يتحول لمجال التأطير والتدريب، مسترجعا ذكريات عديدة كمباراة المغرب وإسبانيا وإشراف على مشروع التنقيب على ألف لاعب. ما هي حقيقة تلقيبك باسم مالكا؟ اسمي عبد الله الأنطاطي، وبما أنني لعبت لنادي مالقا، فقد ناداني المغفور له الحسن الثاني باسم عبد القادر مالكا في إحدى المباريات بالمغرب، وبقي هذا اللقب مرتبطا بي، وأنا أفتخر بهذا الاسم، كما أحترم مدينة مالقا التي احتضنتني ولازلت بها، كما أعتبر إسبانيا بلدي الثاني. كيف كانت بداية رحلتك الرياضية مع كرة القدم؟ كانت بدايتي في فريق سطاد المغربي بالرباط، حيث قضيت به سنوات الصغر، وفي سن 17 انتقلت إلى إسبانيا، أنا ابن مدينة الرباط بحي التواركة، نشأت وترعرعت في حضن القصر الملكي، ولن أنسى الراحل أحمد الشهود الذي نقلني إلى فريق الكبار ضمن نادي سطاد المغربي، حيث لعبت إلى جانب مجموعة من اللاعبين من بينهم هشام بنكروم، الطيبي، فياكاس، عبد السلام بنكروم، روميروي ديسو، وكان الفريق قويا آنذاك في الدوري الوطني، ومن الرباط تحولت إلى غرناطة. كيف تم نقلك إلى إسبانيا؟ في سنة 1956، سنحت لفرصتين في مباراة جمعت فريقي المغرب التطواني وسطاد المغربي، والتي انتصرنا فيها، وعقب المباراة اتصل بي مسؤولو فريق سبتة وطلبوا مني أن أرافقهم، فوافقت على طلبهم، لكن المدينة لم تعجبني وعدت. وفي مباراة أخرى ضد فريق الفتح الرباطي، أخبرني الحاج العربي بنمبارك، رحمه الله، بأن مسؤولي غرناطة مهتمون بي، فقبلت العرض ووافق والدي على الالتحاق بإسبانيا، ومن هناك كانت بداية رحلتي إلى عالم الاحتراف، قضيت بغرناطة سنتين ونصف، ثم انتقلت إلى نادي مالقا، عشت فيه ثلاثة عشر سنة لاعبا، قبل أن أتحول إلى مجال التربية والتكوين، حيث أتكلف بتدريب الفئات العمرية الصغرى، وأشتغل مستشارا بالفريق الأول. هل تتذكر اللقاء الذي جمع المنتخب المغربي بنظيره الإسباني؟ كان اللقاء قويا وهاما، والمنتخب المغربي بطل إفريقيا يسعى للتأهل لمونديال الشيلي 1962، وكان عليه مواجهة منتخب في أوروبا، لكنه اصطدم بالمنتخب الإسباني بتشكيلته العملاقة والتاريخية، وانهزمنا بالدار البيضاء (1-0) وبمدريد (3-2). أتذكر أن اللاعب حسن أقصبي لم يشارك في لقاء الإياب، لأن فريقه رفض الترخيص له، حيث كانت التشكيلة المغربية مميزة، تتكون من مواهب كبيرة كلبيض، بطاش، الرياحي، بلمحجوب، طاطوم، عبد الله أزهر وغيرهم، ولاعبين محليين وآخرين محترفين. كانت المناسبة هامة واستمتع بها الجمهور المغربي، ولم نكن بعيدين عن التأهل رغم قوة الخصم. ماذا عن أجمل الذكريات في مالقا؟ قضيت فترة هامة من حياتي في مالقا بعد سنتين ونصف في غرناطة، لم أفز بلقب الدوري مع مالقا، لأن فريقنا صغير في مواجهة الفرق الكبرى، أمثال ريال مدريد وأتليتيكو مدريد، فأثناء ممارسة اللعب كنت أخضع للتكوين في مجال التدريب وحصلت على دبلوم مهني. وعند الاعتزال أسندت إلي مهمة تدريب الفريق الثاني بنادي مالقا، فكانت البداية المهنية التي استمرت 23 سنة في عالم الاحتراف، وقد تم تكليفي بتأطير الفئات الصغرى. ماذا عن تجربتك المهنية في المغرب؟ أسند إلي الراحل الحسن الثاني طيب الله ثراه مهمة في إطار مشروع تربوي رياضي سنة 1985، يرمي إلى التنقيب على اللاعبين في عملية ألف لاعب، فكانت المبادرة هامة تلاها التأهل إلى مونديال مكسيكو سنة 1986، وأفرزت المرحلة أسماء كثيرة من بينها نور الدين نايبت والطاهر لخلج، وقد استعنا بمجموعة من المؤطرين المغاربة. هل تتابع مسار كرة القدم الوطنية؟ نعم، أنا مغربي وأغير على وطني وأتابع بشغف الرياضة المغربية، أتألم للهزائم كما أسعد للانتصارات، وكنت أنتظر أن يتطور منتوج كرتنا بنظام الاحتراف، لكن ذلك لم يتحقق بعد، وينبغي أن يجتهد المؤطرون والمسيرون لتحسين المردود. كانت لي اتصالات بمسؤولي المغرب التطواني بطلب من المسؤولين في الأندلس للوقوف على قيمة التكوين في النادي، ولا أخفيكم أن الأمور تسير على ما يرام في هذا الفريق، إذ يعتني لمدرسة التكوين التابعة له بأسلوب احترافي جيد، وهذا يسعدني كثيرا، وأتمنى أن تسترجع كرة القدم الوطنية صولتها وأمجادها.