«بيت الصحافة» منارة إعلامية جديدة في سماء البوغاز أشرف جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الاثنين بطنجة، على تدشين « بيت الصحافة»، وهو مركب سوسيو- ثقافي من شأنه تمكين مهنيي الصحافة و الإعلام المغاربة من الاندماج بشكل أفضل، في محيطهم العربي والمتوسطي. ويشكل هذا المركب، وهو الأول من نوعه على الصعيدين العربي والإفريقي، فضاء ملائما للتلاقي بين الصحفيين وتبادل التجارب بينهم، كما يوفر خدمات متعددة في مجال التكوين وتقوية القدرات والترفيه. ومن شأن هذه المنشأة الجديدة، المساهمة في اندماج وسائل الإعلام المغربية ضمن فضائها العربي- المتوسطي، عبر تحفيز التواصل بين مهنيي بلدان المنطقة، في إطار تسوده روح ترسيخ قيم الحرية والديمقراطية ودولة القانون. يشكل مشروع «بيت الصحافة» الذي دشنه جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الاثنين، بطنجة، جسرا جديدا لتلاقي واندماج مهنيي الصحافة والإعلام المغاربة في محيطهم العربي والمتوسطي. ويجسد هذا الفضاء، باعتباره منارة إعلامية جديدة يلتقي فيها ماضي مدينة البوغاز بحاضرها ومستقبلها الواعد، حرص جلالة الملك وعنايته الموصولة بنساء ورجال الإعلام، والارتقاء بشؤون مهنة الصحافة. ويروم هذا المركب، الفريد من نوعه على الصعيدين العربي والإفريقي، تعزيز فرص التلاقي وتبادل التجارب بين مهنيي الصحافة بشتى أجناسها، عبر تمكينهم من خدمات متعددة في مجال التكوين وتقوية القدرات والترفيه. ويتوخى هذا المشروع توافق إرادات أهل المهنة والنخب الطليعية لطرح كافة البدائل الممكنة والمحتملة لتحديات المغرب الجديد وما يعتمل تحت سمائه من متغيرات إيجابية فارقة. كما يشكل جسر حوار دائم حول قضايا مهنة المتاعب وفضاء للتأمل العلمي والمعرفي والفكري والأكاديمي حول القضايا السياسية والفكرية والثقافية، الوطنية والدولية. وهو، أيضا، إضافة نوعية للمشهد الإعلامي الوطني، باعتبارها أداة أساسية لرفع تحديات الألفية الجديدة التي تفرضها عولمة وسائل الإعلام، والتعميم التدريجي للاستفادة من مؤهلات مجتمع المعرفة والاتصال. ومن شأن هذا الصرح الإعلامي الجديد، الارتقاء بقطاع الصحافة، إن جهويا أو وطنيا، عبر بحث كافة السبل الكفيلة بتطويره وتكريس القيم المهنية فيه، ليضطلع بدوره كاملا في تأطير المجتمع والنهوض به. وباحتضانها مركزا متوسطيا للدراسات والبحوث الإعلامية، ستسهم هذه المنشأة الجديدة، التي بلغت تكلفة إنجازها 12 مليون درهم، في تكريس الإشعاع الدولي لمدينة البوغاز. كما ينتظر أن تصبح محجا دائما للخبراء والباحثين الأكاديميين في مجال الإعلام من المغرب وخارجه، وقبلة لاحتضان التظاهرات الفكرية والثقافية والفنية الكبرى. ويؤكد إحداث هذا المركز الإعلامي بمدينة البوغاز، الموقع الريادي الذي تحظى به هذه الحاضرة الدولية، كفضاء للحوار بين الثقافات، باعتبارها ثالث قطب إعلامي وطني بعد كل من الدارالبيضاء والرباط، باحتضانها العديد من المحطات الإذاعية العمومية والخاصة، وقناة تلفزيونية فضائية إلى جانب عدد من العناوين الصحفية الوطنية والمحلية. ويشتمل «بيت الصحافة» الذي شيد على مساحة إجمالية قدرها 5000 متر مربع، على مركز للتكوين والتأطير، وقاعة للندوات تتسع ل 300 مقعد، ومسرح في الهواء الطلق، وفضاء للاستقبال والعروض، وقاعة رياضية، وفضاء للعب الأطفال، ومسبح، ومطعم، وفضاءات خضراء. ويعتبر هذا المركب السوسيو- ثقافي الذي تطلب إنجازه غلافا ماليا تفوق قيمته 14.3 مليون درهم، ثمرة شراكة بين وزارة الاتصال، والنقابة الوطنية للصحافة المغربية، ووكالة إنعاش الأقاليم الشمالية، ومجلس جهة طنجة - تطوان، والجماعة الحضرية لطنجة، ومجلس عمالة طنجة - أصيلة. وكانت اتفاقية الشراكة لتمويل هذا المشروع قد تم التوقيع عليها في 25 مارس 2010 من طرف وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، ووالي جهة طنجةتطوان والمدير العام لوكالة إنعاش الأقاليم الشمالية، ورئيس جهة طنجةتطوان ورئيس الجماعة الحضرية لطنجة، ورئيس ومجلس عمالة طنجة - أصيلة، ورئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية وكاتب فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية. وستساهم هذه المنشأة الطليعية، لا محالة، في ترسيخ هوية و قيم الانفتاح التي تميز مدينة البوغاز، وتثمين موروثها وذاكرتها، ودعم إشعاعها على مستوى الفضاء الأورو- متوسطي والأورو- إفريقي، بما ينسجم تمام الانسجام مع المشروع الوازن «طنجة الكبرى». **** قالوا عن بيت الصحافة مصطفى الخلفي * فضاء سيساهم في تعزيز البحث والتكوين قال وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى الخلفي، إن «بيت الصحافة» الذي دشنه جلالة الملك محمد السادس بطنجة، فضاء لكل الصحافيين المغاربة يروم تعزيز برامج البحث والتكوين وصيانة الذاكرة الإعلامية الوطنية. وأضاف الوزير، في تصريح للصحافة بالمناسبة، أن إنشاء هذه المعلمة الجديدة بمدينة طنجة، سيعزز موقع ومكانة ورمزية مدينة البوغاز التي تحتضن وسائل إعلام مختلفة (إذاعية وتلفزية ومكتوبة وإلكترونية)، مؤكدا أن «بيت الصحافة» هو بحق منارة إعلامية ستسهم في إعطاء زخم جديد للمشهد الإعلامي الوطني، عبر تعزيز برامج التكوين والبحث الإعلامي وتوفير بنيات استقبال وترفيه جديدة للجسم الصحفي الوطني. وأشار مصطفى الخلفي إلى أن هذه المنشأة الجديدة، التي أنجزت برعاية ملكية سامية، ستشكل أيضا نقطة تلاقي وتواصل بين نساء ورجال الإعلام لاستشراف المستقبل برؤى واعدة، والانفتاح على المحيط الإعلامي العربي والإفريقي والمتوسطي، إضافة إلى طرح وبحث مختلف القضايا التي تلامس تطوير قطاع الإعلام من زوايا مختلفة. *وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة يونس مجاهد * نافذة جديدة ستسهم في الارتقاء بمجال البحث والتكوين قال رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية يونس مجاهد إن «بيت الصحافة» يعد نافذة جديدة ستسهم في الارتقاء بمجال البحث والتكوين وتقوية القدرات في مجال الإعلام على الصعيد الوطني. وأضاف مجاهد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، بمناسبة تدشين جلالة الملك محمد السادس لهذات الفضاء، أن هذه المنشأة الجديدة، التي تعنى بشؤون مهنيي الصحافة والإعلام، ستساعد حتما على «توفير فضاءات للتلاقي والتواصل بين رجال ونساء الإعلام الوطني، وتعزيز البحث الإعلامي والأكاديمي، حول مختلف القضايا السياسية والفكرية والثقافية الوطنية». وأكد، في هذا الصدد، أن تدشين جلالة الملك لهذه النواة الأولى من نوعها على الصعيد العربي والإفريقي يعد «إشارة واضحة من جلالته للارتقاء بشؤون مهنة الصحافة حتى تنهض بالدور المنوط بها وتتبوأ المكانة الجديرة بها في المجتمع المغربي». *رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية سعيد كوبريت * جسر لتعزيز الحوار والتواصل الإعلامي بين ضفتي المتوسط قال رئيس المكتب التنفيذي لبيت الصحافة الإعلامي سعيد كوبريت، إن هذا الفضاء الجديد، الذي دشنه جلالة الملك محمد السادس، أول أمس الإثنين بطنجة، يشكل جسرا لتعزيز الحوار والتواصل الإعلامي بين ضفتي المتوسط. وأكد كوبريت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة، أن هذه المعلمة، الأولى من نوعها على الصعيد العربي والإفريقي، تسعى إلى أن تكون «نافذة للتواصل الفكري والمعرفي والثقافي بين إعلاميي ضفتي المتوسط، ومنارة للبحث والتكوين لإنضاج الأفكار واختمار المعارف في سبيل تطوير الإعلام الوطني واستشراف مستقبله بخطى حثيثة». وأضاف «في هذا الفضاء الذي يليق بالإعلاميين المغاربة سنبحث بشكل علمي وأكاديمي كل الصيغ الممكنة للارتقاء بأخلاقيات مهنتنا وتطوير ممارستها على أرض الواقع»، معتبرا هذه المنشأة الجديدة «نواة ملائمة لتطوير البحث وصيانة الذاكرة الإعلامية الوطنية الزاخرة بالعطاء، وشرفة لأهل الفكر والثقافة للتداول في البدائل الممكنة للتعريف بالهوية الإعلامية والثقافية المغربية». *رئيس المكتب التنفيذي لبيت الصحافة