الكرة المغربية تحتاج للإمكانيات المادية وليست أقل مستوى من غيرها قال اللاعب الفرنسي السابق جاست فونتين إن النظام الاحترافي للكرة المغربية يحتاج للإمكانيات المالية رغم ما يتميز به اللاعبون المغاربة من مؤهلات تقنية وبدنية، مضيفا أن المال أيضا يلعب دورا في تراجع مستوى اللعبة حتى في دولة كفرنسا. وأضاف فونطين في حوار مع «بيان اليوم»، حول تجربة تدريبه المنتخب الوطني نهاية السبعينات، إنه وافق آنذاك على العمل بدون شروط ردا لجميل لبلده المغرب، وكان سعيدا بتأهل المغرب للدور الثاني خلال مونديال المكسيك 1986. وعبر فونتين هداف كأس العالم 1958 بالسويد، عن سعادته بالعودة إلى مراكشمسقط رأسه، والتي يحرص على زيارتها باستمرار خاصة أنها عرفت انطلاقته الكروية من فريق الياسام قبل أن يتحول إلى الدارالبيضاء ثم الدوري الفرنسي. أنت في زيارة للمغرب، هل الموضوع رياضي حول كرة القدم؟ أنا سعيد بالرجوع إلى المغرب، بلدي، وأحج إلى ملعب الحاج العربي بنمبارك، (ملعب فيليب) سابقا، هذا الفضاء الذي عشت فيه ذكريات جميلة، هي نوستالجيا رائعة وأنا أدخل هذا الملعب في الزيارة، فهنا فزت مع فريق الياسام بلقب بطولة شمال إفريقيا، كما فزت بلقبي البطولة الوطنية وأحسن هداف في الدوري المغربي، وأعيش لحظات مهمة. هل يمكن أن تحكي لنا عن بدايتك؟ جذوري من مراكش وبالضبط حي كيليز، لكني انتقلت إلى الدارالبيضاء في محطة أخرى من مساري، أتذكر أننا فزنا مع فريق الياسام بلقب بطولة شمال إفريقيا بعد مباراتين واجهنا فيها فريق الوداد البيضاوي، الأولى انتهت بالتعادل، والثانية انتصرنا فيها بهدفين دون رد، وسجلت هدفا بضربة رأسية في مرمى الحارس سي محمد رفقي. هل تزور مراكش؟ بالفعل، أزور مدينة مراكش باستمرار، ولم أنس جذوري، كما أتردد على الحي هناك، حي كيليز، والبيت الذي كنت أسكنه، وقد علقت على بابه لوحة تحمل إشارة (هنا ولد جوست فونطين 18 غشت 1933)، وأعتقد أن التغييرات العمرانية لن تترك هذه اللوحة مستقبلا. كيف انتقلت إلى فرنسا؟ في البداية انتقلت من مراكش إلى الدارالبيضاء، ولاعب سابق لفريق الياسام هو الذي كان وراء انتقالي إلى فريق نيس الفرنسي، وهذا اللاعب اسمه ماريو زاتيلي. هناك انطلقت رحلتي في التألق، حيث فزت مع فريق نيس بلقب كأس فرنسا سنة 1954، ولقب البطولة سنة 1956، ثم انطلقت إلى رانس وأحرزت معه ألقاب أخرى، ثلاث مرات بطل فرنسا، وأحسن هداف، كما بلغنا نهائي كأس أوروبا للأندية البطلة. لقد سبق أن دربت المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم، كيف ذلك؟ كان المدرب كليزو وراء التحاقي بالمنتخب الوطني، حيث اتفقت مع جلالة الملك الراحل الحسن الثاني على العمل بدون شروط، كانت رغبتي ترمي إلى رد الجميل لبلدي المغرب الذي أعطاني الكثير في شبابي. ماذا عن التجربة؟ قضيت ثمانية عشرة سنة في المغرب، كانت محملة بالسعادة، الرياضة، الأصدقاء، الشمس ... كيف كان اللاعبون؟ مواهب وطاقات، والفريق منسجم وطموح، كنت سعيدا عندما تأهل المنتخب الوطني المغربي إلى المونديال في المكسيك سنة 1986، فكانت تركيبته تضم كل اللاعبين الذين وقع اختياري عليهم قبل هذه المحطة، وتابعت مسارهم، وللأسف انهزموا أمام منتخب ألمانيا بهدف واحد سجل من ضربة خطأ، وقد بلغ المنتخب المغربي مرحلة الربع في إنجاز غير مسبوق في تاريخه، وأعجبني أسلوب لعبه ومستواه. كيف ترى مستوى كرة القدم المغربية حاليا؟ كالعادة، اللاعب المغربي متميز بتقنياته ولياقته البدنية، وما يعاب على البعض احتكار الكرة والإفراط في المراوغة، والرغبة الجامحة في مرافقة الكرة إلى شباك الخصم، هذا في الوقت الذي ينبغي التسديد عند الاقتراب من المعترك بحثا عن الأهداف. كرة القدم المغربية يؤطرها نظام احترافي وتعاني من الخلل، ما رأيك؟ ربما الكرة في حاجة إلى أموال، على غرار فريق باريس سان جرمان لتحقيق الإنجازات. هناك ضعف في المردود رغم ما يميز اللاعبين المغاربة تقنيا وبدنيا، أعتقد أن العمل يفرض توفير الإمكانيات المادية، أقول هذا لأن الشباب يقدمون عروضا جميلة في المساحات الفارغة في الأحياء. الكرة المغربية ليست أقل مستوى من غيرها، لكن الإفراط في المراوغات، لاعب يراوغ المنافسين والحكم والعصا في الزاوية ليبلغ المرمى؟ فهذا غير طبيعي لأن لعبة كرة القدم رياضة جماعية وبسيطة، وبالتالي لا ينبغي تعقيدها. ألا ترى أن الكرة المغربية في تراجع إفريقيا؟ حتى في فرنسا هناك تراجع، لأن اللاعبين يفكرون أكثر في المال، هذا في وقت ينبغي أن يكونوا مهتمين بالكرة، فمن لا يحب الكرة لا يضحي من أجلها، وشخصيا لم أكن أشرب الخمر وأنام 16 ساعة في اليوم وأحب الكرة، فهذا ما ساعدني على التميز والتألق. تحتفظ بالرقم القياسي من حيث عدد الأهداف في نهائيات كأس العالم؟ نعم، ومنذ 56 سنة وأنا هداف المونديال، ويقول لي البعض لو كنت اليوم تمارس لتحولت إلى ملياردير بما سجلت من أهداف، وبدوري أجيب بأنني ملياردير ليتركوني مرتاحا.