المرأة تسبب لي الألم في كل جسمي! صدر في باريس قبل أيام «قصائد حب» للكاتب والشاعر الارجنتيني الكبير خورخي بورخيس، ترجمتها إلى الفرنسية سيلفيا بارون سوبرتيال (عن دار غاليمار). ملحق «لوفيغارو الادبي» أجرى مع المترجمة حديثاً موجزاً ننقله إلى العربية في انتظار أن نترجم شيئاً من الكتاب الجديد. [ متى التقيت ببورخيس؟ كان ذلك في بيونس ايرس في منتصف الخمسينات في منزله شارع مايبو. كان بورخيس ملاطفاً وودوداً. أدهشني العالم الرائع الذي خلفه. بعدها استقريت في باريس، وهنا عدنا والتقينا من جديد بانتظام، حتى إقامته في جنيف. أمران كانا يقرباننا من بعضنا: حب الاوروغواي وعلاقتنا بالقربى: كانت امه من عائلة والدتي. ولذا كان يسميني «لا اورينتال». [ وفيكتوريا اوكامبو؟ انها امرأة شديدة. وكنت على خطأ، عندما كوّنت فكرة انها امرأة مكتشفة وتعمل بلا كلل، يميزها نوع من الاصطناع المعلن. ثم عدت بعدها عن حكمي، بعدما قرأت كتبها، بما فيها المجلات العشرة بعنوان «Testimonios«. كنت عندها جد مقربة من شقيقتها الكبرى سيلفينا. أمر واحد مؤكد: هذه المرأة ذات الشخصية كان بين يديها مفاتيح كل الأدب اللاتيني الاميركي. وهي لما تبلغ الثلاثين من عمرها، رأت، مباشرة، عبقريته التي لم تكن قد تبلورت بعد، ولم تكف عن تشجيعه على الرغم من علاقتهما المعقدة. واحد هذه المفاتيح، انتقل، ابتداء من الحرب العالمية الثانية الى يدي روجيه كابوا، الذي استقبل كتاباً عديدين ارجنتينيين، وشيليين، وارغوانيين في سلسلة «صليب الجنوب». [ متى ولدت هذه الفكرة لاختيار قصائده واصدارها في لغتين؟ انا منذ ثلاثين عاماً اختار من مجموعاته الشعرية المميزة قصيدة أو اثنتين من هذا النمط. انه الجانب الذي يكاد يكون مجهولاً عند بورخيس، وأردت الاضاءة عليه. فلنعترف: كان بوغيس يخاف الحب «هذه الروعة الغامضة»، قبل عدة أشهر عثرت على المكان الذي رتبتها فيه ثم شرعت في ترجمتها. ابياته الشعرية التي تصنف عاطفية مطبوعة بحزن كبير. هذه المختارات تتضمن أربعين قصيدة انطلاقاً من «Ferven de Buenos Aires« (1923) إلى «اطلس» (1984). وإذا كانت ترجمتي اقرب الى الجانبية، فلدي احساس اني اتكلم لغة بورخيس ذاتها، وامارس الموسيقى ذاتها. ما هو فائق في هذه العبقرية، أن المترجم الملم يمكن أن يحس تنفس الشاعر بين النص الاصلي والترجمة التي وضعتها. من ناحية اخرى كنت مدعومة بتشجيع ماريا كودان. [ ما هي قصيدتك الفضلى؟ إنها «El Amenazado« (الرجل المهدد) المنشورة في ديوانه «ذهب النمر» التي تنتهي «اسم المرأة يدينني.. المرأة تسبب لي الألم في كل جسمي». احفظ هذا المقطع من «رثائية الذكرى المستحيلة»: «ما يمكن إلا اعطيه للذاكرة/ سماعك تقولين لي انك تحبينني/ وانني أرقت حتى الفجر/ ممزقاً وسعيداً..». [ كان بورخيس يؤكد ان الزمن متخيل، والحب أيضاً؟ جزئياً، وجد الهدوء العشق في شخص ماريا كوداما التي وضعت مقدمة هذه المختارات. وهذا واضح في مجموعته «أطلس» التي صدرت عام 1948، وهي تضم نثراً شعرياً وقصائد موزونة، كما كان يحب خوليو كورتزار. بكل أسف، تركنا بورخيس بعد عامين من صدور المجموعة.. وقد فهم انه طفل قادر على الحب...