نجحت الدورة الرابعة عشرة للجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية في نهاية اليوم الأول من أشغالها المنعقدة ببوزنيقة في المصادقة بالإجماع على مشروعي الوثيقة السياسية وإستراتيجية عمل الحزب، ووثيقة البرنامج الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، ووجهت للجميع إشارة قوية لا يمكن إلا أن ينطلق منها كل تحليل جدي وموضوعي لمسار الحزب. ورغم أن الأشغال كانت لازالت مستمرة عند كتابة هذه السطور زوال أمس، فان الدرس الذي قدمه التقدميون كان مكتملا وواضحا منذ مساء أول أمس السبت، حيث أن التصويت على المشروعين المشار إليهما، وبإجماع أعضاء برلمان الحزب، يجسد الدليل على أن كافة مناضلات ومناضلي الحزب، وعبر الأجهزة التنظيمية الحزبية المسؤولة، هم مجمعون حول الخط السياسي والفكري العام للحزب، وحول مواقفه السياسية، وحول هويته الفكرية والإيديولوجية، وحول برنامجه الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، أي أن البناء العام للحزب يمتلك كامل شروط الوحدة التنظيمية الداخلية، وكامل المصداقية والشرعية الحزبيتين الديمقراطيتين. وترتيبا على ما سبق، وعلى نتيجة هذا التصويت اللافت، يتأكد أن كل من روج من قبل لأوهام الصراع الداخلي، أو تخيلات الاختلاف السياسي والبرنامجي قد ووجه بهذا الجدار المتين المجسد لوحدة الفكر والسياسة والبرنامج، ولهذا الانعكاس الواضح لجدلية الوفاء والتجديد كما دأبت عليها هذه المدرسة السياسية الوطنية والتقدمية المعروفة اليوم باسم حزب التقدم والاشتراكية. من راهن على صراع في المواقف والأفكار، وفي السياسة والتقديرات والخلفيات، وفي...وضوح الرؤى واستراتيجيات العمل، تلقى اليوم الجواب من عضوات وأعضاء اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، ومضمونه أن الرفاق يعرفون كيف يصونون وحدة حزبهم واستقلاليته وهويته، وكيف يواجهون كل المتربصين به وبمستقبله. من جهة ثانية، إن النقاش الطويل والساخن أحيانا، الذي كان إلى غاية زوال أمس لا زال مستمرا، خصوصا على مستوى لجنة القانون الأساسي و المقرر التنظيمي للمؤتمر،لا يعني وجود أي تسابق على المناصب والهياكل، كما لا يعني أن الأشغال غرقت في المساجلات التقنوية، وإنما الأشغال شهدت فعلا حوارا عميقا حول أفضل السبل والأدوات التنظيمية والعلائقية التي من شأنها تمتين الديمقراطية الداخلية، وتوسيع قاعدة المشاركة في القرار الحزبي، وبالتلي تطوير جاذبية الحزب داخل المشهد السياسي الوطني. العمق يوجد هنا، وطبيعي أن تتنوع أساليب وأشكال التعبير عنه، ومستويات النظر والتقدير لأهمية هذا المقتضى أو ذاك، بالإضافة إلى أن مؤتمرات الحزب، على غرار ما هو معروف وسط كل الأحزاب التقدمية عبر العالم، تشهد باستمرار مناقشات عميقة وساخنة حول القضايا التنظيمية، حتى أن التجربة الوطنية والكونية راكمت عبر السنين تنظيرات واجتهادات على هذا الصعيد، وصارت تستلهم منها القوى السياسية الأخرى أيضا. والأهم، تبعا لكل ما قيل، هو أن حزب التقدم والاشتراكية عاش أول أمس السبت وأمس الأحد في بوزنيقة دينامية حقيقية، وأكد أنه حزب حي، وأنه يتوفر على مناضلات ومناضلين حقيقيين يدركون حقوقهم في التعبير والمشاركة، ولكن أيضا يعون حجم ما يتربص بحزبهم من مكائد، ويصرون على الوحدة داخل حزبهم، وعلى الالتفاف النضالي الجماعي حوله بما يساهم في تطويره، وفي خدمة المصالح العليا لوطنهم وشعبهم، تماما كما هو وارد في الشعار التقدمي الخالد « سنمضي، سنمضي إلى ما نريد، وطن حر وشعب سعيد، سنمضي، سنمضي إلى ما نريد، وطن حر وحزب عتيد». هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته