آسفي تحرر شوارعها من احتلال الباعة المتجولين أقدمت السلطات بمدينة آسفي، وفي ساعات مبكرة من صباح يوم أمس الثلاثاء، على تحرير أهم شوارع مدينة آسفي من الفوضى التي سببها الباعة المتجولون لسنوات متعددة، لدرجة أنه أصبح يحمل اسما قدحيا، من خلال تسميته بالسوق «الخانز» عوض الاسم الذي يحمله تيمنا بالعلامة والمقاوم «إدريس بناصر». السلطات الأمنية وقبل القيام بعملية إزاحة الباعة من الشارع المذكور، أجرت عبر ممثليها وأعوانها حملة تحسيسية بين الباعة، معتبرة بأن العملية ستنطلق يوم أول أمس الاثنين، تنفيذا لدورية قادمة من وزارة الداخلية، تحث السلطات على تحرير الملك العمومي والشوارع التي تحولت إلى أسواق دائمة، وهو الأمر الذي قوبل باستهجان بعض الباعة، بل والتهديد بأنهم سيقاومون كل من سيحل بالمكان، معتبرين بأن الشارع أصبح ملكهم وأن لا أحد له الحق في قطع أرزاقهم، وحين يُجابهون بأن الأمر في بدايته ونهايته فوضى، يلتجؤون إلى التهديد بأنهم سيقدمون على انتحار جماعي إذا ما تم المساس بمصدر قوتهم. وبالفعل حاولت السلطات الأمنية ممثلة في الأمن الوطني والقوات المساعدة وكبار رجال السلطة القيام بالعملية صبيحة يوم أول أمس، لكن الجميع انسحب بفعل المقاومة التي واجهوها من قبل الباعة الذين منهم من كان يحمل الأعلام الوطنية وصور ملك البلاد، بل منهم من كان يهدد رجال الأمن بأنه مستعد للموت من أجل حقه، ما جعل السلطات تنسحب في هدوء دون الدخول في مواجهات مع باعة أصبحوا يعتبرون احتلال شارع كامل والفوضى التي يُحدثونها حق مشروع يجب الدفاع عنه حتى الموت. المفاجأة التي صفق لها ساكنة آسفي تمثلت في الهجوم الهادئ الذي قامت به السلطات صبيحة يوم أمس الثلاثاء، حيث عمدت إلى الاستعانة بآليات «طراكس» لهدم الخيام والواقيات الشمسية وإزالة كل مظاهر احتلال الملك العام حتى بالنسبة للمتاجر ومحلات الجزارة التي حولت الشارع والأرصفة إلى «شوايات» عمومية، وهو أمر تم في سلاسة دون مقاومة خصوصا أن السلطات الأمنية استعانت بعشرات من أفراد الأمن الوطني والقوات المساعدة وأعوان السلطة وكبار مسؤولي الأجهزة الأمنية، حيث لوحظ ارتياح كبير لدى ساكنة المنطقة، بل إن انتشار الخبر بالمدينة جعل المنطقة مزارا للمواطنين الذين كانوا وإلى وقت قريب يرون بأنه من المستحيل تحرير شارع عجزت السلطات عن ذلك حتى إبان الزيارة الملكية الأخيرة للمدينة، مما جعل الجميع يعتبرون الأمر من حسنات الوالي الجديد الذي هو في نفس الوقت أحد أبناء مدينة آسفي، خصوصا وأن جميع من الْتقاهُم منذ تعيينه واليا على الجهة، وعاملا على آسفي، كان مطلبهم الوحيد تحرير الملك العام وشوارع المدينة كمنطلق لكل إصلاح وتنمية محلية.