نشرت جريدة «ليكيب ماغازين» استطلاعا عن فريق نادي أمل أسفي لكرة القدم النسوية، تطرقت فيه لتاريخ هذا الفريق وظروف نشأته وكيفية ولوج لاعباته لهذه الرياضة، إضافة إلى الإستماع لتصريحات رئيسته وبعض لاعباته، وقد قام موقع «أسفي اليوم» بترجمة هذا الإستطلاع. نادي الأمل لأسفي هو أول نادي نسائي لكرة القدم بأسفي، المدينة التي توجد شمال الصويرة، على ساحل المحيط الأطلسي، حيث اللاعبات يخضن كل أسبوع لثلاث حصص من التدريب في ملعب بحي «شنكيت». فمنذ تأسيس هذا الفريق تكونت ثلاث فرق نسوية لكرة القدم مكنت من تنظيم بطولة جهوية. وقالت فاطمة التمري رئيسة النادي «أنه باستطاعة الفتيات ممارسة كرة القدم بروح رياضية عالية و أخلاق نبيلة». فوراء مبادرة هذه المسؤولة تلوح قضية حقوق المرأة التي طالها النسيان أمام نظام الرجل المميز أساسا، أكيد أن الرياضة عامل للتنمية النسائية وأحسن برهان على ذلك هو الدعم الملكي من أجل تحسين وتقوية مكانة المرأة داخل المجتمع. في هذا لسياق لعب كرة القدم والولوج إلى ميادين مخصصة إلى الرجال يمكن اعتباره نضال من أجل المساواة. لم يعد لفتيات النادي وقت كاف يخصص للدراسة والأنشطة المهنية وحتى الأشغال المنزلية. التدريب أصبح وسيلة لتفريغ الطاقات والتخلص أحيانا من الجو العائلي، إنها بداية الاستقلال. أما الكاتب العامة للنادي نعيمة زاهو فقد صرحت بما يلي: «كنت دائما أحلم ولوج فضاء الملعب في فترة شبابي ولكن والدي كان دائما يعارض الفكرة مفضلا ألعاب القوى، واليوم أصبح يشجع بنتيه الصغيرتين اللاتي يرتدين قميص نادي الأمل لكرة القدم النسوية لأسفي». أما قائدة الفريق حكيمة، فإنها تعترف قائلة: زوجي هو أول مشجع لي وهو سعيد بأن أكون لاعبة كرة القدم، هذا التطور يهم المغرب بأكمله، من قبل كانت الأندية الرياضية النسوية ممركزة بمدينتي الرباط و الدارالبيضاء التي قل فيها الشعور بالتشبث بالتقاليد، أما الآن أصبح عدد فرق كرة القدم النسوية يناهز 72 موزعة وطنيا عبر ست (6) عصب وبالتالي تم تنظيم بطولة وطنية لكرة القدم النسوية منذ سنة 2002، تشارك فيها 24 فريقا تتنافس على لقب هذا الموسم. ثلاثة أندية نسوية عززت صفوف هذه الرياضة بأسفي، نادي الأمل لأسفي أصبح في طليعة العصبة بجهة دكالة عبدة ويعتبر نموذجا ومرجعا، «انهزمنا مرتين متتابعتين في إطار المباراة الإضافية من أجل الصعود إلى القسم الوطني الأول و لكن سنصل إلى هدفنا برسم السنة الحالية.»، هكذا صرحت اللاعبات في جو تغمره الفرحة، مبرزات قدرات النساء في هذا المجال، ربما سيحضون بنفس التقدير و الإمكانيات التي يتمتع بها الرجال. أمال، حنان، فرح: يمارسن كرة القدم ثلاثة مرات في الأسبوع بحي شعبي «شنكيت « بمدينة أسفي، هذه الليلة بدأت سحابة تغطي أرضية الملعب معلنة نهاية التدريب، انتهت حصة الضربات الحرة مع بداية الظلام في غياب الإنارة بالملعب، ولن تتمكن لاعبات النادي من الاستفادة من الوقت الإضافي وحان وقت خلع الأحذية. عندما تغادر اللاعبات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و 34 سنة مستودع الملابس تتغير الأمور، ويظهرن بمظهر أنيق بعيدا كل البعد عن صورة اللاعبات حيث يتمتعن بهذه اللحظات الأخيرة قبل الالتحاق بالبيت العائلي، يتذوقن الحرية مقدرين قيمتها أحسن تقدير. تقول الثمري إحدى لاعبات الفريق «إن والدي هو السبب في ارتباطي بالكرة المستديرة، لقد ساهم بقسط كبير من أجل تطوير كرة القدم المحلية وبدوري نبت عنه لنفس الغاية»، مضيفة «خلال سنة 2001 نظمت مباراة بأسفي بين الفريق النسوي المغربي ونظيره البرتغالي، وكان الجمهور متحمسا لدرجة أنه أصبحت لي رغبة في تأسيس أول نادي نسوي لكرة القدم بالمدينة»، وتقول فاطمة «بعض الفتيات تتسللن بالكرة خفية، يعشن لوعتهن بعيدا عن الأنظار الرافضة، أحيانا لاصقة، عندئذ تأهبت للعمل»، وأوضحت أنها التمست من الإدارة مساعدتها، حيث وجدت مساندين و أقنعت أولياء هن بمماراسة بناتهم للعبة. وكانوا مترددين من أجل ترك بناتهم يمارسن رياضة يحتكرها الرجال.