على خلاف ما هو متداول بشأن تعرض النساء أكثر للعنف داخل البيت ، كشفت ربيعة الناصري عضوة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أن أغلب حالات العنف المقترفة في حق النساء تتم في الفضاء العمومي أي في الشارع، وأن المدن تعد أكثر المجالات قسوة اتجاه المرأة، حيث تتعرض نسبة 67 في المائة من النساء القاطنات بالمجال الحضري للعنف، مقابل 56 في المائة بالنسبة للنساء القاطنات بالعالم القروي. وقدمت الدراسة التي أعدتها ربيعة الناصري التي تعد أيضا إحدى المؤسسات للحركة النسائية المغربية ، معطيات توضح الحجم الخطير لأشكال العنف الذي تتعرض له المرأة بشكل أكبر بالمدن حيث وصل بها ضحايا العنف الجسدي إلى حوالي 2.2 مليون من النساء ، في حين بلغ عدد النساء ضحايا العنف بالعالم القروي إلى1.1 مليون امرأة. وكشفت الدراسة بشكل مثير ارتفاع نسبة العنف اتجاه النساء والفتيات اللواتي يرتدين لباسا عصريا بنسبة 32 في المائة،خاصة اتجاه الفتيات اللواتي يتراوح سنهن بين18 و24 سنة، بنسبة 7.1 في المائة،ونسبة 3.6 في المائة في حق النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 35و39 عاما، مقابل نسبة أقل للنساء والفتيات اللواتي يرتدين لباسا تقليديا مثل الجلباب حيث لاتتعدى 7 في المائة، ليرتفع الرقم نسبيا حينما يتعلق الأمر بالنساء العاطلات عن العمل بنسبة 23 في المائة. العفن الجنسي الذي تتعرض له النساء يسجل بدوره أرقاما مخيفة، حيث أظهرت الدراسة أن ما يقرب من 2.1 مليون امرأة تعرضت لعنف جنسي خلال مرحلة من مراحل حياتها بنسبة تقدر ب22.6 في المائة،وأن ضحايا هذا الشكل من الاعتداء يصل إلى 1.4 مليون فتاة وامرأة، وأن عددهن بالعالم القروي يبلغ 712 ألف ضحية. وأبانت أن أخطر أشكال العنف ممثلا في الاعتداء الجنسي يصل ضحاياه سنويا إلى 38 ألف ضحية بنسبة 0.4 في المائة، في حين يصل عدد النساء ضحايا الاعتداء في الفضاءات العمومية أو الشارع إلى 372 ألف امرأة ، حيث تسجل سنويا نسبة 3.9 في المائة، إذ تصل النسبة السنوية المسجلة بالمدن إلى 4.9 في المائة من الضحايا من النساء، ونسبة 2.5 في المائة من النساء القاطنات بالعالم القروي. هذا ومن السمات الأساسية التي تطبع حالات العنف الموجه ضد النساء، أبانت الدراسة أن تقديم الشكاية من طرف ضحايا العنف بمختلف أشكاله، تم إنجاز محضر بشأن نسبة 28.1 من الحالات، كما تم إنجاز محضر بالصلح بين الطرفين بشأن نسبة 17.4 في المائة من الحالات، فيما نسبة 14.8 في المائة من النساء ضحايا العنف لم يعرفن مآل شكاياتهن . كما أفادت أن 23.5 في المائة من الشكايات التي تخص نساء تعرضن للعنف الجسدي، تم فيها إلقاء القبض على الفاعل، في حين أن حالات الاعتداء الجنسي والتي تم فيها توجيه الاتهام للفاعل فتمثل نسبة 4.6 في المائة، أما القضايا التي تخص النساء اللواتي الذي تعرضن للعنف داخل البيت والتي تمثل نسبة 15 في المائة من الملفات المفتوحة، فإن نسبة 25 في المائة منها تم إنجاز محضر بشأنها، فيما تم التوصل إلى الصلح بين الزوجين أو وقف المتابعة في حوالي 38.3 في المائة من الملفات،فيما تم اعتقال نسبة 1.3 في المائة من المتهمين، وتمت إدانة نسبة 1.8 في المائة من المعتدين.