بالرغم من أن عدد الندوات التي خصصت للاحتفاء بالأدب الناطق باللغتين الإسبانية والبرتغالية المنظمة خلال الدورة العشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، لم يتجاوز خمسة مواعيد، إلا أنها شكلت إضافة نوعية لفعاليات هذه الدورة، وفرصة لمرتاديها لاكتشاف سحر هذا الأدب ذي البعد الكوني. فقد قاربت ندوة حول «المكسيك ورواية الصحراء» إبداعات روائية لأدباء من أمريكا اللاتينية عموما في مجالي الرواية والشعر لامست موضوع الصحراء، وهو الفضاء المرتبط تاريخيا بالشعر العربي خاصة في العصر الجاهلي، والذي ألهم الكثيرين قبل ظهور الكتاب وانتشار القراءة والكتابة. ونظمت سفارة كولومبيا بالرباط، بتعاون مع وزارة الثقافة، لقاء مع الكاتب الكولومبي إدواردو غارسيا أكيلار (1953) المقيم في باريس منذ 1979، وهو ما مكن من الإطلاع على التجربة المتميزة لهذا الروائي الذي ينشر عادة بالمكسيك ومن أهم رواياته المترجمة للفرنسية (زمن العقارب) 2007. كما نظمت وزارة الثقافة، بتعاون مع سفارة البرتغال بالمغرب والمعهد الثقافي البرتغالي بالرباط (كموايس)، لقاء حول الكاتب البرتغالي دافيد ماتشادو ومجموعته القصصية «إيستورياس بوزيفيس» بمشاركة مترجم الكتاب إلى اللغة العربية سعيد بن عبد الواحد والناقد الأدبي محمد آيت حنا. وقدم الكاتب الشيلي باتريسيو غونزاليس والمترجم المغربي أحمد الكمون كتاب «المغرب بعيون شيلية» الذي قام بترجمته إلى اللغة العربية مجموعة من المتخصصين والذي يتضمن مجموعة مقالات لكاتبات وكتاب من الشيلي أعجبوا بالمغرب وعاداته وخصوصياته، ومن بينها أيضا مقالة للكاتب عبد القادر الشاوي سفير المغرب بالشيلي. وفي ندوة أخرى، ناقشت الكاتبة الشيلية كارمن لوطوليي كتابها «مراكش الحمراء» مبرزة تأثرها بالمدينة الحمراء واندهاشها بسحرها وخصوصيتها المتمثلة في حفاظها على صورتها الأصلية مع مواكبة ركب التطور الحضاري. يشار إلى أنه فضلا عن المساعي الحثيثة لترجمة الأدب الناطق بالإسبانية والبرتغالية إلى اللغة العربية، تم في إطار هذه الدورة من المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، تقديم ترجمة إلى اللغة الإسبانية لرواية «الضريح» للكاتب عبد الغني أبو العزم وديوان «كلام آخر» للشاعر الزجال أحمد المسيح من ترجمة فرانسيسكو موسكوسو غارسيا، وكذا كتاب «الصحراء.. صرخات ملتهبة» للإعلامية مليكة واليالي، من ترجمة إدريس ولد الحاج.