الملتقى الوطني الأول للإدارة التربوية يسلط الضوءعلى إكراهات الشأن التعليمي شكل شعار»لا إصلاح للمنظومة التربوية دون رد الاعتبار لهيأة أطر الإدارة التربوية وتحسين ظروف عيشهم وأحوال اشتغالهم»، محور الملتقى الوطني الأول للإدارة التربوية، المنظم نهاية الأسبوع المنصرم بالمقر المركزي للاتحاد المغربي للشغل بالدار البيضاء، من طرف النقابة الوطنية للإدارة التربوية، التابعة للجامعة الوطنية للتعليم. وكان هذا الملتقى الذي أشرف عليه المكتب التنفيذي للجامعة الوطنية للتعليم مناسبة للإحاطة بكل المستجدات التي تهم ملف الإدارة التربوية، وشكل فرصة لتسليط الضوء على مختلف الإكراهات التي تؤرق بال مدبري الشأن التعليمي بالمؤسسات التعليمية العمومية، وعلى المسؤوليات الجسام الملقاة على عاتقهم للمساهمة في إخراج المنظومة التربوية التي تعاني من التردد ومن غياب رؤية واضحة المعالم، إلى بر الأمان،لاسيما وأن ملف هذه الفئة التي تعتبر قطب الرحى والعنصر الفاعل والأساسي لكل إصلاح شمولي وهادف، بقي جامدا قبل انتهاء النسخة الأولى من ولاية الحكومة الحالية ولم يعرف أي تقدم يذكر مع الوزير الوصي على القطاع الجديد. وافتتح ميلود معصيد، الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل أشغال هذا الملتقي الوطني الذي حضره إلى جانب أعضاء المكتب التنفيذي للجامعة ومسؤولي جل فروع الجامعة بالمملكة، عدد مهم جدا من أطر الإدارة الوطنية بمختلف ربوع البلاد، بكلمة أكد من خلالها على الدور المحوري الذي تلعبه الإدارة التربوية في الارتقاء بالمنظومة التربوية وعلى ربط أي إصلاح للقطاع التعليمي بالبلاد بالاهتمام بهذه الفئة التي تشكل حجر الزاوية في السيرورة التعليمية ومفتاح نجاحها، مشيرا إلى موقف الجامعة التي أجبرت على تجميد حوارها مع الوزارة لغياب عنصري الجدية والمسؤولية في مناولة القضايا التعليمية بشكل عام وملف الإدارة التربوية بشكل خاص، مؤكدا في الأخير على وقوف الجامعة اللامشروط إلى جانب الإدارة التربوية واعتبارها دعامة قوية لها في كل قضاياها ومطالبها العادلة والمشروعة. من جانبه، ذكر محمد جنبوبي، عضو المكتب التنفيذي ورئيس هذا الملتقى بمختلف اللقاءات التي جمعت أعضاء المكتب التنفيذي بالوزارة والتي لم تحمل أي جديد يذكر بقدر ما عمل ممثلو الوزارة على ربح الوقت والخوض في ملفات جوفاء بعيدا عن جوهر المواضيع المطروحة للنقاش ضاربين بذالك بعرض الحائط، يضيف المسؤول النقابي، مبدأ استمرارية المرفق العمومي ومبدأ استمرارية الإدارة برجوعهم إلى الوراء وتبخيسهم لكل المكتسبات المتفق في شأنها مع الوزير السابق. اللقاء، عرف أيضا تقديم مجموعة من العروض التي تصب كلها في محور وقضايا الإدارة التربوية بداية بعرض الأستاذ محمد خفيفي، عضو المكتب التنفيذي للجامعة الوطنية للتعليم (إ.م.ش) حول موضوع المدرسة العمومية وتحديات الإصلاح، فعرض أحمد أيت إبراهيم أستاذ باحث في مجال الإدارة التربوية يعمل حاليا منسقا مركزيا لمشروع المؤسسة بوزارة التربية الوطنية، و كان عرضه حول موضوع مداخل إصلاح الإدارة التربوية سلط من خلاله الضوء على الإدارة التربوية في السياسة العمومية وفي المخطط القطاعي لوزارة التربية الوطنية من خلال تطوير الأداء الإداري والتربوي للمؤسسة وتكريس استقلالية المؤسسة التعليمية. وعززعرضه القيم هذا، بمعطيات إحصائية دقيقة تفاعل معها الجميع، كما حدد معالم الإصلاح في مداخل أساسية، أهمها مدخل المهام والاختصاصات ومدخل الأهلية الإدارة التربوية وثالث يهم مدخل التكوين الأساسي وآخر يهم استقلالية المؤسسة فالتعاقد بين المؤسسة التعليمية والسلطة التربوية ثم المراقبة والتقييم وأخيرا المدخل النظامي. فؤاد مذكري أستاذ التعليم العالي في القانون والتشريع التربوي، قدم بدوره عرضا قيما حول موضوع المفهوم الحديث للإدارة التربوية بين الإكراهات والتحديات أشار من خلاله إلى التحولات الكمية والنوعية العميقة التي عرفها النظام التعليمي المغربي مؤكدا على استحالة إصلاح المنظومة بمعزل عن تحسين الإدارة التربوية وتحديث وسائلها وآلياتها، باعتبار أن مجال التربية والتعليم يرتبط ارتباطا وثيقا بأشكال التدبير الإداري المعتمد بمؤسساتنا التعليمية ومدى توفر أطر الإدارة التربوية على المؤهلات والخبرات والمهارات اللازمة. أما يحيى مكتوب عضو المكتب التنفيذي للجامعة والكاتب العام للنقابة الوطنية لأطر الإدارة التربية الوطنية فقد جاءت مداخلته حول موضوع الإدارة التربوية ومستجدات الحوار القطاعي، مع تقديمه للمستجدات المرتبطة بالموضوع من خلال جلسات التفاوض مع وزارة التربية الوطنية. وبعد الانتهاء من العروض و المداخلات فتح باب المناقشة العامة حيث تناوب على الكلمة مجموعة من الإخوة مديري المؤسسات التعليمية الذين أثاروا مجموعة من القضايا والإشكالات ذات الصلة بموضوع الإدارة التربوية حيث أبانت مداخلاتهم عن وعي عميق و معرفة ميدانية وثيقة بالموضوع الشيء الذي أفضى بالكثير من الأفكار و الملاحظات و الآراء التي عبروا عنها لتسجل ضمن توصيات و خلاصات هذا الملتقى.