الوردي: الحوار دفاعا عن مصلحة القطاع وتحسين خدماته الطبية نظمت الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، السبت بمراكش، المناظرة الأولى للمصحات الخاصة تحت شعار»الاستشفاء الخاص في خدمة المواطن». وتشكل هذه المناظرة، المنظمة على مدى ثلاثة أيام، مناسبة للتطرق للعديد من المواضيع تهم قطاع الصحة وخاصة التأمين الإجباري عن المرض (حصيلة ثماني سنوات من تطبيقه) وإرساء شراكة بين القطاعين العام والخاص وكذا مسألة تحرير رأسمال المصحات الخاصة في وجه غير الأطباء. ويشارك في هذه المناظرة علاوة على الأطباء الممارسين بالقطاع، مختلف المتدخلين بقطاع الصحة (وزارة الصحة ومنظمات الاحتياط الاجتماعي وصندوق الضمان الاجتماعي، وشركات التأمين ...) وأجانب لتبادل تجاربهم وخاصة في مجال تحرير رأسمال المصحات . وأوضح وزير الصحة الحسين الوردي في تصريح للصحافة، أن هذا اللقاء يشكل مناسبة لتبادل وجهات النظر بخصوص بناء مقاربة تشاركية في أفق وضع سياسة للشراكة بين القطاع العام والخاص تشمل قطاع الصحة برمته وخاصة في ما يتعلق بالتمويل والتغطية الصحية والموارد البشرية. وأضاف أن الأمر يتعلق بإرساء حوار حول الملف المطلبي لمهنيي قطاع الصحة بالمصحات الخاصة من أجل التوصل لحلول ملائمة تصب في مصلحة قطاع الصحة وتحسين الخدمات الطبية. من جانبه، أبرز رئيس الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة محمد بنعكيدة، أن هذه المناظرة ستتيح دراسة العديد من القضايا الراهنة وخاصة ما يرتبط بنظام التغطية الصحية والشراكة بين القطاعين العام والخاص والعرض الطبي بالقطاع الخاص. وأضاف أن الممارسة الطبية تعرف تحولات عميقة مع القانون رقم 131.13 الذي يفتح رأسمال المصحات الخاصة للمستثمرين الخواص من غير الممارسين للمهنة، قائلا إن» المهنيين يحذرون من بعض المخاطر المرتبطة بهذا الإجراء ولا يعتبرونه المسار الأفضل لتسوية المشاكل التي يعرفها قطاع الصحة بالمغرب». وقال إن» ما يكتسي أولوية هو ضرورة العمل على تحسين الصحة بالقطاع العام الذي يقدم خدماته لشرائح واسعة من المجتمع اعتمادا على موارد متواضعة «، مؤكدا أن مهنيي الصحة بالقطاع الخاص مستعدون لمواكبة السلطات العمومية في مهمة تحسين الصحة العمومية من أجل توفير خدمات أفضل بتكلفة أقل. من جانبه، أكد الرئيس المنتدب للجمعية الوطنية للمصحات الخاصة رضوان سملالي، أن اللقاء سيمكن أيضا من المناقشة مع الشركاء حصيلة التأمين عن المرض الذي لا يغطي اليوم سوى 35 في المائة من الساكنة مما لا يتلاءم مع التطور التكنولوجي والتقني للممارسة الطبية الحالية. وأضاف أن الأمر يتعلق بالتفكير في الوسائل التي تتيح التوصل إلى تعميم التأمين عن المرض بشكل أكبر يمكن من تكفل طبي أفضل ومتابعة تطور الممارسة الطبية الحديثة. وأشار إلى أن اللقاء، الذي يعرف مشاركة أزيد من 200 مصحة خاصة، يعتبر، أيضا، فرصة للتطرق لما تقدمه المصحات الخاصة من خدمات من خلال الاستفادة من التكنولوجيات الحديثة التي تشكل استثمارا كبيرا بالنسبة لمهنيي الصحة، موضحا أن هؤلاء يأملون في التقليص من التكاليف الضريبية وتسهيل الإجراءات من قبل السلطات العمومية من أجل تنمية هذا القطاع. ويتضمن برنامج هذه المناظرة تنظيم أربع ورشات تتناول مواضيع تهم «التأمين عن المرض، واقع الحال بالمغرب» و»الشراكة بين القطاعين العام والخاص: أية حصيلة أي مستقبل» و»وتحرير رأسمال المصحات»، و»كيفية تحسين عرض العلاجات بالقطاع الخاص». كما تم خلال هذه المناظرة تقديم العدد الأول لمجلة «مصحة المغرب» التي أصدرتها الجمعية الوطنية للمصحات الخاصة، والتي تهدف إلى بحث ودراسة مواضيع علمية ذات راهنية تبرز عمل وإنجازات الاستشفاء الخاص بالمغرب.