عبد السلام الصديقي: الوزارة ستكون من ضمن الأطراف المعنية بهذه الإستراتيجية الوطنية عبر توفير فرص الشغل ومعالجة البطالة أكد عزوز صنهاجي، مستشار وزير السكنى وسياسة المدينة السبت بمكناس، أن أي تنزيل لسياسة عمومية متصلة بالمدينة «لن يكتب له النجاح دون انخراط قوي من لدن مختلف الفاعلين وعلى رأسهم الفاعل الجمعوي». وأوضح صنهاجي، خلال الجلسة الافتتاحية للجمع العام السنوي للمنتدى الوطني للمدينة، الذي نظم تحت شعار»المدينة المغربية ورهانات التمدن»وذلك في إطار الاستعداد للمؤتمر الدولي الثاني للمدينة المزمع عقده في يونيو المقبل بمكناس، أن هذا المنتدى، كفاعل جمعوي، يشكل أداة للتفكير والاقتراح والمبادرة وفضاء مناسبا للشراكة والتعاون في مجال المدينة وما يتصل بالرؤى حول تطويرها وتنميتها. ودعا صنهاجي إلى استثمار الديناميات الإيجابية التي تم إطلاقها في شكل مبادرات وسياسات عمومية وأوراش طموحة تمنح الأمل وتفتح الآفاق في وجه المدينة المغربية وتحويلها إلى فضاء لتقديم الفرص والاندماج السوي، معتبرا أن إحدى المعارك الإستراتيجية التي يتعين أن نخوضها كمجتمع هي أن نتجاوز كافة المقاربات العلاجية ونتطلع إلى جيل جديد من المدن حيث يصير الاستباق والتخطيط والرؤية معايير رئيسية وركائز تتطور على أساسها حواضرنا. وأبرز، أن الحكومة خصصت مكانا لسياسة المدينة في خطوة نوعية تكثف الوعي الجماعي لبلادنا بحساسية وأهمية مقاربة الجواب على إشكالات المدينة المغربية بأدوات وصيغ جديدة قوامها تعدد الأبعاد بشكل أفقي ومباشرة برامج ومشاريع بين وزارية في إطار التقائي كما تتأسس على التشاور والشراكة والتعاقد بين الدولة والهيئات المنتخبة والمجتمع المدني والجهات الممولة. من جهته، دعا وزير التشغيل والشؤون الاجتماعية عبد السلام الصديقي، في كلمة تلاها بالنيابة عزالدين العمارتي، مستشار الوزير، إلى وضع إستراتيجية وطنية متكاملة للنهوض بسياسة المدينة ومواكبة التطور المتسارع للتكتلات الحضرية ببلادنا مما يوفر للمدن القدرة التنافسية اللازمة وقوة الاستقطاب الجذابة. وأبرز الصديقي، أن الوزارة ستكون من ضمن الأطراف المعنية بالمساهمة في هذه الإستراتيجية الوطنية عبر توفير فرص الشغل ومعالجة مشكل البطالة من خلال إيلاء قضية التشغيل عناية خاصة، لاسيما، عبر الواجهة الاقتصادية وفق مقاربة ترمي بالخصوص، إلى تحفيز الاستثمار الوطني والأجنبي وتأهيل النسيج الإنتاجي وتنفيذ سياسة إرادية لإنعاش التشغيل، مشددا على ضرورة تعبئة كل الطاقات وتضافر جهود كل المتدخلين لمعالجة الاختلالات العميقة المسجلة حضريا واجتماعيا ولمواجهة مظاهر العجز والفقر والهشاشة التي تعاني منها العديد من المجالات الحضرية والقروية. من جانبه، دعا رئيس المنتدى الوطني للمدينة مصطفى المريزق، إلى جعل هذا المنتدى بمثابة قوة اقتراحية وفضاء من أجل مدينة مواطنة ومختبرا للسياسة العمرانية وكل ما يتعلق بالسياسة الاجتماعية والحضرية في تناغم وتوافق ما بين العمران والحكامة الجيدة والعيش الكريم للمواطن. أما محمد الفاضلي، ممثل مجلس جهة مكناس تافيلالت، فأشار إلى غياب تناغم في السياسات المحلية والوطنية في مجال العمران وعدم وجود تعاون ما بين المؤسسات المنتخبة جهويا ومحليا، مشددا على أهمية التنسيق والتعاون في هذا المجال . وتم خلال هذا اللقاء تقديم عرض حول موضوع « قرن من التعمير بالمغرب» أطره مدير المدرسة الوطنية للهندسة المعمارية حسن رضوان، وتطرق خلاله إلى مراحل التعمير بالمغرب منذ عهد الحماية وإلى الآن، معتبرا أن المدينة المغربية تتجاوز 12 قرنا من التمدن المغربي الذي يعكس الهوية المغربية. كما تم، بالمناسبة، عرض حصيلة عمل المنتدى الوطني للمدين منذ تأسيسه سنة 2012. ومن بين أهداف هذا المنتدى جعله فضاء للمساهمة في تحقيق انفتاح المدينة على الحياة وتفعيل سياساتها والقيام بالأنشطة الاجتماعية والثقافية والتربوية والفنية وتشجيع مبدأ التشارك والاندماج الجماعي وجعل الساكنة شريكا في العمليات التنموية على قاعدة المواطنة كأداة لبناء الإنسان.