إشادة بالإصلاحات الاقتصادية بالمغرب وإبراز لدور المؤسسة الملكية في استقرار البلاد نظم المغرب مائدة مستديرة حول التغيرات المناخية، على هامش منتدى «دافوس»، وذلك في إطار التحضير لقمة الأممالمتحدة التي ستنعقد في شتنبر المقبل، في الوقت الذي أشادت فيه المديرة العامة لصندوق النقد الدولي بالإصلاحات الاقتصادية الجارية بالمغرب، والتي وصفتها ب «النموذج الذي يحتذى به في المنطقة». واختير المغرب، من بين ثلاث دول أخرى هي المكسيك والفلبين ونيجيريا، بعد الاجتماعات والاتصالات التي أجريت مع الجهات المانحة، وخصوصا البنك العالمي، بمناسبة مؤتمر الأطراف في الاتفاقية - الإطار للأمم المتحدة حول التغيرات المناخية الذي انعقد في نونبر الماضي بوارسو. ولقيت الإصلاحات الاقتصادية التي ينهجها المغرب تنويها من طرف المؤسسات المالية الدولية، حيث أشادت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستين لاغارد، خلال لقائها برئيس الحكومة على هامش أشغال المنتدى، بالإصلاحات الاقتصادية الجارية بالمغرب والتي وصفتها ب «النموذج الذي يحتذي به في المنطقة». وأبرزت لاغارد أن جهود الإصلاح المبذولة من قبل المغرب تحظى بالتقدير من لدن المؤسسة المالية الدولية وباقي الشركاء، مؤكدة على القدرة الاستباقية التي أبانت عنها المملكة في ظرفية صعبة «دون انتظار توصيات من المؤسسات المالية الدولية». وخلال مشاركته في ندوة عن «شمال إفريقيا الواعدة» أكد عبد الإله بنكيران أن المغرب ظل في منأى عن موجة الأزمات التي شهدتها عدد من دول المنطقة بفضل النهج الذي تسلكه المؤسسة الملكية فضلا عما تقوم به هذه المؤسسة من دور موحد وباعتبارها عاملا للاستقرار والثقة. وأبرز بنكيران في الندوة التي شارك فيها كل من الأمين العام السابق للجامعة العربية، عمرو موسى، ورئيس حزب النهضة التونسي، راشد الغنوشي، والوزير الأول التونسي الأسبق، الباجي قايد السبسي، روح الواقعية التي أبان عنها جلالة الملك محمد السادس الذي وضع المغرب في مسار دستوري جديد تميز بجيل جديد ومتقدم من الإصلاحات. وأشار بنكيران إلى أن المؤسسة الملكية تعزز بشكل كبير التجربة السياسية المغربية المتميزة بالنظر لاعتبارها عاملا للثقة والاستقرار ولدورها في توحيد البلاد، وذكر رئيس الحكومة بأن المملكة لم تشهد بالتأكيد العديد من الاختلالات على غرار ما شهدته دول أخرى مثل تونس ومصر، مضيفا أن المملكة استمدت مقوماتها من دينامية الإصلاحات التي انخرطت فيها، والتي تجسدت بشكل كبير من خلال الخطاب الملكي ل 9 مارس 2011. وهي المبادرة التي ساهمت في تعزيز مناخ الثقة وحظيت بدعم شعبي كبير تجسد من خلال الاستفتاء على الدستور في فاتح يوليوز 2011 والذي تلاه تنظيم انتخابات شفافة ونزيهة. واستعرض بنكيران مختلف الخطوات التي تم قطعها منذ الاقتراع التشريعي في 25 نونبر من نفس السنة، موضحا أن هذه التجربة السياسية المتميزة في المنطقة نجحت بالخصوص بفضل الدور الكبير الذي لعبته المؤسسة الملكية في هذا الصدد. وشدد رئيس الحكومة على أن الحكومة تستلهم من الحرص الملكي على تحقيق ازدهار المواطنين، في تعاطيها مع ملفات في مجالات مهمة مثل الصحة والتعليم والإسكان والنقل. وضم الوفد المغربي المشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي في دورته ال 44 بدافوس، بالإضافة إلى رئيس الحكومة، وزير الاقتصاد والمالية، محمد بوسعيد، والوزيرة المنتدبة في الشؤون الخارجية والتعاون، امباركة بوعيدة، والوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة، حكيمة الحيطي. ونظم المغرب مائدة مستديرة حول التغيرات المناخية قدمت خلالها المشاريع الهيكلية التي أطلقها لمكافحة تغير المناخ في إطار التنمية المستدامة، حيث أكدت الوزيرة المنتدبة المكلفة بالبيئة التزام المغرب بتنفيذ البرامج الطموحة المتعلقة بتعزيز الطاقة النظيفة والتخفيف من انبعاث الغازات الدفيئة. وأشارت، حكيمة الحيطي، إلى مخطط العمل الذي نفذ خلال السنوات الأخيرة في مجالات الطاقة الشمسية والريحية والنجاعة الطاقية للمباني، وعلى الخصوص إحداث مدن جديدة خالية من الانبعاث، بالإضافة إلى مشروع التثمين الطاقي للنفايات في الفلاحة، وكذا المشروع المتعلق بتركيب مضخات المياه بالطاقة الشمسية الذي يهدف إلى توفير الطاقة للفلاحين الصغار والمتوسطين من أجل أنشطتهم الخاصة بالري.