الاستماع للطبيب في محضر رسمي في انتظار استكمال التحقيقات لم يكد ينتهي يوم تنصيب عبد الفتاح البجيوي الوالي الجديد على جهة دكالة عبدة، حتى انتشر خبر وفاة القاضي الذي تلا الظهير الشريف لتعيين أحد أبناء مدينة آسفي واليا على الجهة وعاملا على الإقليم. خبر لم يصدقه أحد في البداية لكون الرجل المعروف بخصاله الحميدة وطيبوبته كان حاضرا في صباح ذلك اليوم إلى جانب الحسن الداودي وزير التعليم العالي والبحث العلمي، حيث كان هو من قرأ ما جاء في ظهير تعيين عبد الفتاح البجيوي واليا على جهة دكالة/عبدة، خلفا لعبد الله بنذهيبة. وحسب ما تداولته بعض المصادر المقربة من الراحل، فإن القاضي خملاش أحس، بعد الانتهاء من مراسيم التنصيب، بألم في ظهره بعد عودته إلى مكتبه بداخل المحكمة الابتدائية، مما دفعه لزيارة عيادة خاصة تقع في حي «اعزيب الدرعي»، والتي كانت آخر محطة له في الحياة، بعد أن قام الطبيب بحقنه على مستوى الظهر، ليدخل بعدها مباشرة في غيبوبة مفاجئة، لفظ على إثرها أنفاسه محمولا على مثن سيارة الإسعاف باتجاه المستشفى الجهوي محمد الخامس. المثير في القضية هو أن الطبيب الذي قام بحقنه، لم يمض على خروجه من السجن سوى شهور قليلة بعد قضاءئ لعقوبة سجنية بسبب إجهاضه لمديرة المعهد الموسيقي ووفاتها بين يديه، ومحاولته التخلص منها على أبواب نفس المستشفى الجهوي. تأسيسا على ذلك، وأخذا بعين الاعتبار فرضية ورود الخطأ الطبي، أمرت النيابة العامة بإجراء تشريح طبي للجثة، وأخذ عينات منها وإرسالها إلى معهد باستور لإجراء مزيد من التحاليل لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء الوفاة، فيما تم الاستماع للطبيب صاحب العيادة، ومتابعته في حالة سراح في انتظار ما ستسفر عنه عملية التحاليل المخبرية.