ميم ميم طفلة تحب اللعب، ولأنها لا تملك لعبا، صنعت لها بعض الأشكال من الطين وعرضتها لأشعة الشمس قبل أن تبدأ لعبتها. ميم الآن تخاطب هذا الرجل الذي لا يقدر على تحمل مسؤولية عروسه «إذا ما بتأدر تصرف على عروستك ليشاتزوجتها ؟». تحرك ميم لعبتها التي تمسك بها بيدها اليمنى وتحاول أن تمسح دموعها التي صنعتها بلعابها وتطبطب على كتفها «اصبري يا بنتي بكرة يفرجها اللي خلقنا». ابتسمت ميم وجمعت لعبها الطينية ورمتها في البركة أمامها. كبرت ميم و كبرت معها فكرة الرجل الذي يظلم زوجته المسكينة، صارت ميم الآن عروسا، وهي تتذكر لعبها الطينية، أحست بكف غليظة تطبطب على كتفها ويقول صاحبها: «اصبري يا بنتي بكرة يفرجها ربنا». سالت دموع ميم هذه المرة وتمنت لو عادت طفلة كي تعيد تشكيل الحوار بين لعبها الطينية، وتذكرت أنها مجرد لعبة طينية صنعتها أيدي خفية و كبيرة. ما بحث عني ما سقط مني سهوا سوى فتات يوم بقايا يتم وانكسار... ينتظرني في آخر الطريق ما بحث عني في فؤاد فارغ حزن قصيدة المعتمد في اغمات غصن شجرة مقدسة تلوم السماء مارد أخضر يعتصرني ما بحث عني فما عدت أنا شاطئ السفر المستحيل عرق دساس للخديعة لؤم يتحرش بشجرة الغواية ما بحث عني أنا القتيل المقتول الجريح المنتصب في مقصلة الزمن الهزيمة الملونة بعقم الانتصار ما بحث عني فما عدت أنا. * كاتبة مغربية