أكد وزير الطاقة والمعادن والماء والبيئة، عبد القادر اعمارة، أن المغرب سيكثف عمليات التنقيب عن النفط والغاز. وكشف المسؤول الحكومي، خلال الندوة الدولية حول الانتقال الطاقي بالمغرب، صباح أول أمس الأربعاء بالدار البيضاء أن 31 مجموعة عالمية متخصصة في التنقيب عن البترول والغاز الطبيعي لها صيتها في هذا المجال تعمل حاليا بمختلف مناطق المغرب. وقال الوزير، إن الانتقال الطاقي بالمغرب، يعد خيارا استراتيجيا وقرارا ذي أبعاد سياسية واقتصادية واجتماعية وبيئية يبتغي المغرب منه تحقيق أكبر قدر من الاستقلالية الطاقية، والتنمية المتوازنة لمجموع جهات المغرب، وضمان ولوج كافة المواطنين للطاقة بعيدا عن انعكاسات تقلبات الأسعار في الأسواق العالمية. وأضاف الوزير، في كلمة له خلال الندوة الدولية حول الانتقال الطاقي بالمغرب المنظمة، صباح أول أمس الأربعاء بالدار البيضاء، أن المغرب يسير في اتجاه الاندماج ضمن محيطه الطاقي الإقليمي، ويرغب في أن يكون فاعلا في الانتقال الطاقي الأوروبي، وفي الاستفادة من التعاون الدولي في هذا المجال، واغتنام فرصة بناء وحدات صناعية إقليمية ضمن مشاريع توطين الصناعة في توفير مناصب الشغل جديدة. وأشار عمارة إلى أن طموح المغرب يتمثل في خفض استهلاك الطاقة بنسبة 12% بحلول العام 2020، مؤكدا أن «إستراتيجية النجاعة الطاقية»، الجاري إعدادها، ستؤمن ما يفوق 36 ألف فرصة عمل جديدة. كما أن المغرب الذي يفتقر حتى الآن لاحتياطات كبيرة من النفط أو الغاز مضطر، حسب المتحدث، إلى استيراد مصادر الطاقة بكميات ضخمة لسد احتياجات البلاد، حيث «وضعت الحكومة خطة لسد 42% من هذه الاحتياجات من مصادر الطاقة المتجددة بحلول العام 2020». وذكر الوزير بتوقعات ارتفاع الطلب على الكهرباء بأربعة أضعاف بحلول العام 2030، مما يحتم تطبيق إستراتيجية لرفع النجاعة الطاقية التي تفترض تخفيض استهلاك الطاقة بنسبة 12% بحلول العام 2020 وبنسبة 15% في 2030، مضيفا أنه استنادا إلى دراسة نشرت مؤخرا فان هذه الإستراتيجية ستخلق «36800 فرصة عمل جديدة لمهندسين وتقنيين وعمال بكفاءات مهمة، مضاف إليها 13300 فرصة عمل أخرى ستؤمنها خطط تطوير مصادر الطاقة المتجددة. واعتبر اعمارة أن حاجيات المغرب الطاقية التي تتزايد بوتيرة سريعة تفرض عليه إيجاد حلول ملائمة لمواجهة التحديات التي تعترض القطاع، خاصة في ظل التقلبات التي تشهدها أسعار المواد الأولية الطاقية. وهي حاجيات تفرض، يقول المتحدث، «بلورة رؤية طاقية مندمجة تتصف بالواقعية والابتكار والتنافسية»، مشيرا إلى أنه ليس هناك حل أو سيناريو وحيد، ف»كل أنواع الطاقات يمكن أن تجد لها مكانا في هذه الرؤية، وعلى المغرب أن يجد الحل الملائم له من بين كل الحلول المطروحة». من جانب لآخر،أشار الوزير إلى أنه سيتم الاستمرار في استخدام الفحم، لاسيما في إنتاج الطاقة الكهربائية الأساسية من قبل وحدات ذات مردودية عالية تستخدم تقنيات حديثة للتقليص من انبعاث غاز ثاني أوكسيد الكاربون، مبرزا أن النهوض باستخدام الغاز الطبيعي، الذي يبقى الخيار الاستراتيجي والاقتصادي، سيعوض تدريجيا استخدام الفحم والفيول في أفق 2025.