رهانات وتحديات إقليميا ودوليا.. وملف الصحراء المغربية يتصدر الأولويات وصل جلالة الملك محمد السادس، مساء أول أمس الثلاثاء، إلى قاعدة أندروز الجوية في زيارة عمل للولايات المتحدةالأمريكية، بدعوة من فخامة الرئيس الأمريكي باراك أوباما. وتأتي هذه الزيارة التي تعتبر محطة هامة في تاريخ العلاقات بين البلدين لعدة اعتبارات سياسية اقتصادية وجيو - استراتيجية، لتعزز الروابط التاريخية والإستراتيجية التي تجمع بين البلدين الصديقين منذ أكثر من قرنين، وذلك في اتجاه مزيد من تقوية العلاقات الخاصة التي ربطت على الدوام الولاياتالمتحدةالأمريكية والمملكة المغربية. على هذا الأساس، من المنتظر أن تشمل المحادثات بين رئيسي البلدين تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وذلك بغية رفع درجة التنسيق والتعاون الثنائي المغربي الأمريكي إلى مستوى أعلى، واتخاذ مبادرات مشتركة لمواجهة التحديات التي تواجهها إفريقيا والشرق الأوسط، وعلى رأسها مخاطر التطرف والإرهاب. على أن منطقة غرب إفريقيا ستشكل نقطة هامة في جدول المباحثات بالنظر إلى الدور الكبير الذي يضطلع به المغرب في هذه المنطقة، وإثارة مراكز أمريكية هامة لمحورية دور الرباط في دعم الاستقرار ومحاربة الإرهاب، وقيادة البلدان الإفريقية نحو نموذج تنموي يساعد على تأهيل هذه البلدان التي تعيش صراعات متعددة. إذ من المنتظر أن يتم التطرق خلال هذه الزيارة إلى مواضيع ذات صلة بدعم عمليات الانتقال الديمقراطي، وتطوير التنمية الاقتصادية بمنطقتي إفريقيا والشرق الأوسط. على صعيد آخر يبحث المغرب من خلال الزيارة الملكية للولايات المتحدةالأمريكية عن كسب مزيد من الدعم لنموذجه السياسي الذي حظي بإشادة واسعة، على أن يترجم هذا الدعم بشكل ملموس إلى مشاريع وفرص للفاعلين الاقتصاديين الأمريكيين والمغاربة من أجل تطوير التعاون الاقتصادي بين المغرب وأمريكا ليرقى إلى مستوى العلاقات القوية على أكثر من صعيد. وبالتأكيد، وكما يرى العديد من المراقبين، من المنتظر أن يتم التطرق خلال هذه الزيارة الملكية إلى مستجدات ملف الصحراء المغربية. وهو ملف تبنته فعاليات أمريكية مهمة في الكونغرس ومجموعات تفكير أميركية، جددت، قبل إقلاع الطائرة الملكية المتوجهة إلى واشنطن، دعمها للمبادرة المغربية القاضية بمنح حكم ذاتي موسع للصحراء في نطاق الوحدة الترابيّة للمملكة. ففي رسالة وجهتها إلى الرئيس باراك أوباما، غداة الزيارة الملكية، جددت «مجموعة دعم المغرب» داخل الكونغرس الأميركي دعمها القوي للمقترح المغربي للحكم الذاتي بالصحراء، تحت السيادة المغربية، مذكرة ب «الموقف الثابت» للإدارة الأميركية حول هذه القضية، ومشيرة إلى أن قضية الصحراء تكتسي أهمية قصوى بالنسبة إلى المغرب. هذا ودعت «مجموعة دعم المغرب» ساكن البيت الأبيض إلى انتهاز «فرصة» الزيارة الملكية ل «تجديد التأكيد على السياسة الأميركية الثابتة الداعمة لحل سياسي يرتكز على الحكم الذاتي الموسّع تحت السيادة المغربية»، معتبرة أن مبادرة الحكم الذاتي، التي اقترحها المغرب سنة 2007، «تظل أفضل إطار لحل سياسي متفاوض بشأنه». يشار إلى أن المغرب الذي كان أول دولة مستقلة وذات سيادة تعترف باستقلال أمريكا في العشرين من فبراير سنة 1778، يعتبر، منذ سنة 2004، عضوا داخل الدائرة الخاصة بالحلفاء الأساسيين للولايات المتحدةالأمريكية من خارج الحلف الأطلسي..