70سنة في خدمة الوطن والشعب حكايات مع الزعيم السياسي الراحل علي يعته 1- البسمة الغامضة قال يوما لعامل مطبعي من الرفاق الشباب: - قد تأخرت، كثيرا، يا رفيق! كان الرفيق، واقفا أمامه، يهم أن يقول له: -الطريق! إلا أنه ظل، صامتا أمامه، ينظر إلى موطئ قدميه. وحمد الله على السلامة، عندما انصرف عنه ولكن، سرعان ما عاد إليه قائلا له بصوت ارتفعت حدته قليلا: - تأخرت كثيرا، أتدري كم الساعة الآن ؟ وهم الرفيق، مرة أخرى، أن يقول له: - لم أتأخر إلا بضع دقائق! إلا أنه فضل أن لا يقول شيئا، حتى لا يزيد الطين بلة، خاصة عندما لاحظ اختفاء النداء بالرفيق! - كم، هيا تكلم، لماذا لا تتكلم؟ ولما رأى الرفيق أن لا مفر له من الجواب قال بصوت خافت بالكاد يسمع: - نصف ساعة! وحمد الله مرة أخرى على السلامة حينما انخفضت حدة الصوت: - نصف ساعة! أتدري، كم أنجزت أنا من الأعمال في نصف ساعة؟ وأخذ يعدد له المهام التي قام بها منذ الصباح الباكر، قبل أن يحضر وهو يصغي إليه، معجبا ومغضبا، ويتخيل كأنه سيذكره بدورة رائد الفضاء، غاغارين، حول الأرض في أقل من ثلاثين دقيقة. وقد أفرخ روعه أنه كان في هذه اللحظة يتحدث إليه بصوت هادئ شبيه بصوت الأب الذي ينصح ابنه المقصر في واجباته المدرسية وعلى حين غرة انهال عليه بالسؤال: - فكم أنجزت أنت؟ أتدري كم الساعة الآن؟ كان الرفيق الذي لم يرتد وزرة العمل بعد، يقف جامدا كالجندي أمام قائده الذي يوبخه على الإخلال بما لا أعرف من الواجبات العسكرية: هيا، قل، لماذا لا تتكلم؟ وفي تلك اللحظة بالذات، استنفر الرفيق فلول خجله الجريحة والتقط أنفاسه كلها ثم أطلقها في وجه قائده دفعة واحدة قائلا له بصوت مرتفع وهو يلوح بيده جانبا وينظر إليه مباشرة: - وهل أنا هو علي يعته؟! وهنا والآن انصرف عنه ولم يعد إليه مرة أخرى أو لنقل في ذلك اليوم على الأقل! ربما، لم ير الرفيق تلك الضحكة الوامضة أو البسمة الغامضة التي التمعت كالبرق على وجهه إلا أنه، حتما، أحس بها نابضة في القلب! 2- التقية اليعتوية عندما يسيّدك، أبشر، أما إذا رفّقك فاحذر! كانت كلمة سّي أكثر شعبية من لقب الرفيق الرسمي. يا لمكر اللسان العربي الطويل! كان لقب الرفيق، مفردا وجمعا، على العكس تماما مما يدل عليه في اللغة. ليس فيه لين جانب ولا حسن صنيع، لا رفق ولا لطف، لا اقتصاد في السير، ولا اعتماد على الغير، لا صحبة ولا استعانة، بل إنه على حد المعجم الوسيط « كالفرد في المجتمع الشيوعي» لقب كادح وكابح، تماما كما في لسان العرب الطويل الوثاق: الرفاق حبل يشد به عضد البعير إذا خيف منه أن يهرب! فالرفاق إذن وثاق وميثاق شرف يشد به العضد وأمانة تطوق العنق من اليوم الأول للالتحاق بجماعة المرافقين. ومتى يصل إلى درجة النّرفانة يلتحق بالشهداء الأحياء! بينما كلمة سّي على العكس تماما كذلك مما تدل عليه في اللغة. ليس فيها عظمة ولا سيادة، لا شرف ولا مجد، لا رفعة ولا طاعة، لا سيد ولا مسود، لا مالك ولا متولي جماعة كثيرة. بل إنها لقب تشريف لا تكليف فيها كالرفيق. وقد كان يخاطب بها الأشراف من نسل الرسول الكريم وتطلق حديثا على كل فرد في المتقدم من الدول والشعوب. وهي كالسّي تعني المثل والنظير والسواء تماما كالصحيفة المسوّدة التي تكتب أول كتابة ثم تنقح وتحرر وتبيّض وكل من يخاطب بها لا يرد عليه الآخر سوداء ولا بيضاء! وبالتالي فالرفيق لقب رسمي، جاد ومسؤول، حازم وصارم، أبيسي وبطريركي شديد الانضباط، لا يخرج عن جدول الأعمال! في حين أن كلمة السي، خلافا لذلك، شعبية وحميمية، كتحية الصباح والمساء، ليس فيها توابع ولا زوابع. بل إنها رفيقة، رقيقة، وأموسية، على مذهب الشيخ ابن عربي: كل ما لا يؤنث لا يعول عليه! وبالتجربة: كان «النداء بالأسماء» بين الرفاق، كتحية الصباح والمساء، كثيرا ما يقترن بالسي علي والسي عزيز بلال والسي عبد السلام بورقية والسي عبد الله العياشي ولا استثناء إلا لمولاي إسماعيل العلوي! أما النداء بالرفيق فيعني الاشتغال بجدول الأعمال! تماما كما كان السي علي، في مقر الجريدة، يمر بالمكاتب وينادي: اجتماع، أيها الرفاق! وبالمقارنة: كان الشاعر الزجال وصديقي في خندق الملحق الثقافي، نور الدين برشيد، لا يناديه السي علي إلا بالرفيق. بينما كنت أنا على سبيل الأسف محظوظا جدا، بهذا مرة وبتلك مرة أخرى، وكثيرا ما دعيت، بناء على أحد بنود القانون الأساسي، إلى «اجتماع رفاقي» كان جدول أعماله يتأرجح بين الجواب على سؤال دقيق أو الاستماع إلى عتاب رفيق! لكن، كلمة السي، حين تقال، لا تجشم أحدا أي عناء! وحسب المواقف كانت المخاطبات، بالكلمة أو باللقب، محكومة بأحوال الطقس المعتادة أو غير المعتادة جدا. ومن تلك الحالات غير المعتادة جدا كانت ذات قصيدة: لم يكن مدادها قد جف بعد على ركن الجريدة. وإذا بكلمة موقعة باسم المدير تتصدر الصفحة الأولى، وتحت الافتتاحية تماما، تشير إليها بأصابع الاتهام، وتنعتها بالإباحية! وتلتمس العذر بالخطإ غير المقصود من الجنود المرابطين في الخندق الثقافي! كيف؟ قصيدة ماجنة وخليعة؟ ولماذا التشهير بها؟ ولصالح من؟ ونحن؟ أليس لنا اعتبار؟ ألا نستشار على الأقل قبل إصدار الحكم عليها؟ وما الذي فيها يخدش الحياء؟ سوى أنها «كشفت عن ساقها» كالملكة بلقيس! أليس من حقها الإنساني أن تحك جلدها بظفرها؟ ثم إنها قصيدة حب، ومن حقوق لسان الشاعر أن يحب كما يشاء وأن يتغزل بمن يريد، وللناس جميعا فيما يعشقون مذاهب، على طريقة قيس وليلى وجميل بثينة وكثير وعزة وعنتر وعبلة وعروة وعفراء أو على طريقة امرئ القيس وعمر بن أبي ربيعة وغير هؤلاء كثير من عشاق العرب والشعراء القدامى والمحدثين.أو على طريقة حفيدهم جميعا نزار قباني الذي له غزوات قد يبز فيها السلف، ويعجز عنها السلف! وإذا كانت القصيدة المفترى عليها أتت على ذكر»الفخذين» فديوان ولسان العرب الطويل كله حافل بحرث النساء من قمة الرأس إلى أخمص القدمين! وهي على كل حال لم تخرج من الروض العاطر ولا من تحفة الألباب فيما لا يوجد في كتاب ولا من ألف ليلة وليلة. ولم تدخل إلى شقة مفروشة لأبي حكيمة أو إلى خمارة والبة بن الحباب، ولم يعانق النواسي فيها الخيام. لا، ولم ترقص عارية في القنوات والأفلام الإيروتيكية أو على إيقاع الأغاني الفولكلورية في سهرات الليالي الخوالي من « العام زين» ! ولا شيء فيها بتاتا يشذ عن قاعدة تراثية أو حداثية ولا ما في أساطير الأولين والآخرين! ولكن، من الذي وشي بالقصيدة؟ مخزني عجوز! امتدت يده إلى الجريدة، بمحض المصادفة والفضول، فلم ير منها سوى فخذيها؟ وماذا لو تمثلت له بشرا سويا، قائلة له بلسان العروس في نشيد الأنشاد لسليمان: « أقودك وأدخل بك إلى بيت أمي. هناك تعلمني الحب، فأسقيك أطيب الخمر، من عصير رماني، شمالك تحت رأسي، ويمينك تعانقني»، هل كان يمانع إذا همت به أو يهيم بها قائلا لها بلسان العريس في نشيد الأنشاد لسليمان : «يا بنت الأمير! دوائر فخذيك حلي، صاغتها يد ماهرة. سرتك كأس مدورة مزيج خمرها لا ينقص. وبطنك عرمة حنطة، سيجها السوسن. ثدياك توأما ظبية صغيران بعد» !؟ أم تراه من الفصيلة اللاحمة يحب الأثداء الكبيرة والأفخاذ الغليظة والبهكنات العريضة والأرداف المترامية الأطراف من خلف الخباء؟ أو لعله من بقايا السلف الطالح الذي قال عنه الشاعر: رأيت الفقيه أبا جعفر يقري العلوم ولكنه يحب الشباب إذا ما التحى وذاك دليل على أنه؟.. وربما، لا هذا ولا ذاك، إنما، حتما، كان مصابا بالزكام، فلم يشم رائحة النار المنبعثة بالذات من افتتاحية العدد الخاصة بالمحرقة التي التهمت في مصر ألف ليلة وليلة كما أتت قديما على بنات أفكار ابن رشد أو إحياء الغزالي !وإلا، لماذا لم يلتفت إلى افتتاحية الجريدة مثلما انتبه لفخذي القصيدة؟ فاستعد إذن، يا هذا، للقاء الغداة! كانت ليلة بيضاء حقا، استنفرت فيها الحواس كلها استعدادا للدفاع عن فخذي القصيدة، والهجوم على ذلك المخزني الرقيب الذي ربما كان السبب في اندلاع تلك الحرب الخفية الضروس التي كانت تتربص بالجريدة ! غير أن الغداة لم تكن إلا كبرق سحابة لم تمطر.. لم يسيدك فتستبشر ولم يرفقك فتحذر ! إنما كان على غير عادته باديَ البشاشة والانشراح ويده تسبقه إليك .. بتحية الصباح ! ولم يعرف أحد: لماذا سكت عن الكلام المباح! ولكن، بعد حين من الدهر، منعت الجريدة، لمدة سبعين يوما ونيف، فانكشف أن ذلك المخزني الرقيب ليس إلا «كالمهدّر في العنة» كان لعابه يتحلب أمام «فخذي» القصيدة، بينما كانت عيون الرقيب تتحرش بالقصيدة. ولم تجدها بالطبع تلك التقية اليعتوية !.. 3- مصباح علي ..» وما أدري وسوف أخال أدري» كما قال قديما الشاعر الجاهلي المصلح زهير بن أبي سلمى: لماذا لا يقف المصعد أبدا في الطابق الثاني حيث يوجد مقر الجريدة بالذات؟ وكيف تهتم هذه بأسرار الفضاء واكتشاف كواكب جديدة خارج النظام الشمسي ولم يتجشم قلم فيها عناء كتابة»ربع كلمة» عن سر هذا المصعد الغريب الذي لا يوصل إليها؟ إنه مصعد غريب الأطوار حقا: يتعطل باستمرار ولا يشتغل إلا بمزاجه الخاص ومتى دعي لا يلبي النداء حتى يكل المتن ضغطا على الزر المعطوب هو الآخر وتحترق الأصابع بنار القداحة أو أعواد الثقاب بحثا عن الرقم المطلوب. وينفد صبر العاملين بالجريدة والزوار من كلل الوقوف وملل الانتظار فيصعدون إما راجلين أو راكبين لكن إلى الطابق الثالث ومنه ينزلون إلى الطابق الثاني على السلم وهم يقدمون رجلا ويؤخرون أخرى ويتحسسون الجدار ويتنفسون الصعداء خشية السقوط والانكسار. وكثيرا ما يحرن المصعد العنيد كحمار الشيخ في العقبة الشاقة الكؤود أو يبرك كالمصباح من الإبل فلا ينهض ليرعى وإن أثير حتى يصبح ويرتفع النهار، لا لقوة أو سمنه فيه كالبعير بل لأنه يترنح مراوحا مكانه كذلك الكلب الجاهلي الذي ظل يستدير من الألم لما طعنه قرن الثور الوحشي كما يستدير الحمار الذي دخلت النّعرة في أنفه على حد قول امرئ القيس: فظل يرنّح في غَيطل كما يستدير الحمار النّعرْ وقد يركب المصعد رأسه أحيانا فلا يرده شيء، كالبقرة النعرة التي تطيكك تحت حر الشمس أو يهيج كالثور الذي قال عنه الأعشى: لكالثور والجني يضرب ظهره وما ذنبه إن عافت الماء مشربا؟ أو الآخر: كما الثور يضربه الراعيان وما ذنبه أن تعاف البقر؟ وما يزيد الطين بلة ليس انقطاع الكهرباء عن المصعد فحسب بل احتراق المصباح في السلم مما يجعل الصعود والهبوط على ضوء سراج النهار الوهاج أو أعواد الثقاب في الظلام ! وما دام الارتفاع في صَعود أشق من الانحدار في هَبوط )بفتح الصاد والهاء( والصعود في السلم والجبل سواء فالوصول إلى الجريدة لا يتم إلا بمشقة من العذاب تماما كما جاء في التنزيل العزيز» كأنما يصّعد في السماء» و»إذ تصعدون ولا تلوون على أحد» و»سأرهقه صَعودا» و»يسلكه عذابا صَعَدا» ومعناه والله أعلم عذابا ذا مشقة كالصعود في ذلك الجبل الذي قيل إنه في النار)ديجا؟( من جمرة واحدة يكلف الكافر ارتقاءه ويضرب بالمقامع، فكلما وضع عليه رجله ذابت إلى أسفل وركه ثم تعود مكانها صحيحة !وكم هو حقا شرح جميل لكن من أين ترى للشارح الدليل؟ يا لسان العرب الطويل !ورحم الله الشاعر البصير بشار بن برد القائل: ما جاءنا أحد يخبّر أنه في جنة من مات أوفي نار ! وتضاربت الآراء حول هذا المصعد المصاب بالنعرة والحران بين قائل إنه مسكون بالجان وسائل: أهو من فصيلة حصان مسلم الباهلي الذي كان يسابق الخيل ولا ينقاد فإذا اشتد به جريه وقف حتى تكاد تسبقه ثم يجري فيسبقها؟ أم هو من فصيلة فرس أبي صالح الجاهلي الذي قال عنه الشاعر: لرب الحرون أبي صالح وما ذاك بالسنّة العادلة ! بلى ! ليس بالسنّة العادلة أن ينطلق من الطابق الأرضي إلى السادس ولا يتوقف بتاتا في مقر الجريدة بالذات، مع العلم أنها لا يصعد إليها إلا الكلم الطيب ! لكن، أهي نعرة هذا المصعد الأدرد العجوز أم نعرة الناس التي يحدثنا عنها جدنا أبو الدرداء رضي الله عنه قائلا: إذا رأيت نعرة الناس ولا تستطيع أن تغيرها فدعها حتى يكون الله يغيرها ! كلا !ما خلأت دابة المصعد ولا حرنت ولكن حبسها حابس الفيل عن المشرب والكلم الطيب الذي يصعد عليها كل يوم. ويؤكد هذه الأحاديث قول الشاعر: وإن سياسة الأقوام، فاعلم، لها صَعداء مطلعها طويل ! ويشهد على ذلك كله الكورسيي الذي كان يتحمل أكثر من غيره الصعود والهبوط صباح مساء على السلم ذهابا إلى المطبعة وإيابا منها إلى إدارة الجريدة.. ومع أن لقبه «السايب» فهو صائب الرأي كاسمه «رشيد» والدليل على رشده أنه طالما ألح على السي علي إلحاح المؤمن المصاب بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. وظل يلحف عليه في السؤال: ألا يمكن إصلاح مصباح السلم على الأقل؟ إلا أن السي عليا كرم الله وجهه عبس وتولى عنه إلى حين، عندما أُكل كما أُكل الثور الأبيض بل كثيرا ما نهره وزجره قائلا: ما لي أنا والمصابيح؟ ولم يمض حين من الدهر حتى سمع دوي ارتطام في الظلام رغم سراج النهار الوهاج على الدرجات القليلة التي تصل الطابق الثالث بالجريدة وهرع كل من فيها ليكونوا شهود عيان على تلك السابقة الخطيرة: لقد سقط السي علي وكسرت إحدى رجليه ! ولم يكد يضع الجبس عليها حتى دعا الكورسيي إليه طالبا منه بإلحاح إصلاح المصباح ! فقال رشيد السايب الصائب وهو يضحك ويردد في نفسه: _ « ودابا، عاد» ! أما المصعد النعر والحرون فما زال إلى أيام الناس هذه يعاف المشرب والكلم الطيب! وإن سياسة الأقوام، فاعلم، لها صَعداء مطلعها طويل! ***** كالسَّمَنْدَلِ لن ينطفي نوره أبدا شعر: إدريس الملياني نغنّي جميعاً يداً في يدِ جميعاً نغنّي يدي في يدِكْ نهنّي جموعاً بناةَ غدِ جموعاً نهنّي بناةَ غدي وغدِكْ ** ومن كلّ قلبي أغنّي أهنّي طليعةَ شعبي وطلعةَ عيدي وعيدِكْ بسبعين وردةِ حبٍّ وسبعين وَحْدةِ قلبٍ نغنّي نهنّي طلائعَ مجدي ومجدِكْ ** وفي كلّ دربٍ نغنّي ونبني بحزبٍ عتيدٍ وشعبٍ عنيدٍ نغنّي ونبني لمجدٍ جديدٍ ونصرٍ أكيدٍ بوعدي وعهدِكْ ** نغنّي ونبني على كلّ دربٍ وساحِ سلاحي كتابي كتابُ السنابلِ لا تنحني تحت عصف الرياحِ كتابي سلاحي كتابُ المناضلِ لا ينثني رغم نزف الجراحِ وأهوالِ قيدي وقيدِكْ ** ولا ينطفي أبدا نورُ هذي الشموعِ تُحَيِّي وتُحْيي طلائعَ حزبي «الشيوعِي» العتيدِ النضالِ العنيدِ المنيعِ على كيدِ كلِّ العِدى ** كالسَّمَنْدَلِ لن ينطفي نورُهُ أبدا ** نورُ حزبي «الشيوعيِّ» حزبِ «التحرر»ِ حزبِ «التقدمِ» يتّقدُ الآنَ أمسِ غدا نورُ حزبي «الشيوعِي» ومهما كبَا أو خبَا هبَّ واتّقدا ** كالسَّمَنْدَلِ لن ينطفي نورُهُ أبدا ** حزبنا المغربي حزبنا اليَعْرُبي حزبنا الأَوْرَبي حزبنا الأُمَمي ** كالسَّمَنْدَلِ لن ينطفي نورُهُ أبدا **