لوح مهنيو قطاع الصيد البحري بالمغرب بإضرابات وتوقفات متواصلة عن العمل بمختلف الموانئ المغربية، نتيجة، ما اعتبروه، «مجموعة من المشاكل التي بدأت بوادرها تلوح في الأفق، وكذا بعض القرارات الفوقية التي يتم تنزيلها دون الرجوع لممثلي القطاع عبر المؤسسات الرسمية والجمعيات المهنية». وتعيش الموانئ المغربية، منذ صباح أمس، حالة من الغليان، تترجمها تجمعات واجتماعات وقرارات للمهنيين كان الاتفاق فيها على التوقف عن العمل، وخوض أشكال نضالية أخرى تتباين حسب الموانئ وحسب درجة التعبئة المسجلة بين مهنيي القطاع بمختلف انتماءاتهم وبحسب تصريحات استقتها بيان اليوم، فإن بداية المشكلة ترتبط، أساسا، بجهاز المُوشارْ Mouchard VMSوهو الجهاز المعروف بتحديد المواقع والذي تم الترويج له في فترة من الفترات من طرف وزارة الصيد البحري عبر مندوبياتها بمختلف الموانئ المغربية. فقد اعتبر الجميع في البداية، يقول المهنيون للجريدة، أن الأمر لا يهم كل المراكب العاملة بالموانئ المغربية بل فقط موانئ الجنوب التي تضم مناطق يُمنع الصيد فيها «منطقة C». إلا أن الأمور ستتطور سريعا بعد الإعلان عن شمول القرار كل مناطق الصيد، مما دفعنا، يضيف المهنيون، إلى الإعلان عن قرار رفض استعمال هذا الجهاز لمجموعة من الاعتبارات، منها أن «المراكب التي تبث هذا الجهاز تكبدت خسائر كبيرة نتيجة تأثيره على باقي الأجهزة الإلكترونية الخاصة بإلابحار». وعاب المهنيون على الوزارة دخولها في «فترة الترغيب من أجل دفع أكبر عدد من المهنيين لتتبيث الجهاز رغم عيوبه، تلتها فترة أخرى عنوانها الترهيب وفرض غرامات على المهنيين بل وسحب أوراق المراكب التي لا تتوفر على هذا الجهاز». وقد عاشت الموانئ المغربية، قبل الإعلان أمس عن الإضراب، احتجاجات لجمعيات ومهنيين تضامنا مع من تم سحب أوراق مراكبهم، بل وصل الأمر بالمهنيين، في خطوة تضامنية مع من تم نزع أوراق مراكبهم، إلى القيام بوقفات احتجاجية وتسليم أوراق المراكب بشكل تطوعي للمندوبيات، كإجراء أولي على التوقف عن العمل. وفي اتصالات متعددة أجرتها بيان اليوم بالعديد من موانئ الشمال والجنوب، أكد المهنيون أن الاستشارات جارية لعد لقاء وطني يومه الأربعاء بأكادير من أجل تسطير برنامج نضالي وطني موحد، سيتم خلاله الإعلان عن التوقف عن العمل إلى حين إجراء حوار يجمع الوزارة الوصية وممثلي المهنيين الحقيقيين والشركة المسؤولة عن جهاز المراقبة VMS. هذا وتتوفر بيان اليوم على نسخة من البيان الذي خرج به الاجتماع الموسع الذي ترأسه الكاتب العام للكونفدرالية الوطنية للصيد الساحلي محمد اعلالو، ورئيس جمعية أرباب مراكب الصيد الساحلي بآسفي الحاج حجوب بوجمل، ورئيس جمعية ربابنة الصيد الساحلي بآسفي، صباح أمس، والذي عرف حضورا مكثفا لجميع ربابنة الصيد الساحلي بأنواعه.