أعلنت الولاياتالمتحدة الأربعاء الأخير، إعادة النظر في حجم مساعداتها لمصر عبر تعليق تزويد هذا البلد بمروحيات أباتشي وصواريخ وقطع غيار لدبابات هجومية، وذلك في غمرة الاضطرابات التي يشهدها وحملة القمع التي تشنها السلطات على أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي. وقالت جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الأميركية في بيان، إن واشنطن ستجمد تسليم المعدات «العسكرية (الثقيلة) ومساعدتها المالية للحكومة (المصرية) في انتظار (إحراز) تقدم ذي صدقية نحو حكومة مدنية منتخبة ديمقراطيا». وأوضحت بساكي أنه نتيجة مراجعة بإيعاز من الرئيس (الأميركي باراك) أوباما، قررنا الحفاظ على علاقتنا بالحكومة المصرية، فيما نعيد النظر بمساعدتنا لمصر بغية دفع مصالحنا بأفضل طريقة ممكنة». وقالت إن الولاياتالمتحدة ستعمل مع الحكومة المصرية الانتقالية على تأمين الدعم الذي يفيد الشعب المصري مباشرة في مجالات مثل الصحة والتعليم وتطوير القطاع الخاص، «وسوف نستمر في مساعدة مصر على حماية حدودها ومواجهة الإرهاب وانتشاره، وضمان أمن سيناء». وتابعت بساكي «سنستمر في توفير قطع للتجهيزات العسكرية أميركية المصدر والتدريب العسكري والتعليم، لكننا سنعلق تسليم بعض الأنظمة العسكرية الكبيرة والمساعدة المالية للحكومة بانتظار حصول تقدم نحو حكومة مدنية شاملة ومنتخبة ديمقراطيا عبر انتخابات حرة وعادلة». وأكدت أن الولاياتالمتحدة «ما زالت تدعم العملية الانتقالية الديمقراطية في مصر وتعارض العنف باعتباره الطريقة لحل الخلافات في مصر، وسوف نستمر في مراجعة القرارات في ما يتعلق بمساعداتنا ونستمر بالعمل مع الحكومة الانتقالية لمساعدتها على المضي نحو أهدافنا المشتركة في جو خال من العنف والتخويف». وكان البيت الأبيض أكد الأربعاء الأخير أن التقارير التي تتحدث عن وقف الولاياتالمتحدة كل المساعدات العسكرية لمصر خاطئة. وأوضح مسؤولون أميركيون أن تجميد المساعدة العسكرية الأميركية التي تبلغ قيمتها 1.3 مليار دولار سنويا إضافة إلى 250 مليون دولار من المساعدة الاقتصادية، يشمل خصوصا تسليم مروحيات أباتشي وطائرات أف16 وصواريخ هاربون وقطع غيار لدبابات أبرامز أم1 وأيه1 الهجومية. وقال مسؤول أميركيون إن واشنطن ستوقف تحويل 260 مليون دولار من النقد إلى مصر، مشيرين إلى أن تعليق المساعدات ليس مقصودا به أن يكون دائما وإنما يهدف إلى الضغط على قادة الجيش المصري لاتخاذ خطوات لاستعادة الديمقراطية بعد عزل الرئيس المنتخب محمد مرسي الصيف الماضي. ونقلت رويترز عن مسؤول أميركي أن وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل اتصل بنظيره المصري الفريق عبد الفتاح السيسي لإبلاغه بالتطورات. يشارإلى أنه منذ عزل الجيش المصري للرئيس محمد مرسي في الثالث من يوليو الماضي وحملة القمع التي أعقبته، تتعرض إدارة الرئيس باراك أوباما للضغوط بهدف تقليص المساعدة المقدمة إلى مصر كل عام. وكانت واشنطن ألغت في منتصف غشت الماضي مناورات عسكرية مشتركة مع مصر وأرجأت تسليم الجيش المصري أربع مقاتلات من طراز أف 16. وطلبت إسرائيل -التي تحرص على إبقاء معاهدات السلام مع مصر التي أبرمت في 1979- من واشنطن مرارا إبقاء مساعداتها العسكرية للحكومة المصرية المؤقتة. وقدمت الولاياتالمتحدة مليارات الدولارات مساعدات لمصر منذ اتفاق السلام في 1979، لضمان استمرار السلام بين مصر وإسرائيل والحصول على أولوية المرور في قناة السويس واستمرار التعاون في مكافحة الإرهاب.