قسم خاص للسينما المغربية واحتفاء بمحمد مفتاح خيم الوضع السياسي والأمني، في مصر وتفاعلاته الخارجية والداخلية على فعاليات الدورة ال29 لمهرجان الاسكندرية لسينما دول حوض المتوسط الذي يعرف مشاركة 140 فلما موزعة ما بين الأفلام الروائية الطويلة والقصيرة والأفلام الوثائقية. فبعد أن كان مبرمجا استضافت السينما التركية كضيف شرف في هذه الدورة، تم تعويضها بالسينما الإيطالية وتخصيص قسم خاص للسينما المغربية، تحت عنوان «نظرة إلى السينما المغربية» حيث سيتم عرض أربعة أفلام مغربية وهي فلم «يا خيل الله» للمخرج نبيل عيوش و»الأيادي الخشنة» للمخرج محمد أصيل وفلم «مغربي مقيم في باريس» للمخرج سعيد الناصري وفلم «ملاك» للمخرج عبد السلام كلاعي. ونقلت تقارير إخبارية، عربية ومحلية، أن تعويض السينما التركية بالسينما المغربي، يرجع إلى موقف رئيس وزراء تركيا الطيب رجب أردوغان من الأحداث الأخيرة التي عرفتها مصر عقب إقدام الجيش المصري على إزاحة الرئيس مرسي. وكان أردوغان قد وصف الحادث بالانقلاب على الشرعية، وهو الموقف الذي اعتبر انحيازا لتيار الإخوان المسلمين. ولتأكيد هذا البعد الانتقامي، قررت إدارة مهرجان الاسكندرية استدعاء صاحب قلم «ليلة الصمت» المخرج التركي ريز شيلك للمشاركة ضمن المسابقة الرسمية، بعدما كان قد أعلن رفضه لموقف أردوغان من الاحداث في مصر. وأفادت إدارة المهرجان، أن هذه الدورة ستحتفي بالمخرج المغربي محمد مفتاح، إلى جانب مدير التصوير الإيطالي الراحل ماركو أونوراتو والمخرج المصري إلهام شاهين والسيناريست وحيد حامد، والفنان محمود حميدة، والمخرج الفلسطيني محمد بكري، والمخرج التونسي نوري بو زيد، بالإضافة إلى المخرج الفرنسي فيليب فوكون. ويشارك في الدورة ال29 التي ستنطلق يوم غد الأربعاء، 14 دولة، خمسة منها عربية وهي المغرب والجزائر وسوريا وتونس ومصر، وثمان دول أوروبية،وهي كرواتيا والبوسنة وألبانيا وإيطاليا وفرنسا وسلوفينيا واليونان وإسبانيا، بالإضافة إلى تركيا. وتتمثل الأفلام العربية المتنافسة في المسابقة في الفلم المغربي «يا خيل الله» والفلم الجزائري»زبانا» للمخرج سعيد ولد خليفة والفلم السوري «مريم» للمخرج باسل الخطيب، والفلم التونسي «السراب الأخير» للمخرج نضال شطا، فيما لم يعلن بعد عن الفلم المصري الذي سيشارك في المسابقة الرسمية. وعزت مصادر إعلامية غياب السينما المصرية عن المنافسة الرسمية في مهرجان الاسكندرية لسينما دول حوض المتوسط، إلى الظروف السياسية التي يعرفها هذا البلد والتي أثرت بشكل كبير على الانتاج السينمائي خلال السنة الجارية، وحتى تلك الموجودة على قلتها فقد فضل مخرجوها عرضها في مهرجانات سينمائية عربية التي تقام في المغرب أو في دول الخليج العربي. ويرأس لجنة التحكيم في المسابقة الرسمية الفنان محمود قابيل، وتضم في عضويتها من العرب المخرج التونسي رضا باهي والفنانة السورية كندة علوش. وفي إطار الاحتفاء بالسينما الإيطالية، تم اختيار الفيلم الإيطالي «العيون الزرقاء» للمخرج كلاوديو جيوفانسى ليكون فيلم افتتاح هذه الدورة، وقد تم اختيار هذا الفلم لكونه يناقش قضية الهوية الدينية فى أوروبا، حيث تدور أحداثه،وفق ما صرح به رئيس المهرجان أمير أباظة، حول رفض عائلة شاب عربى الأصل مسلم الديانة ولد فى إيطاليا لصديقته المسيحية، ما يجعله يبتعد عن العائلة محاولا تحقيق استقلاليته بعيدا عن أفكارهم القديمة لاجئا لصديق مراهقته الذى ارتكب معه العديد من الحماقات الصغيرة لكن الأمور تتأزم عندما يضطر للتورط مع صديقه فى أعمال عنف مقابل أن يدبر له وسيلة للاختباء. ولكون المهرجان يتزامن مع ذكرى حرب أكتوبر، سيتم تخصيص قسم عنوانه «40 سنة على حرب أكتوبر» يعرض فيه 14 فيلما قصيرا بينها «في 6 ساعات» لخليل شوقي، و»مسافر الشمال مسافر الجنوب» لسمير عوف، و»أبطال من مصر» لأحمد راشد، و»جيوش الشمس» لشادي عبد السلام، و»صائد الدبابات» لخيري بشارة. كما تنظم على هامش المهرجان ندوة بعنوان «السينما والحريات بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر»، وندوة سينمائية عسكرية بعنوان «معركة العبور.. لماذا لم تصور سينمائيا؟» يديرها الكاتب مجدي صابر ويشارك فيها المخرج داود عبد السيد ومديرا التصوير سعيد شيمي ومحمود عبد السميع وتتناول أسباب عدم تصوير وقائع الحرب مع إسرائيل عام 1973. بالإضافة إلى ندوة دولية حول «السينما القومية والغزو ودورها في مواجهة الغزو الثقافي» يشارك فيها إلى جانب مجموعة من المثقفين والفنانين الأوروبيين والعرب، الناقد المغربي حمادي كيروم مدير مهرجان الرباط لسينما المؤلف.