أعلن، أخيرا، رئيس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، الفنان عزت أبو عوف، أن 16 فيلما من 16 دولة تشارك في المسابقة الرسمية للمهرجان، واعترف بوجود أزمة يعانيها المهرجان، بسبب ضعف الإمكانيات المالية المتاحة له. عزت أبو عوف، رئيس المهرجان وقال أبو عوف إن "العرب ممثلون في فعاليات المسابقة الرسمية في المهرجان، المنظم في بداية شهر دجنبر المقبل، بفيلم واحد فقط تقدمت به مصر، وهو فيلم "شوق" للمخرج خالد الحجر، من بين 16 فيلما روائيا طويلا من 16 دولة". وأكد أبو عوف أن المهرجان "يواجه مشكلة مع الضيوف الأجانب، الذين يطالبون بمبالغ مالية مقابل حضورهم، ونحن ضمن إمكانياتنا المالية لا نستطيع أن ننافس غيرنا من المهرجانات العربية، التي تتوفر لها الأموال الطائلة لتدفع لضيوفها". وأكد وزير الثقافة المصري، فاروق حسني، أنه قرر "تشكيل لجنة من كبار السينمائيين والنقاد لتقييم وإعادة صياغة ودراسة حال المهرجان القومي للسينما، الذي عانى، خلال السنوات الماضية بعض السلبيات". وأضاف أن الهدف من المهرجان هو "دعم السينمائيين وصناعة السينما، والنهوض بها، والدفع بالعمل السينمائي، وهذا سيدفعنا لدراسة إمكانية بقاء المهرجان على هذا الحال، أو إعادة صياغته، أو تحويله إلى شكل آخر، في إطار مسابقة سينمائية فقط ومقارنتها بالمهرجانات الأخرى، لاستمرار قيامه بالهدف الذي أنشئ من أجله". ويبدو أن الأزمة المالية وأزمة مقاطعة نجوم السينما المصرية للمهرجان، في الوقت الذي يتزايد وجودهم في المهرجانات العربية، نتيجة المقابل المالي الكبير الذي يحصلون عليه، ليست وحدها، ما يسبب أزمة لمهرجان القاهرة السينمائي في دورته الرابعة والثلاثين، بل هناك أيضا أكثر من أزمة، فرئيس المهرجان، عزت أبو عوف، أكد أن إدارة المهرجان لم تستقر حتى الآن على فيلم الافتتاح، فهل سيجري عرض الفيلم الايطالي "الأب والغريب" لريكي توجانازي، وبطولة النجم المصرى عمرو واكد، والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، واليساندرو جاسمان، أو الفيلم المصري "حاوي" لإبراهيم البطوط، الفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان تريبكا القطري، إلى جانب فيلم ثالث لم يفصح عنه. وأبدى أبو عوف تخوفه من تزامن الدورة الرابعة والثلاثين مع انتخابات مجلس الشعب المصري، وأيضا تزامن المهرجان مع موسم عيد الأضحى السينمائي، إذ سيؤثر ذلك على عدد دور العرض التي ستعرض أفلام المهرجان، لانشغال بعضها بعرض أفلام العيد. وقال "لا نعرف حتى الآن كيف سنحل هذه المشكلة، ولكننا لا نستطيع لوم المنتجين أو أصحاب دور العرض، الذين يحققون الكثير من المكاسب في هذا الموسم". كما أعلن أبو عوف عن حذف فرع ضيوف الشرف في المهرجان، إذ كان سيستضيف سينما إحدى الدول، ويجري تكريم بعض فنانيها، إلى جانب اختيار إحدى شخصياتها رئيسا للجنة التحكيم الدولية، لكن الأزمة المالية حالت بينهم وبين ذلك. وأكد الموقف المبدئي للمهرجان برفض أي مشاركة إسرائيلية في فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي. الى جانب المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، التي سيشارك فيها 16 فيلما من 16 بلدا من ضمنها الفيلم العربي الوحيد "شوق" للمخرج المصري خالد الحجر ، هناك مسابقة الأفلام المصورة رقميا، ويشارك فيها 16 فيلما بينها فيلم مصري واحد هو "الباب" لمحمد عبد الحافظ، وفيلم من إنتاج مشترك عراقي إماراتي بريطاني إيطالي "متشابك باللون الأزرق" لحيدر رشيد، يمثلان السينما العربية في هذه المسابقة. وفي مسابقة الأفلام العربية، التي توزع فيها جائزتان ماليتان إحداهما لأفضل فيلم، والثانية لأفضل سيناريو، وقيمة كل منهما 100 ألف جنيه مصري (18 ألف دولار)، يشارك فيها 11 فيلما عربيا، بينها ثلاثة أفلام مصرية، وفيلمان لكل من العراق ولبنان، وفيلم لكل من سوريا وتونس والمغرب والبحرين. ويرأس لجنة تحكيم المسابقة الدولية المخرج المكسيكي اوتورو ريبشتاين، ومن بين أعضائها العرب المصريان: المخرج علي بدرخان، وكاتب السيناريو محمد حفظي، والفنان المغربي محمد مفتاح. ويرأس لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية المنتج المصري محمد العدل، وأعضاؤها هم: الفنانان المصري فتحي عبد الوهاب، والسوري بسام كوسا، والمخرج التونسي إبراهيم لطيف، والمخرجة السعودية هيفاء المنصور. ويعرض ضمن المهرجان أفلام تكريم الشخصيات المصرية والعربية والعالمية، إلى جانب 12 فيلما في تظاهرة مصر في عيون السينما العالمية، و11 فيلما في القسم الرسمي خارج المسابقة، وأربعة أفلام في قسم السينما العربية الجديدة، وسبعة أفلام في أضواء على السينما التركية الجديدة، وسبعة أفلام ضمن تكريم قناة آرتي (فرنسا- ألمانيا)، وسبعة أفلام في قسم الأفلام الإفريقية، و44 فيلما في مهرجان المهرجانات. ويقام على هامش المهرجان عدد من الندوات، من بينها "حماية تراث السينما المصرية"، و"السينما الإفريقية في مطلع القرن 21"، و"تأثير قرصنة الأفلام على صناعة السينما". ويهدي المهرجان دورته الحالية لروح كل من الفنانين الراحلين محمود المليجي، وأمينة رزق، ويكرم من الأحياء الفنانتان ليلى علوي، وصفية العمري، ومدير التصوير رمسيس مرزوق. كما سيجري تكريم ثلاثة مصريين لمعوا في السينما العالمية، وهم المخرج ميلاد بسادة، والمنتج والمخرج والمخترع فؤاد سعيد، والفنان خالد عبد الله، ومن الأجانب سيجري تكريم الفنان الأميركي ريتشارد غير، والفنانة الفرنسية جولييت بينوش، والفنانة الكورية الجنوبية يون غونغهي.