الحسم في صراع التزكيات للانتخابات الجزئية في تطور مفاجئ، أقدم حزب التجمع الوطني للأحرار، على تزكية مرزوق مخلوف، كوكيل للائحة الحزب برسم الانتخابات الجزئية بجهة طنجة تطوان، المقرر إجراؤها يوم 31 من الشهر الجاري. ووصف هذا القرار ب»الانقلاب غير المتوقع». وبحسب مصادر جيدة الاطلاع، فإن هذه التزكية «حسمت صراعا داخليا كاد أن ينفجر هنالك»، كان سيؤدي إلى سقوط «المرشح» الذي تدوول اسمه على نطاق واسع، أي محمد البكوري، المحسوب على رشيد الطالبي العلمي. وكشفت المصادر ذاتها، أن محمد بوهريز المنسق الجهوي للأحرار بجهة طنجة تطوان، تمكن من فرض مخلوف، بعدما أظهر لقيادة الحزب الوطنية أن ترشيح البكوري، كما كان يريد ذلك الطالبي، سيتسبب في فشل الحزب في الفوز بمقعد من المقاعد الخمس الشاغرة. ونقلت تلك المصادر أن البكوري الذي كان ضامنا لتزكيته، فوجئ بقرار تزكية مخلوف بدله، رغم تطمينات الطالبي. ولم تفصح المصادر ذاتها عن رد فعل الطالبي، إلا أن مصادر أخرى كشفت أن تياره بالجهة قد حسم في شأن ولائه الانتخابي لصالح سمير عبد المولى مرشح حزب الأصالة والمعاصرة بعد تزكية مخلوف. وقال مصدر تجمعي بطنجة، إن مخاوف بتفتيت أصوات الحزب بالجهة لصالح مرشحين آخرين، كتصويت عقابي على وضع البكوري وكيلا للائحة الحزب، كان سببا رئيسيا في حسم المسألة لفائدة مرشح بوهريز، سيما أن هذا الأخير قدم ضمانات بأن مرشحه سيفوز لامحالة بمقعده، رافضا في الوقت نفسه، صفقات وصفت ب»الغامضة» بشأن توليه رئاسة مجلس الجهة بدل الطالبي كتعويض عن دعم البكوري. ورأت مصادر متتبعة في هذا «الانقلاب الجديد» داخل التجمع الوطني للأحرار، كغلبة لتيار المنصوري الذي كان ينظر إليه كطرف منهزم، على تيار صلاح الدين مزوار الذي أمسك بزمام الحزب عقب الإطاحة بالمنصوري. وقد قللت تلك المصادر من شأن أي توجه للطرف الخاسر نحو دعم لائحة منافسة، لكون التجمعيين أقوى بطنجة ووزان وشفشفاون منها بتطوان حيث معقل الطالبي. ورغم أن الجريدة لم تحصل على أخبار مؤكدة بخصوص ميل جناح الطالبي نحو دعم عبد المولى، إلا أن «انضباطهم لمرشح الحزب لم يعد مضمونا» بحسب المصادر نفسها، سيما أن أخبارا ترددت مؤخرا، بخصوص حلول البكوري وصيفا لعبد المولى في لائحة البام. ومن جانب آخر، علمت الجريدة أن اسمين جديدين قد ينضافان إلى المرشحين المتنافسين، هما محمد الرملي والعياشي الكاروش، ويتنازعان في الوقت الحالي حول تزكية حزب البيئة والتنمية المستدامة. وبالنسبة للأول، وهو نائب بجماعة شفشاون، فقد علم أن مفاوضات جرت بينه وبين قيادة البام، بشأن التحاقه بالحزب بعد الانتخابات الجزئية، فيما الثاني، قد يكون دخوله إلى غمار هذه الانتخابات موجها لمنافسة مرشح الأحرار. وتنظر المصادر إلى هذين المرشحين، ك»أرنبي سباق»، أضف إليهما عبد السلام أخوماش الذي سيترشح بدون غطاء حزبي. إلى ذلك، تأكد خوض أحمد الديبوني لهذه الانتخابات باسم حزب آخر لم يكشف بصفة رسمية في الوقت الحالي، ورفض الديبوني وهو عضو في المكتب الوطني لحزب البام، عرضا من قيادة هذا الحزب يقضي بحلوله وصيفا لعبد المولى. ويعول الديبوني على دعم عدد من برلمانيي الجهة أبرزهم عبد الرحمان المتيوي وأحمد التوهامي وعبد السلام البياري، وكلهم ينتمون إلى البام، من أجل تقوية فرصه في الفوز بمقعد من المقاعد الخمس. وقالت مصادر «إن لقاءا تشاوريا عقد أول أمس، بين هؤلاء الأربعة غرضه تنسيق الجهود في كسب الأصوات».