نسبة المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم بالمغرب تصل إلى 41.2 بالمائة ارتفاع ضغط الدم والسمنة والتدخين وقلة الحركة أهم عوامل الخطر الصامت أكد الدكتور إيف سوتييراند، ممثل المنظمة العالمية للصحة بالمغرب، أن المنظمة تدعم الجهود التي تبذلها المملكة من أجل تقليص مخاطر أمراض القلب والشرايين، مشددا على أن التصدي لهذه الأمراض غير المنقولة يعد محورا رئيسيا في برنامج عمل المنظمة بالمغرب برسم سنتي 2014 / 2015. وأشار الدكتور سوتييراند، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء بمناسبة تخليد اليوم العالمي لمكافحة أمراض القلب والشرايين، إلى أن إحصائيات منظمة الصحة العالمية تبرز أن نسبة حالات الوفاة بالمغرب الناجمة عن أمراض القلب والشرايين تبلغ 40 بالمائة مقابل 30 بالمائة على الصعيد العالمي، وهو «ما ساهم في رفع مستوى الوعي بضرورة القيام بمجهود أكبر في هذا المجال». وأكد أن «المنظمة، التي تعمل حاليا على تطوير برنامج عملها مع وزارة الصحة المغربية، تسعى إلى بذل مجهود هام وأكبر، حيث سيتم إيلاء الأولوية، في إطار الجهود المشتركة للمملكة والمنظمة برسم سنتي 2014/2015 ، على تطوير وبلورة أنشطة تهم مراقبة ومعالجة الأمراض غير المنقولة بما فيها أمراض القلب والشرايين». وذكر بشروع منظمة الصحة العالمية منذ بداية الألفية الثالثة في العمل إلى جانب وزارة الصحة من أجل إنجاز بحث حول تقويم العوامل المسببة للمخاطر بالمغرب، وواصلت بلورة وبرمجة أنشطة مع السلطات الصحية من أجل النهوض ب»نمط عيش صحي وسليم» لتجنب المخاطر المرتبطة بمختلف الأمراض غير المنقولة. وعبر الدكتور إيف سوتييراند عن يقينه بأن انشغال السلطات الوصية على قطاع الصحة في المغرب بهذا المجال الذي يحظى بالأولوية في برامج وأنشطة منظمة الصحة العالمية سيمكن من تعزيز الخطوات العملية والتقنية الكفيلة بالتصدي لهذه الأمراض في المستقبل. وأشار إلى صعوبة الفصل بين الجهود المبذولة في مجال محاربة أمراض القلب والشرايين والجهود المتعلقة بمجموع الأمراض غير المنقولة بالنظر لاشتراكها في العوامل التي تشكل مصدر خطر وبالتالي يفرض عدم حصر المقاربة العلاجية في نمط أو نوع واحد من الأمراض. ولاحظ ممثل منظمة الصحة العالمية أن المغرب بذل مجهودا كبيرا في مجال رفع الميزانية المخصصة لأمراض القلب والشرايين والتي انتقلت من 2.74 مليون درهم سنة 2008 إلى 58 مليون درهم سنة 2013. وأضاف أن هناك التزاما من شخصيات من مستوى عال بالاهتمام بهذا الموضوع، ولاسيما صاحبة السمو الملكي الأميرة للا سلمى التي «تولي أهمية كبيرة للأمراض غير المنقولة، ولاسيما مرض السرطان حيث تترأس سموها مؤسسة محاربة داء السرطان التي تحمل اسمها (جمعية للا سلمى لمحاربة داء السرطان). وذكر بهذا الخصوص بالخطاب «الهام للغاية» لسموها بالجمعية العالمية للصحة بالمنظمة العالمية للصحة سنة 2011، حيث «أكدت على الأهمية التي يجب إيلاؤها للتكفل بالأمراض غير المنقولة، بما فيها السرطان وأمراض القلب والشرايين». وشدد ممثل المنظمة العالمية للصحة على ضرورة إدراج التكفل بعلاج أمراض القلب والشرايين ضمن «رؤية أشمل للأمراض غير المنقولة، والتي نعلم أن جميع بلدان العالم، ولاسيما منها البلدان ذات مستوى نمو مماثل للمغرب، تشهد ارتفاعا كبيرا وهاما فيها». وتشمل قائمة الأمراض غير المنقولة، إلى جانب أمراض القلب والشرايين، كلا من مرض السكري والسرطان، «اللذين يرتبطان بأنماط العيش، سيما في ظل تزايد القطاعات التي تزيد من نسب احتمال الإصابة بها». وأبرز الدكتور إيف سوتييراند أن الأمر يتعلق بمشكل كبير للصحة العمومية يجب أن تنكب جميع البلدان ولا سيما منها بلدان منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط الأعضاء بمنظمة الصحة العالمية على التصدي له. وبخصوص أمراض القلب والشرايين، التي تشمل مجموع الاضطرابات التي تهم القلب والأوعية الدموية، شدد على أن الأمر يتعلق «بإشكالية هامة بالنسبة لهذه البلدان ولاسيما بالمغرب، حيث تشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية إلى أن أربعين بالمائة من حالات الوفاة ناجمة عن أمراض القلب والشرايين»، وهو ما يعني أن «أربعة أشخاص من بين كل عشرة يتوفون بالمغرب، نتيجة الإصابة بأمراض القلب والشرايين». وحول ما إذا كانت بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة بهذه الأمراض من غيرها، أكد ممثل منظمة الصحة العالمية أنه «حين تتسبب أمراض في 40 بالمائة من حالات الوفاة، فإن ذلك يعني أن جميع السكان معنيون بها». وأبرز أن ارتفاع ضغط الدم والسمنة والعادات الغذائية السيئة والتدخين وقلة الأنشطة الرياضية تعد من أهم العوامل التي تقف وراء زيادة مخاطر الإصابة بهذه الأمراض، مشيرا إلى أن نسبة عدد المرضى المصابين بارتفاع ضغط الدم بالمغرب تصل إلى 41.2 بالمائة وهو ما يعد رقما كبيرا مقارنة مع بلدان أخرى. وأشار، من جهة أخرى، إلى مخاطر مرتبطة بمرض السكري، إذ تؤكد إحصائيات المنظمة أن 10 بالمائة من سكان المغرب مصابون بالمرض. وبخصوص المشاكل المتعلقة بزيادة الوزن والسمنة، أشارت المنظمة العالمية للصحة إلى أن 22 بالمائة من النساء و10.5 من الرجال بالمغرب يعانون من السمنة. كما يعد استهلاك التبغ عاملا من العوامل التي تنطوي على المخاطر، ولاسيما وأن هذا الاستهلاك «كبير لدى الرجال». وبحسب المنظمة فإن 28.7 بالمائة من الذكور بالمغرب يدخنون بشكل منتظم. وأشار المصدر ذاته إلى «نقص» الأنشطة الرياضية والبدنية التي تعد من العوامل الهامة في تقليص مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين، ذلك أنه بالرغم من عدم توفر المنظمة العالمية للصحة على معطيات دقيقة بخصوص المغرب «فإننا نعلم أن نسبة عدم القيام بأي نشاط بدني أو رياضي عالية في بعض البلدان مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين». ومن جهة أخرى، نظمت الفيدرالية العالمية للقلب، في إطار تخليد اليوم العالمي لمكافحة أمراض القلب والشرايين (29 شتنبر)، حملة دولية للوقاية تشمل مجموع سكان المعمور، بهدف تحسيسهم بأن 80 بالمائة من حالات الوفاة المبكرة والمفاجئة تكون نتيجة لأمراض القلب والشرايين، وأنه يمكن تجنب الإصابة بالأزمات القلبية في حال مراقبة والامتناع عن أهم مسببات المرض مثل التدخين والعادات الغذائية السيئة وعدم بذل أي نشاط بدني ورياضي. ومنذ إحداثه سنة 2000، يعد اليوم العالمي لمكافحة أمراض القلب والشرايين، الذي يولي اهتماما خاصا بالنساء والأطفال خلال هذه السنة، مناسبة للتحسيس بهذه الأمراض التي تشكل أول سبب في الوفاة. وتؤدي هذه الأمراض إلى وفاة 17.3 مليون شخص سنويا عبر العالم، وهي حصيلة تعيش على إيقاع الارتفاع سنة بعد أخرى. وبحسب الفيدرالية العالمية للقلب فإن التوقعات الخاصة بسنة 2030 تشير إلى وفاة نحو 23 مليون شخص سنويا في العالم بسبب أمراض القلب والشرايين