واشنطن - تستخدم المؤسسات الصحية الأميركية والدولية شهر شباط/فبراير كفرصة لنشر التوعية حول الأمراض التي تُعتبر من بين أهم أسباب الوفيات المبكرة. في الولاياتالمتحدة، يقوم المعهد القومي للقلب والرئة والدم بترويج شهر شباط/فبراير باعتباره الشهر الأميركي للقلب، وذلك بدعم من منظمات غير حكومية أخرى. وأحد المواضيع الرئيسية لهذا الحدث هو توجيه رسالة إلى النساء اللواتي يواجهن خطر الإصابة بأمراض القلب على الرغم من الانطباع السائد، والخاطئ جدًا، بين الناس بأن الرجال هم أكثر تعرضًا لأخطار هذا المرض. يشكل المعهد القومي للقلب والرئة والدم أحد فروع المعاهد القومية للصحة التي تروج لحملة "حقيقة القلب"، وهي حملة تستند إلى قصص واقعية من الحياة حول نساء اتخذن إجراءات استباقية لحماية صحة قلوبهن وفي الوقت نفسه أصبحن يلهمن ويحفزن الأخريات لإجراء تغييرات في أسلوب الحياة للمحافظة على صحة القلب. قال الدكتور غاري غيبونز، مدير المعهد القومي للقلب والرئة والدم: "على مدى السنوات الحادية عشرة الماضية، نشرت حملة "حقيقة القلب" التوعية حول أن أمراض القلب تشكل السبب الرئيسي لوفيات النساء في الولاياتالمتحدة. وأشار إلى أن "سد الفجوة بين التوعية والوقاية من أمراض القلب يبقى واجبًا إلزاميًا حاسمًا للصحة العامة، ومع توفر المعلومات والأدوات والدعم الذي تقدمه حملة حقيقة القلب، أصبح لدى النساء قدرة هائلة لإحداث تغيير." تُعد السيطرة على مستويات الكولسترول وضغط الدم وعدم التدخين من بين الطرق الرئيسية للحد من خطر الإصابة بأمراض القلب لدى النساء والرجال. وكذلك فإن العادات الصحية المتبعة، مثل النظام الغذائي المتوازن وممارسة النشاطات البدنية والمحافظة على الوزن الصحي، تخفض أيضًا من احتمالات الإصابة بأمراض القلب وغيرها من أمراض القلب والشرايين. وفي حين أن حملة المعهد القومي للقلب والرئة والدم موجهة نحو النساء الأميركيات، إلا أن رسالتها هامة بالنسبة لجميع الناس في كل مكان. تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن أمراض القلب والشرايين، التي تشمل النوبات القلبية والجلطة الدماغية وارتفاع ضغط الدم وأمراض الشرايين المحيطية وقصور القلب، هي السبب الأول لوفاة الناس في العالم. وتقدر منظمة الصحة العالمية أن أمراض القلب والشرايين كانت السبب لوفاة 17.3 مليون نسمة في العام 2008، وهو أحدث عام جرى فيه تحليل البيانات. أما العبء الأكبر لأمراض القلب والشرايين فتتحمله البلدان ذات الدخل المنخفض والمتوسط، حيث تحدث فيها نسبة 80 بالمئة من جميع الوفيات. إن العادات الصحية التي تروّج لها حملة حقيقة القلب الأميركية هي نفسها التي توصي بها منظمة الصحة العالمية للحد من أمراض القلب والشرايين في جميع أنحاء العالم. وتفيد هذه المنظمة القائمة في جنيف بأن نسبة 80 بالمئة من أمراض القلب والجلطة الدماغية تحدث بسبب اتباع أسلوب حياة محفوف بالمخاطر. وقد انضمت منظمة الصحة العالمية إلى الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان في 4 شباط/فبراير للاحتفال باليوم العالمي لمكافحة السرطان. وكما هو الحال بالنسبة لشهر القلب الأميركي، فإن الغرض من الإشارة إلى هذا المرض في التقويم السنوي يتمثل في نشر التوعية حول المخاطر وتعزيز الرسالة القائلة بأن الخيارات الصحية المناسبة تشكل وسيلة دفاعية قوية ضد السرطان. السرطان مصطلح واسع النطاق يصف مجموعة كبيرة من الأمراض التي يمكن أن تؤثر على أي جزء من جسم الإنسان. أما السمة المشتركة فيما بينها فهي النشوء السريع لخلايا شاذة تبدأ الانتشار في منطقة واحدة من الجسم، ثم تغزو الأنسجة المجاورة وتنتشر إلى الأعضاء الأخرى. تسبّب السرطان بوفاة حوالي 7.6 مليون إنسان في عام 2008، مسجلاً بذلك نسبة 13 بالمئة من أسباب جميع الوفيات. أما سرطانات الرئة والمعدة والكبد فهي الأنواع الأكثر انتشارًا. وقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى التبغ بأنه أهم عامل بمفرده يمثل خطورة بالغة، فهو السبب بنسبة 22 بالمئة في الوفيات الناجمة عن السرطان وبنسبة 71 بالمئة من الوفيات الناتجة عن سرطان الرئة. وقد أفادت منظمة الصحة العالمية أنه يمكن تفادي أكثر من 30 بالمئة من الوفيات الناتجة عن مرض السرطان من خلال تخفيض عوامل الخطر الناجمة عن اتباع أساليب حياتية مثل التدخين واستهلاك الكحول، واتباع نظام غذائي غير صحي، والخمول البدني