منح ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المملكة المغربية هبة مالية بمبلغ مائة مليون دولار، وقال بلاغ صدر عن الديوان الملكي بأنها موجهة إلى مشاريع تنموية تعتمد الطاقة الشمسية والطاقة الريحية، ثم أضاف بأنه ستستفيد من هذه الهبة، التي ستصرف في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، مشاريع اجتماعية وتنموية تعتمد هذه الطاقات المتجددة، وذلك لفائدة سكان المناطق النائية والوعرة. ليس الجانب المالي أو التقني أو التدبيري هو المهم هنا، وإنما ما تحمله الالتفاتة من رمزية كبيرة ومن معنى . لقد جاءت مبادرة الأمير الإماراتي ضمن سياق اقتصادي ومالي وسياسي في المنطقة وفي العالم ميزته الأزمات والاحتراس في الإنفاق وفي تمويل المشاريع والمبادرات، كما أن سخونة المنطقة وتوترات الإطار السياسي الإقليمي لم تحل، هي أيضا، دون الإقدام على خطوة كهذه، وكل هذا له معنى واحد يتعلق أساسا بمتانة العلاقات بين المؤسسة الملكية المغربية وقادة بلدان الخليج، وخصوصا في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى قوة الآصرة التي تشد الكثير من أمر الأسر الحاكمة في بلدان مجلس التعاون بالمملكة وشعبها وقادتها. وعلى المستوى المضموني العام، فان الإشارة إلى توجيه مبلغ الهبة الإماراتية إلى الطاقات المتجددة يجسد الإمكانات الواعدة التي صارت تتوفر في السوق المغربية بهذا الخصوص، والتي تعد بآفاق مشجعة، وتفرض تقوية الاهتمام الوطني بهذا القطاع الحيوي والاستراتيجي. وسواء على صعيد الدلالة الرمزية أو من خلال الوجهة المستهدفة بمبلغ الهبة، فان المناسبة تفرض تقوية الانتباه إلى علاقات الرباط ببلدان الخليج، وتعزيز كل ما يتوفر للمملكة وسط هذا الفضاء من حضور وصداقات وتقدير، وذلك بغاية بلورة نموذج متميز في الشراكة والتعاون بين الطرفين يوفر الربح والفائدة للجميع، ويكون بديلا عمليا لواقع المآسي والحروب والتوترات المتفاقمة اليوم في المنطقة العربية. في ذاكرة الإماراتيين، وفي ذاكرة المغاربة تحضر العلاقات بين البلدين بايجابية كبيرة، ويحفظ الطرفان لكل ذي فضل فضله في تنمية هذه العلاقات طيلة عقود طويلة، كما يسجل المراقبون أن كل ما عاشته المنطقة والعالم من تغيرات لم يؤثر في علاقات البلدين، وبقي الوصال والتعاون قائمين باستمرار، كما أن قوة العلاقات المغربية السعودية ورسوخها، وأيضا مع الكويت والبحرين، ثم سلطنة عمان، ومؤشرات التحول الايجابي الجارية اليوم على مستوى العلاقات المغربية القطرية، كل هذا يتيح اليوم التطلع إلى بناء مرحلة جديدة في العلاقات المغربية الخليجية، وجعلها تنتظم ضمن شروط عالم اليوم، وتستجيب لآمال الشعوب في الاستقرار والتنمية والتقدم. الشيخ محمد بن زايد آل نهيان يواصل مبادرات الراحل، الوالد المؤسس، ويضع أسس تواصل العلاقات بين المغرب ودولة الإمارات. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته