بعد أيام قليلة ستجري انتخابات تشريعية جزئية لملئ مقاعد شاغرة كان القضاء الدستوري قد قضى ببطلانها وإعادة الاقتراع بخصوصها، وهي استحقاقات قد تكون بلا أي تأثير عددي أو على مستوى التوازنات الحزبية والبرلمانية العامة، ولكن هي بالتأكيد مناسبة لقياس واختبار مؤشرات أخرى لا تقل أهمية. يجري الاستحقاق المذكور ضمن سياق سياسي وطني حافل بالوقائع هذه الأيام، ومع الأسف الكثير منها سلبي ويوجه لنا جميعا عديد تنبيهات، وهذا السياق باللذات، هو ما سيتم اختباره أثناء الحملات الانتخابية في الدوائر المعنية بالاقتراع الجزئي، والمأمول ألا يكون لعبث القول والسلوك والموقف الملحوظ منذ فترة في العاصمة انعكاسات محلية، أو أن يكون هو المميز لهذه المحطة الانتخابية. في الإطار نفسه، فالأصداء الأولية التي ترد من المناطق المشمولة بالاقتراع الجزئي، تتحدث عن بداية نزول المال والرشاوى لاستمالة الناخبين، وتنامي تحركات اللوبيات المعروفة بإفساد مختلف العمليات الانتخابية، وذلك لمواصلة إنتاج نفس السلوكات والجرائم، وهذا يتطلب الكثير من الحزم والصرامة من لدن السلطات ذات العلاقة، بغاية وقف هذا العبث الذي يكاد يكون لصيقا بمنظومتنا الانتخابية، ويجعل الناس تنفر منها، ومن ضرورة المساهمة فيها. تقدم الانتخابات الجزئية إذن فرصة لكل الأطراف من أجل إنجاح تمرين وطني على نظافة العملية الانتخابية، والتأكيد على أن التغيير ممكن، ومنح شبابنا وعموم شعبنا الثقة في مستقبل بلادهم، وفي مستقبل مسارنا الديمقراطي، ولهذا لابد من كسب رهان الشفافية والنزاهة هنا والآن. عندما لا يكون لمثل هذا الاستحقاق الرهان العددي المعروف، فانه يمثل مناسبة لتوجيه الرسائل السياسية المطلوبة، ويتعلق الأمر هنا برسالة جوهرية مفادها أن المغرب مجبر على أن تنتظم عملياته الانتخابية ضمن نسق الديمقراطية والنزاهة كما هو متعارف عليهما كونيا، ولهذا على القضاء والسلطات الإدارية أن يقوما بدورهما وفق القانون من دون انحياز أو تساهل. والمناسبة سانحة أيضا للأحزاب المتنافسة كي تقدم رسائلها المتعلقة أساسا بنوعية المرشحات والمرشحين، وجودة البرامج والخطاب، ومصداقية الحملات الانتخابية والعمليات التواصلية مع المواطنات والمواطنين، وكذلك ما يتعلق بالالتزام الجماعي بأخلاقيات التنافس الانتخابي... حزب التقدم والاشتراكية يشارك اليوم في هذا الاستحقاق للدفاع عن الصوت اليساري التقدمي الحداثي، ولتقوية جبهة الإصلاح والديمقراطية ومناهضة قوى الفساد ولوبياته وسماسرته، كما أنه ينخرط في الاستحقاق بدائرة سطات معززا بالرصيد النضالي لتنظيماته وأعضائه منذ سنين، ومعتزا بنضالية الجيل الحالي من مناضلاته ومناضليه المعروفين بديناميتهم الكبيرة، وبالحضور القوي والدائم وسط النضالات اليومية للساكنة، وهذا الاستحقاق يمثل واجهة أيضا من هذه الواجهات المستثمرة يوميا للدفاع عن الفقراء من شعبنا ولمواجهة الفساد والمفسدين. إنجاح الانتخابات الجزئية ، مسؤولية مشتركة، وأهميتها ترتبط أساسا بمغرب المستقبل. هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته