أسدل المغاربة أمس صفحة من صفحات تاريخ المغرب الحديث بتوجههم الى صناديق الاقتراع لاختيار ممثليهم في مجلس النواب . و حزب الاستقلال معتز بمساهمته الايجابية في الحملة الانتخابية التي مكنت مرشحيه و مناضليه من التواصل الفعال و المباشر مع مئات آلاف الناخبين لشرح برنامجه الانتخابي و وضع كل رصيده النضالي التاريخي في خدمة اللحظة المصيريةالتي ترهن مصير البلاد و مستقبلها بكل نزاهة و مسؤولية . لقد نجح المغرب حسب التقارير الأولية في كسب رهان المرحلة و إنجاح العرس الديمقراطي الذي ينتظر أن يعكس بصدق و شفافية توجهات الناخب المغربي و يترجم آماله و انشغالاته التي ما زالت عريضة و متنوعة . منطق الأمور يفترض في هذه اللحظة التجاوب مع إرادة الناخب و النتائج كيفما كانت حمولاتها وحصيلتها تضع مجددا الطبقة السياسية الوطنية بمختلف تلاوينها و مرجعياتها أمام مسؤولية ترجمة نتائج صناديق الاقتراع الى مبادرات و خطوات تتماهى مع متطلبات المرحلة و مطالب المواطن المغربي في العيش الكريم . وحزب الاستقلال لا يعتبر الاستحقاق الانتخابي المنقضي إلا مرحلة أساسية و أولية في مسلسل البناء الديمقراطي للمؤسسات الدستورية التي تعكس نبض المواطن و تحقق ظروف الاستجابة لانشغالاته و خدمة قضاياه اليومية الأساس . لقد نجحت البلاد في اجتياز مرحلة حملة انتخابية لم تكن سلبية في مجملها على الرغم مما تردد وما بلغنا من تقارير عن بعض النقاط السوداء والتجاوزات المسجلة ببعض الدوائر الانتخابية بمختلف الأقاليم والمناطق حيث ينتظر القضاء البت في العديد من الشكايات ذات الصلة بخرق القوانين الانتخابية و إغراء الناخبين . وحزب الاستقلال و مناضلوه فخورون بما بذلوه من جهد و تضحية قصد إثراء معترك الحملة الانتخابية بالأفكار والقيم الوطنية الرفيعة متسلحين بالنبل و الاستقامة والنزاهة ونظافة الذمة , من خلال مئات اللقاءات والتجمعات التي خاطب خلالها مرشحو الحزب مئات آلاف المواطنين . حزب جند خلال مرحلة الحملة آخر باكورة التكنولوجيا للتواصل مع الناخبين و دخل وكلاء لوائحه في حوار مفتوح مع ملايين المغاربة حوار كانت البرامج و الأرقام عملته الرئيسية بعيدا عن لغة الوعود الزائفة أو الاغراءات المفضوحة . رسالة الحزب ستتواصل و ستستمر بعد الجمعة من خلال فروعه و هيئاته المتجذرة في تربة الشعب المغربي بمجموع التراب الوطني . حزب الاستقلال قدم خيرة مناضليه و أطره لمعركة الانتخابات ورسالته لن تنقضي أو تكتمل بمجرد الاعلان عن النتائج , لأنه بتراثه و ماضيه ورجالاته سيظل مستمرا بغض النظر عما ستحمله اليوم صناديق الاقتراع في نضاله من أجل الديمقراطية و بناء الوطن و كرامة الوطن . هذه هي رسالة الحزب التي ظلت شعلتها متوهجة منذ عقود في إطار ما جبل عليه مناضلوه من وطنية ونكران ذات و ترجيح لمصالح الأمة العليا .