يلتئم مناضلو وأطر حزب التقدم والاشتراكية في فعاليات الجامعة السنوية للحزب والتي ستحتضنها العاصمة الرباط يوم السبت المقبل والتي ستتمحور أشغالها حول موضوع «حزب التقدم والاشتراكية، الهوية والتحالفات»، بمشاركة نخبة من المفكرين والباحثين بالإضافة إلى قيادة وأطر التقدم والاشتراكية. وتندرج الجامعة السنوية لحزب التقدم والاشتراكية في سياق تخليد مرور سبعين سنة من عمر المدرسة السياسية والحزبية التي يجسدها اليوم حزب التقدم والاشتراكية، شكل على مدار الزمن السياسي المغربي موضوعة للتحليل والتفكير من قبل الباحثين والسياسية ليس فقط على المستوى الوطني بل على مستوى خريطة اليسار في الوطن العربي والعالمي بالنظر إلى تفردها وتميزها الفكري وانحيازها الواضح إلى المدرسة الواقعية التي آمنت دائما بتحليل «الواقع كما هو وليس كما ينبغي أن يكون» بعيدا عن التحليل أي تحليل مغامراتي أو براغماتي تترتب عنه، بالضرورة، مواقف مغلوطة، تكون كلفتها الاجتماعية والاقتصادية مرتفعة، خاصة في ضمن إقليمي ودولي متحرك باستمرار. اختيار موضوع الجامعة السنوي «حزب التقدم والاشتراكية ، الهوية والتحالفات»، لم يكن اعتباطيا، بل تم تحديده بعناية فائقة، بالنظر إلى طبيعة الأسئلة الكثيرة التي تعتمر الساحة السياسية المغربية برزت بشكل لافت منذ حوالي أربعة سنوات بالتحديد، أعادت موضوع التحالفات إلى واجهة النقاش السياسي، ضمن سؤال الثابت والمتغير فيها، بهدف البحث في محددات هذه التحالفات وطبيعة التناقضات الممكنة، انطلاقا من المرجعية الايديولوجية وعلاقتها بالنضال السياسي. فعندما يطرح حزب التقدم والاشتراكية سؤال الهوية الفكرية والأيديولوجية، ليس من باب البحث عن هوية ضائعة أو مفقودة، ولكن من باب التأكيد والتذكير في الآن معا، على مدى انصهاره في هويته اليسارية والتقدمية والديمقراطية التي طبعت مساره النضالي على مدى السبعة عقود الماضية في إطار جدلية «الوفاء والتجديد»، وهي أيضا من باب التأكيد على تموقعه الاجتماعي. كما ستشكل برنامج الجامعة السنوية للحزب مناسبة للنقاش والحوار حول هذه القضايا بين مختلف التعبيرات السياسية التي تتقاطع أو تختلف مع حزب التقدم والاشتراكية، وهي مناسبة أيضا لتأصيل البحث الأكاديمي في مساره وتاريخيه الحافل بالرؤى والمواقف التي شكلت إضافة متميزة في التاريخ السياسي المغربي. ويتمحور برنامج الجامعة السنوي حول موضوعات وقضايا فكرية وسياسية ومجتمعية من قبيل المشروع المجتمعي والنضال الديمقراطي الذي سكون محور الجلسة الأولى وتهم موضوع التموقع الاجتماعي لحزب التقدم والاشتراكية، والاشتراكية بين الأفق الاستراتيجي ومقتضيات المرحلة ثم موضوع الإسلام السياسي والديمقراطية، فيما ستخصص الجلسة الثانية لمحور «القوى السياسية وجدلية التحالف والصراع وتناقش موضوعات من قبيل محددات التحالف وطبيعة التناقضات والأحزاب السياسية المغربية المرجعية الأيديولوجية والنضال السياسي، ثم جلسة ثالثة ستتمحور حول موضوع الحركات الاجتماعية في إطار البحث والتفكير في دور الحركة النقابية في ظل التحولات الراهنة وموقع المجتمع المدني في عملية التغيير وكذا العلاقة بين الشبكات الاجتماعية والأحزاب السياسية.