حمادي حميدوش: الأندية المغربية اقتصرت في السنوات الأخيرة على ثقافة الاستهلاك عبد الغني الناصري: يجب إعادة الاعتبار للاعب المحلي ومنحه المكانة التي يستحقها يوسف المريني: البطولة الوطنية مسؤولة عن تراجع نتائج المنتخب الوطني قاريا حاورت «بيان اليوم» ثلاثة مدربين مغاربة حول مستوى البطولة الوطنية في موسمها الاحترافي الثالث. يتعلق الأمر بحمادي حميدوش، وعبد الغني الناصري، ويوسف المريني. ثلاثة أطر وطنية، يتحدثون عن أهم المشاكل التي تعيق البطولة الوطنية في خطاها نحو الاحتراف الكروي، كما يفصلون في طرح حلول يراها كل واحد منهم مناسبة لتطوير مستوى البطولة الوطنية. حمادي حميدوش كيف تقيم مستوى البطولة الوطنية في موسمها الاحترافي الثالث ؟ مستوى البطولة الوطنية في الثلاث مواسم الأخيرة متوسط، نظرا لوجود مشاكل إدارية وأزمات مادية خانقة، تعيق الأندية المغربية. الأخطاء التي ارتكبت خلال الموسمين الماضيين مازالت تتكرر. هناك مشاكل مرتبطة بالملاعب، والبرمجة. الأندية الوطنية تريد الوصول دائما إلى نتائج جيدة في زمن أقل، وهذا يتنافي مع الممارسة الرياضية العالمية، لا يمكن بناء فرق وطنية تمارس على أعلى درجات الاحتراف بإمكانيات مادية ضعيفة. الفرق الوطنية تعاني من نقص في العنصر البشري. الانتدابات تكون دائما وفق ميزانية النادي، الأمر الذي يرخي بظلاله على نتائج الفريق ومستواه العام. ما هي نقاط ضعف وقوة الدوري الوطني ؟ نقاط قوة الدوري الوطني تكمن في الإعلام وطريقة ترويجه لصفقات اللاعبين الأجانب والمغاربة على حد السواء، الإعلام المغربي يروج للفرق الوطنية بشكل جيد، حتى أكسبها ذلك شهرة على مستويات متعددة عربيا وإفريقيا وعالميا. النقاط السلبية متعددة، فالمستوى التقني للأندية الوطنية لا يصل إلى الاحتراف. كما أن غياب الإمكانيات المادية، يضعف المنافسة. البطولة الوطنية أصبحت تقتصر على ثقافة الاستهلاك دون أن تنتج مؤهلات وقدرات كروية جديدة تطعم المنتخب الوطني، مراكز التكوين لم تعد قادرة على تفريخ لاعبين في المستوى الجيد كما كان سابقا. البطولة الوطنية تعاني كذلك من ظاهرة تغيير المدربين. ففي مدة زمنية قصيرة يكون المدرب مطالبا بإيجاد التوليفة المناسبة لعناصر فريقه، الأمر الذي يجعله أحيانا يسقط في فخ النتائج السلبية. المنتخب الوطني لا يستفيد بدوره من البطولة الوطنية بالشكل الجيد. كما أن مراكز التكوين في المغرب لا تتماشى مع مدارس الاحتراف العالمية، باستثناء بعض الأندية المغربية الكبيرة التي تبدل جهودا كبيرة من أجل الوصول إلى ذلك. ما هي الحلول التي تقترحها للنهوض بكرة القدم الوطنية ؟ علينا الاهتمام بالحكام واللاعبين والمدربين السابقين، للاستفادة من تجاربهم الكروية. يجب الاهتمام بفرق الأحياء، وإعطائها المكانة الحقيقية التي تستحقها. كما يجب الاشتغال وفق استراتيجيات وبرامج، يتم العمل على تنزيلها عبر سنوات متعددة. يجب كذلك إعداد دراسات لمعرفة الفوارق الحقيقية بين الاحتراف في المغرب وباقي بلدان العالم. الحلول تبدأ برغبة الأندية ذاتها في التغيير. لنأخذ العبرة من دول تجاورنا ونعتمد على نهج كروي صحيح مبني على استراتيجيات بعيدة المدى. سياسة تغيير المدربين لن تجدي نفعا لبطولتنا الوطنية، الاستقرار أفضل الحلول. عبد الغني الناصري هل تلمس تحسنا في مستوى البطولة الوطنية خلال الثلاثة مواسم الأخيرة ؟ المستوى العام للبطولة الوطنية حقق طفرة إيجابية خلال الثلاثة سنوات الأخيرة. لكن، مازالت هناك مشاكل مادية تنهك كاهل الأندية الصغيرة التي تعاني من غياب مستشهرين رسميين. الإمكانيات المادية للفرق الوطنية لا تمكنها من استقطاب لاعبين في المستوى الجيد، كذلك الملاعب الوطنية لا تتلاءم مع مناخ الاحتراف في جميع بلدان العالم. المنافسة تبدو مشتدة منذ الدورات الأولى، بعض الأندية الوطنية لم تتمم استعداداتها برسم الموسم الكروي الحالي نظرا لعدة أسباب أبرزها تزامن رمضان مع فترة المعسكرات والاستعدادات. ما هي نقائص الكرة المغربية ؟ الأندية الوطنية مازالت في طور التأقلم مع عالم الاحتراف، لا يمكن المضي في تطوير كرة القدم الوطنية دون تهيئ القاعدة الأساسية، علينا الاشتغال على تطوير مراكز التكوين وعلينا أيضا الاهتمام بالأجيال الصاعدة. اللاعب المغربي أصبحت تكلفته ضعيفة في السوق الوطنية والدولية. البطولة الوطنية أصبحت تقتصر على جلب لاعبين أفارقة، دون تكوين آخرين محليين في المستوى. كيف يمكن النهوض بالمنتوج الكروي الوطني ؟ أولا يجب إعادة الاعتبار للاعب المحلي ومنحه المكانة التي يستحقها، من خلال وضع ثقة كاملة في مؤهلاته. ثم الاهتمام بالفرق الوطنية وإعادة هيكلتها وفق برامج تتلاءم مع الاحتراف. يجب التفكير جيدا في إعداد سياسات كروية جديدة، تمكن الفرق الوطنية من الظهور بشكل جيد في المحافل الإفريقية والعربية، كما يجب استثمار ما سبق من التجارب وذلك لتحقيق الأفضل. الجامعة الوطنية مقبلة على تغيير جذري نهاية الشهر الجاري، نأمل أن تعمل الإدارة التقنية القادة على تنزيل حلول جيدة للكرة المغربية، وذلك لوضع الممارسة الوطنية في سكتها الصحيحة. يوسف المريني ما هو تقييمك للبطولة الوطنية في موسمها الاحترافي الثالث ؟ مستوى البطولة الوطنية لم يتحسن بالشكل المطلوب، الملاحظ هو أن التطور طفيف ولا يوازي مستوى الاحتراف في باقي بلدان العالم. على المستوى التقني يبدو بأن الهواية تقول كلمتها الفصل في منافسات الدوري الوطني، ربما مستوى المباريات تجسيد لذلك. على الورق، البطولة الوطنية دخلت الاحتراف منذ ثلاث سنوات. لكن، في الواقع الاحتراف تسيير، الاحتراف عقلية وممارسة. من الناحية الفنية، نظام الاحتراف يعتمد على تربية جيل مكون علميا ورياضيا، أحسن مثال لذلك على المستوى المحلي، أكاديمية محمد السادس لكرة القدم. لكن، هل أكاديمية واحدة بإمكانها الاهتمام بأجيال من اللاعبين ؟ البطولة الوطنية مسؤولة عن تراجع نتائج المنتخب الوطني قاريا، وذلك لعدم قدرة الأندية على تفريخ نجوم جدد كما كان سابقا. الاحتراف في المغرب، قد نشبهه بطفل يدرس في الابتدائي. صباح يوم ما طلبنا منه الانتقال للدراسة في أقسام الثانوي. كيف سيدرس ؟ الجواب واضح، أرى الاحتراف في المغرب ما زال في بداياته، وطريقه مازالت طويلة. كيف يرى يوسف المريني واقع الأندية الوطنية خلال هذا الموسم ؟ باستثناء بعض الأندية الكبيرة، نجد بأن المشاكل المادية ترخي بظلالها على مجموعة من الفرق الوطنية، سبب ذلك يتلخص في غياب تام لمستشهرين رسميين. قانون تكافؤ الفرص يغيب عن أندية البطولة الوطنية، هناك فرق تصرف ملايين الدراهم لتسيير شؤونها الإدارية، بينما نجد أخرى لا تستطيع تسديد مستحقات لاعبيها. ألاحظ كذلك بأن بعض الأندية تدعم تشكيلتها بلاعبين كبار، فيما هناك أخرى غارقة في إيجاد توليفة مناسبة بين تركيبتها البشرية. شروط الممارسة الاحترافية غير متوفرة بالشكل المطلوب. حاليا البطولة الوطنية تسير بوثيرة ضعيفة نحو الاحتراف. علينا ترميم جملة من الأشياء كي نسير في السكة الصحيحة. ما هي الحلول التي يراها يوسف المريني مناسبة للنهوض بمستوى البطولة الوطنية ؟ أولى الحلول تبدأ بمحاربة المنشطات والمخدرات عبر إحداث مركز للمراقبة، مهام هذا المركز تتحدد في زيارة الأندية وتحليل دم بعض اللاعبين. يجب كذلك توفير ظروف مناسبة لضمان ممارسة احترافية على أعلى مستوى، من ملاعب وتجهيزات رياضية. كما يجب الاهتمام بتكوين جيل كروي بمعايير احترافية. يجب التغلب على الآنية، بإعداد خطط مستقبلية جديدة. والاعتماد على استراتيجيات بعيدة المدى لتحقيق نتائج إيجابية.