لمسة مغربية مستوحاة من الفن المغربي الأصيل أوزين: الأمن والاستقرار ورقتنا الرابحة ونترقب 100 ألف سائح الفهري: رغم قسوة دفتر التحملات، فالمغرب سيكون في الموعد قبل الانطلاق الرسمي للدورة العاشرة ب 100 يوم، كشفت اللجنة المنظمة المحلية لكأس العالم للأندية المقرر إقامتها بالمغرب ما بين 11 و21 دجنبر المقبل، أول أمس الاثنين عن الشعار الرسمي للبطولة، وذلك خلال حفل أقيم بمدينة الدارالبيضاء وسط حضور وازن لفعاليات رياضية وسياسية وممثلي السلطات المحلية والهيئات المنتخبة بمدن الدارالبيضاء وأكادير ومراكش. وجاء الشعار الرسمي لمونديال الأندية عبارة عن كأس البطولة، لكن مع إضافة لمسة مغربية صرفة تتمثل في زخرفة الكأس بنقوش من فن الزليج المغربي المهجن بالتشبيك، مع غلبة اللونين الأحمر والأخضر اللذين يمثلان أساس العلم المغربي، مرتبطة بألوان الأسود والبرتقالي والأزرق، ولكل منها دلالات وإيحاءات تعكس التنوع والزخم الثقافي المغربي. وقبل الكشف عن الشعار الرسمي، قدمت سبع عارضات الأزياء تمثل كل واحدة منهن فريقا، عرضا للحاضرين، إذ ارتدين اللباس المغربي التقليدي المتجسد في القفطان، وكانت فريق الرجاء البيضاوي هي عروس هذا العرض بارتدائها قفطانا أحمرا مزينا بنجمة خضراء، علما أن العرض عرف حضور أطفال صغار مثلوا بدورهم الأندية السبعة المشاركة. إلى ذلك، قال محمد أوزين وزير الشباب والرياضة خلال ندوة صحفية عقدت قبل انطلاق الحفل، إن الكشف عن تنظيم المغرب لمونديال الأندية «لحظة تاريخية»، مضيفا أن هذا ليس تعاقدا بل التزاما، والجميع مطالب بالإسهام في إنجاح هذه التظاهرة التي ستكون مناسبة لإبراز المؤهلات التنموية والتنظيمية لبلادنا. وأضاف أوزين أن هذا اللقاء الذي يأتي بمناسبة للإعلان عن التميمية الرسمية لكأس العالم للأندية المنظمة تحت رعاية الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، هو أيضا مناسبة للتعاقد مع الصحافة الوطنية لإنجاح الحدث الرياضي المنتظر ولإعطاء دينامية جديدة للرياضة خاصة كرة القدم. وأكد المسؤول الحكومي أن هذه التظاهرة تعتبر مدخلا للشروع في إنجاز ثلاث تظاهرات رياضية كبرى، ألا وهي كأس العالم للأندية 2013 و2014 وكأس أمم إفريقيا 2015، مضيفا أنها ستجسد صورة بلادنا على الصعيد الدولي كبلد يعرف الأمن والسلام ويخوض مشاريع تنموية كبيرة. وأوضح أوزين أن مونديال الأندية سيمكن من إبراز خصوصيات وإمكانيات المغرب من بنيات تحتية للاستقبال شبكة الطرق السيارة الموارد البشرية التنوع الجغرافي والثقافي، كما سيعرف بالمنشآت الرياضية الكبرى ذات المواصفات الدولية التي كلفت الحكومة ميزانية كخيار استراتيجي للانفتاح العام على التظاهرات الرياضية الدولية. وكشف وزير الشباب والرياضة أن هذه التظاهرة ستنعش بشكل كبير السياحة المغربية، إذ تتوقع دراسات أن يحضر إلى المغرب قرابة 100 ألف متفرج خلال كل دورة، خاصة بالنسبة لأنصار ناديي بايرن ميونيخ وأتليتكو مينرو، بالإضافة إلى إنعاش سوق الشغل بمختلف المجالات الخدماتية واكتساب تجربة وحنكة في استقبال وتنظيم التظاهرات الدولية، ناهيك عن تكوين وتأطير شبكة المتطوعين. وأكد أوزين على ضرورة توفر إرادة جماعية وتنسيق مكثف وفعال، مع تحلي الجميع بروح المواطنة العالية، وتضافر جهود لجميع المتدخلين الفاعلين والمجتمع المدني، والانخراط والتعبئة لكل الشركاء، وتعبئة جهود القطاعات الحكومية والمؤسسات والإدارات العمومية، دون أن يغفل التذكير بأهمية دعم وانخراط وسائل الإعلام الوطنية ليكون دعامة لهذه التظاهرة كوسيلة للتقويم وكقوة اقتراحية لتطوير الرياضة ببلادنا. من جانبه، قال رئيس اللجنة المنظمة المحلية ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم علي الفاسي الفهري، أن تنظيم مونديال الأندية بمثابة تحضير جيل مقبل يكون ملتزما بتنظيم كأس العالم للمنتخبات، بعدما نظمنا كأس أمم إفريقيا لأقل من 23 سنة المؤهلة لأولمبياد لندن 2012 وكأس إفريقيا للأمم للفتيان (أقل من 17 سنة). وأوضح الفهري أن المغرب لدية شركات ومؤسسات قادرة على استقبال تظاهرات دولية واحتراف العمل التنظيمي، مشيرا في هذا الصدد إلى أنه رغم قسوة دفتر تحملات الاتحاد الدولي للعبة، حيث أن تتبع مساطره يجب أن يكون بطريقة احترافية من طرف كافة المتدخلين، فالانطلاقة في المستوى وتتبع (الفيفا) يشجعنا لنكون في الموعد. وفي معرض إجابته عن أسئلة الصحفيين، قال أوزين بخصوص اختيار رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم محمد راوراوة لرئاسة لجنة تنظيم بطولة كأس العالم للأندية دورة 2013، إنه لا يرى إشكالا في ذلك، فراوراوة صديق محب للمغرب، وبغض النظر عن الخلافات السياسية، يجب أن نفرق بين ما هو سياسي ورياضي، كما أنه لا يوجد أي صراع بين الشعبين، معتبرا نجاح التظاهرة نجاحا للعرب والأفارقة. وفند وزير الشباب والرياضة وجود دول تشكك في الإمكانيات الأمنية للمغرب، مؤكدا أنه لو كان الأمر كذلك لكان أول شخص يعلم بذلك، بالإضافة إلى أن المغرب يعتبر الأمن والاستقرار الذي ينعم ورقته الرابحة، مضيفا أن مسألة تعاقد نادي بايرن ميونيخ الألماني مع شركة أمن خاصة وقدومها معه، أمر خاص ببطل أوروبا. وقال المسؤول الحكومي أنه لا يتفق مع فكرة أن دول لم تكن متحمسة لتنظيم البطولة، مؤكدا أن الحكومة الحالية لا يمكن أن تتراجع عن قرار لسابقتها، وأنه «يؤمن بزوال الأشخاص واستمرارية المؤسسات، مشيرا في هذا السياق إلى أن لجنة القيادة الوطنية تضم قطاعات متعددة بالإضافة إلى وزارة الشباب والرياضة والجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ووزارات الداخلية والصحة والاتصال والشؤون الخارجية ... وبخصوص تذاكر مباريات البطولة، أوضح أوزين أنها ستكون في متناول المغاربة، وستبدأ من 100 درهم إلى 600 درهم بالنسبة للمدرجات العادية، و1400 درهم إلى 2000 درهم بالنسبة للمنصة الشرفية، كما تم تخصيص أثمنة تفضلية وحصرية، مضيفا أن عائدات بيع 75 في المائة من التذاكر ستؤمن 60 مليون درهم، ناهيك عن مليار درهم من مداخيل الوافدين. ولم تفت أوزين الفرصة لكي يشيد برئيس الجامعة وطاقمه وانخراطه وإسهامهم في العمل، حيث بدونهم يضيف الوزير، لم يكن ممكنا الذهاب بعيد، خاصة أن جامعة كرة القدم هي الشريك الاستراتيجي للوزارة في تنظيم هذه الحدث الرياضي الكبير، وهو ما ينفي وجود أي صراعات بين الطرفين، والتي لا تتعدى كونها مجرد خلافات في وجهات النظر، حسب تعبير الوزير دائما.