المؤسسة الوطنية للمتاحف تراهن على الشراكات من أجل الحفاظ على التراث الثقافي المغربي أكد رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، الفنان التشكيلي المهدي قطبي، أن هذه المؤسسة تراهن على مضاعفة الشراكات مع فاعلين وطنيين وأجانب ، سواء منهم العموميون أو الخواص ، لمواصلة مجهود الحفاظ على التراث الثقافي الوطني. وأضاف قطبي ، خلال لقاء تم تنظيمه يوم الجمعة الماضي في مركز الثقافة اليهودية المغربية في بروكسيل ، أن «السياسة المتحفية التي ينخرط فيها المغرب لا يمكنها أن تكتفي بمساهمة الدولة، لأن التراث يعود إلى جميع المغاربة ، أيا كان معتقدهم الديني». وذكر قطبي بإبرام عدد من الشراكات مع مؤسسات أوروبية مرموقة، كمتحف اللوفر في باريس، ومديرية المتاحف في فرنسا أو أيضا متحف الحضارات في أوروبا والحوض المتوسطي في مارسيليا، مشيرا إلى أن المؤسسة تطمح إلى نهج أساليب جديدة في التعاون ، خاصة في مجال تكوين أطر المتاحف. وشدد قطبي، الذي أشار إلى النقص الحاصل في الكفاءات المتخصصة في المجالات المتعلقة بعالم المتاحف، على أن مختلف الاتفاقات الموقعة مع المؤسسة ستتيح لها تكوين خبراء في المتاحف ومرممين وخبراء في تدبير التحف الفنية. وأكد أنه في غمرة هذه المبادرات، تعتزم المؤسسة أيضا ربط شراكة في مستقبل قريب مع مؤسسات هنغارية هي «الأفضل في العالم» في مجال ترميم الأعمال الفنية، مشيرا إلى أن عددا مهما من القطع الفنية التي يتوفر عليها المغرب توجد في حالة من التدهور بسبب نقص الخبرة في مجال الصيانة. وعلى الصعيد الوطني، تحدث عن التزام مقاولات كبرى ، العمومية والخاصة، بالمساهمة في هذا المجهود للحفاظ على التراث الوطني ، من خلال تبني بعض المواقع الفنية. وأعرب عن اقتناعه بأن «القطاع الخاص مستعد بما فيه الكفاية للمساهمة في هذه القضية الوطنية المتمثلة في الثقافة». ومن أجل تشجيع المبادرات الوطنية، قال المهدي قطبي إنه اقترح على مديرية الضرائب التفكير في إمكانيات إعفاء هبات التحف الفنية المخصصة استثنائيا للمتاحف من الضرائب. وقال إنه من خلال الاشتغال على عدة واجهات، «يبقى طموحنا النجاح في تأهيل المتاحف الأربعة عشر التي كانت تحت وصاية وزارة الثقافة وفتح متحف في كل مدينة في ما بعد». وأضاف أن الورش المهم الآخر في عمل المؤسسة يتمثل في تملك المغاربة لهذه المواقع التاريخية المتمثلة في المتاحف. وخلص إلى أن المؤسسة، بعد عام من إحداثها، تحدوها الإرادة للسير نحو الأمام في تجسيد الرؤية الملكية من خلال سياسة متحفية حقيقية. يشار إلى أن المؤسسة الوطنية للمتاحف، التي أحدثت في 2011، حددت هدفها في تجديد المتاحف من خلال عدة أعمال وشراكات أجنبية وجعلها رهن إشارة جميع المغاربة.