انفتاح على المحيط السوسيو ثقافي وترسيخ للهوية وإذكاء لروح المواطنة تعتزم جمعية لقاءات للتربية والثقافات تنظيم الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للحكايات في الفترة ما بين 18 و 24 رمضان 1434 موافق ل 27 يوليوز و 2 غشت 2013 وستخصص هذه الدورة للتراث الثقافي الإسلامي، إذ ستشارك عدة دول إسلامية تنتمي إلى 3 دوائر ثقافية: آسيا، الشرق الأوسط والغرب الإسلامي، وتهدف هذه الدورة إلى إبراز القيم الروحية المشتركة بين مكونات الأمة الإسلامية المكونة من شعوب وأقوام متباينة عرقيا ولغويا ومتباعدة جغرافيا. هذا التقارب الروحي يرتكز على القيم التي يمجدها الدين الإسلامي، وهي قيم متعددة الأبعاد، منها ذات البعد العقائدي والمرتبطة بوحدانية الله واستمرارية الرسالة، ومنها ذات البعد الاجتماعي وتؤكد على المحبة والمودة والتآخي والتآزر والتكافل والتسامح بين مختلف مكونات الأمة الإسلامية وبينها وبين الأمم الأخرى، ومنها ذات البعد الاقتصادي تدعونا إلى الصدق والقناعة في المعاملات. ولرصد هذه القيم ستتمحور هذه الدورة حول الحكايات الروحية لكونها حبلى بالقيم، وليس غريبا أن تكون كذلك لأنها تعتمد على متن جوهري ومؤسس، يتمثل في القصص القرآنية وسنة الرسول عليه الصلاة والسلام، وبالتالي فإنها تهذب الأفراد وتنأى بهم عن الماديات بالاعتماد على المواعظ والعبر، كما أن الحكايات الروحية تشتمل على حكايات سببية تحاول سبر أغوار الكون وأسراره كنشأة الحياة وبداية الخليقة وخلق الأراضي والسماوات والبحار والحيوانات. إلى جانب الحكايات، سيتم تأثيث ليالي المهرجان بعروض لفرق السماع والمديح والإنشاد الديني تنتمي للدول المشاركة، وذلك في تناغم تام مع الأجواء الروحانية التي تميز شهر رمضان الأبرك، وبالموازاة سينظم معرض التراث اللامادي للدول المشاركة حتى يطلع الجمهور على ما تزخر به هذه الدول من عادات وطقوس، وأدوات ومصنوعات تقليدية ترتبط بالحياة والثقافة الروحيتين. كما ستنظم ندوات ومحاضرات عن البعد الروحي في التراث اللامادي في العالم الإسلامي بالإضافة إلى أوراش تطبيقية عن دور الحكاية في التربية والتهذيب. انصب اهتمام الجمعية على الإسهام في الحقل الثقافي الوطني، وذلك بتنظيم مهرجان دولي للحكايات، قصد تشجيع الاعتناء بالموروث الشفاهي المغربي بصفة خاصة والعالمي بصفة عامة، وتطوير الأبحاث وتنظيم الندوات واللقاءات وتذكية روح المنافسة المبدعة بين الحكواتيين ومحترفي الفرجة، وتوثيق وجمع الموروث الشعبي اللامادي المغربي، ثم خلق وترويج فضاءات للترفيه من خلال الحلقة، وكذا تحفيز وتشجيع الإبداعات الفنية والاعتناء بمختلف أساليب التعبير الشفاهي ببلادنا. ولتحقيق هذه الأهداف تسهر الجمعية على الانفتاح على مختلف الثقافات محليا وجهويا وعالميا، دون إغفال الهدف الأساسي للجمعية والذي يتجلى في إعادة الاعتبار للموروث الشفاهي المغربي، بالإضافة إلى المساهمة في تطوير برامج ثقافية وفنية بتعاون مع المؤسسات والقطاعات والجمعيات ذات الاهتمام المشترك محليا ووطنيا ودوليا، علاوة على التزام الجمعية بتوثيق الذاكرة الوطنية والإنسانية من خلال رصد محطات تاريخية واجتماعية وعلمية بحثا وتصويرا وعرضا ومناقشة. إن الهدف الأسمى للجمعية هو الانخراط في تقديم صورة حقيقية عن مغرب رابط بين ثقافة الأمس واليوم والغد ومنفتح على الآخر.