تنفيذا لمقررات الدورة العاشرة للجنة المركزية الداعية لجعل شهر رمضان شهرا مكثفا للأنشطة الحزبية على الصعيد الوطني، وفي أفق الاستعدادات الجارية لتخليد ذكرى 70 سنة على تأسيس حزب التقدم والاشتراكية. تنظم الفروع الإقليمية والمحلية، والقطاعات السوسيومهنية، طيلة شهر رمضان الجاري، أنشطة مختلفة ذات طابع سياسي وثقافي ورياضي، بعضها يحمل طابعا وطنيا وآخر يحمل طابعا محليا . وفي هذا الصدد، نظم الفرع المحلي للحزب بأكادير يوم الجمعة الماضي، عرضا حول المحطات الوطنية ومشوار الحزب، أطره الأستاذ عبد الأحد الفاسي الفهري، عضو المكتب السياسي للحزب، فيما نظم الفرع المحلي للحزب بفاس- المدينة، بتنسيق مع فرعي منظمة الشبيبة الاشتراكية ومنظمة الطلائع أطفال المغرب، وجمعيات التضامن والمواطنة والنصر للأعمال الاجتماعية وهيئة التحدي للصناعة التقليدية، حفلا للسماع والمديح. وبآسفي، نظمت الكتابة الإقليمية لحزب التقدم والاشتراكية، أول أمس (الأحد)، ندوة سياسية شاركت فيها فروع أحزاب: الإتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، المؤتمر الوطني الاتحادي، الطليعة الديمقراطي الاشتراكي، المنتدى المغربي للحقيقة والإنصاف، ونقابتي النقالين ومستخدمي المقاهي المنضوية تحت لواء اللجان العمالية المغربية، وعدد من ممثلي المجتمع المدني وفعاليات اقتصادية وإعلامية ومناضلي الصف اليساري الديمقراطي بالمدينة. وننشر في عدد اليوم تغطية لهذه الأنشطة، على أساس، أن نستمر في نشر باقي الأنشطة المنظمة في أعدادنا اللاحقة. أكادير: عبد الأحد الفاسي الفهري في قراءته لتاريخ ومحطات حزب التقدم والاشتراكية النضالية.. حزب التقدم والاشتراكية تمكن من الصمود طيلة 70سنة لقدرته على التكيف وعلى مسايرة كل التطورات التي تعيشها البلاد وعلى إيمانه بالتجديد والوفاء في أفق الاستعدادات الجارية لتخليد الذكرى السبعين لتأسيس حزب التقدم والاشتراكية ، نظم الفرع المحلي للحزب بأكادير عرضا حول المحطات الوطنية ومشوار الحزب، أطره الأستاذ عبد الأحد الفاسي الفهري ،عضو المكتب السياسي للحزب، استهله بطرح سؤال يحمل في طياته أكثر من دلالة ويتعلق الأمر بالأسباب الكمينة والدوافع الأساسية التي ساهمت في بقاء الحزب صامدا شامخا لقرابة 70 سنة ، في الوقت الذي تهاوت فيه العديد من الأحزاب واختفت تباعا بعد ما لم تستطع المقاومة والصمود في وجه التغيرات العديدة التي ميزت التاريخ الحزبي بالمغرب، بسبب دغمائيتها وانصباب اهتماماتها على الجانب الإيديولوجي وتجاهلها للواقع، في حين، يؤكد الرفيق الفاسي الفهري، أن حزب التقدم والاشتراكية، تمكن من الصمود من خلال قدرته على التكيف وعلى مسايرة كل التطورات التي تعيشها البلاد وعلى إيمانه بالتجديد والوفاء، وهو ما مكنه من فرض قوته وترسيخ مكانته الاعتبارية داخل المنظومة الحزبية بالمغرب . ومن هذا المنطلق ، يضيف القيادي في حزب التقدم والاشتراكية ،استنادا إلى الرصيد الذي راكمه الحزب واعتبارا لمساره ومرجعيته اللذين ميزا تاريخ المغرب السياسي، فعلى كل المناضلين والغيورين على هذا التنظيم استجماع كل قواهم من أجل العمل على تقوية الحزب أكثر وترسيخ تواجده للاستمرار في تأدية أدواره المؤثرة في المشهد السياسي المغربي. وعرج المسؤول الحزبي، على أهم المحطات الأساسية التي مر منها الحزب، بداية بسنة 1943،أي سنة التأسيس بمبادرة من بعض الفرنسيين والإسبان وتواجد بعض المغاربة، وهو التأسيس الذي جاء نتيجة تنامي الاهتمام بالاشتراكية في العالم كبديل للرأسمالية وبروز طبقة عاملة بمفهومها العصري من عمال صناعيين وفلاحين وبحثهم على تمثيل سياسي مستقل يدافع عن مصالحهم ويساعدهم على مواجهة المعمرين والملاكين الكبار المستحوذين على وسائل الإنتاج ،ويدعم حركات التحرر الوطني ضد الامبريالية وفي سنة 1945، يضيف الرفيق الفاسي، ساهم الرفيقان علي يعته وعبد السلام بورقية في توقيع العريضة الموجهة إلى المقيم العام والمطالبة باستقلال المغرب وهي العريضة نفسها التي تحولت ،سنة بعد ذالك، إلى مطلب الشعب .و في هذه السنة، عرف فيها الحزب متغيرات جذرية، تمثلت في سيطرة المغاربة على الحزب بشكل كلي مما جعله يلعب دوره كاملا في معركة استقلال الوطن ،بتنظيمه لإضرابات لفائدة الطبقات العاملة والقيام بمظاهرات مناهضة للمستعمر ،كما نادى الحزب ،وبقوة ،بضرورة رجوع الملك محمد الخامس من المنفى ،كما ساهم الرفاق المنخرطون في منظمة الهلال الأسود في المعارك المسلحة التي خاضها المغاربة من أجل استقلال البلاد. وذكر كذالك الأستاذ المحاضر بالدور الريادي الذي لعبه حزب التقدم والاشتراكية، في خلق الاتحاد العام الكونفدرالي للنقابات قبل الالتحاق بالاتحاد المغربي للشغل في إطار الوحدة النقابية كتنظيم مستقل مواز سيساهم في التقدم في مجال الديمقراطية و استكمال الاستقلال بعد ظهور استعمار محلي مسيطر على أجزاء هامة من الاقتصاد الوطني. وتحدث الأستاذ الفاسي الفهري عن المقاومة المسعورة التي لقيها الحزب بعد الاستقلال بعد منعه من طرف الحكومة التي يترأسها عبدالله إبراهيم سنة 1959 والصراع الذي دار بين القوى التقدمية والنظام الملكي في الفترة الممتدة مابين 1960 و1975 بدعوى معاكسة الحزب وتوجهاته للنظام الملكي وللدين الإسلامي، في الوقت الذي يعترف فيه الحزب بالدور الأساسي والتاريخي الذي لعبته الملكية في استقلال واستقرار البلاد ويؤكد على الإطار الذي تشكله في التطور الديمقراطي وفي وحدة الأمة وضمان استقرار البلاد وفي الدفاع عن حوزة أراضيه . وفي الشق المتعلق بالإسلام، قال الأستاذ الفاسي الفهري ،إن الشيوعية والإسلام يتقاسمان العديد من المبادئ ويلتقيان في العديد من الأفكار الشيء الذي يفسر الموقف الإيجابي للحزب من الإسلام ويحيي تعلق الشعب بدينه الحنيف. من جانب آخر، أشاد المحاضر بالدور الهام الذي لعبه الحزب في تطوير الثورة الوطنية الديمقراطية وفي تحرير الاقتصاد الوطني وفي مناهضته للانتفاعيين المنتعشين من معاناة الشعب المغربي وفي معاكسته للفكر الانقلابي البلانكي، رغم تعاطفه مع المناضلين اليساريين، مذكرا بإيمان الحزب بالانتقال السياسي المنظم الواعي والمعقلن وبالتدرج في الحصول على المكتسبات . أما فيما يخص تحالف حزب الكتاب مع العدالة والتنمية، فيندرج في إطار التقدم في البناء الديمقراطي في ظل الاستقرار، والعمل على التنزيل الصحيح للدستور وإنجاز البرامج المبنية على الأفكار العميقة التي طرحها الحزب منذ مشاركته الأولى في الحكومة بعيدا عن التوجهات الأيديولوجية الضيقة ،مشيرا إلى أن قوة ومصداقية حليف حزبه استمدها من إرادة الشعب ليس بالخرجات والشطحات الفارغة التي فضل البعض الاهتداء إليها للتشويش ولنسف المجهودات العميقة المبذولة من طرف الأغلبية الحكومية واختتم القيادي في حزب التقدم والاشتراكية مداخلته، بإقراره بضرورة إعطاء تعريف جديد للاشتراكية في ظل العولمة والذي يستند أساسا إلى التضامن والقيم والمساواة والعدالة والتفكير الجماعي في كيفية التحكم في الملكية الجماعية لوسائل الإنتاج والاعتراف بالمقاولات الخاصة دون اللجوء إلى سياسة الاحتكار، وتنمية الاقتصاد. الاجتماعي والتضامن بين الجهات وتثمين الثقافة المحلية والديمقراطية وحرية الفكر. وفي ختام هذا اللقاء الذي احتضنته مقر الحزب مساء يوم الجمعة الماضي، وترأسه عبد الله حفظي وحضره العديد من مناضلات ومناضلي ومنخرطات ومنخرطي الحزب وخصوصا الملتحقين الجدد الذين تقاطروا في الآونة الأخيرة على التنظيم ، فسح المجال للتدخلات التي أجمعت كلها على أهمية اللقاء كما تم من خلالها طرح تساؤلات واستفسارات حول مجموعة من القضايا المطروحة اليوم في المشهد السياسي المغربي.