تفاؤل كبير لدى قيادة الأغلبية حول مستقبل الحكومة الحالية والأمل في استمرار التجربة إلى نهايتها يبدو أن الحكومة الحالية كتب لها «عمر جديد»، وباتت قاب قوسين أو أدنى من استعادة الروح في جسدها، بعدما كان العديدون يترقبون وفاتها قبل أسابيع، وذلك بعد أن أعلن التجمع الوطني للأحرار استعداده للانضمام إلى التجربة الحالية، وقرار زعماء تحالف الأغلبية، إطلاق المشاورات ابتداء من بداية هذا الأسبوع. وقرر الأمناء العامون لأحزاب العدالة والتنمية والتقدم والاشتراكية والحركة الشعبية، في اجتماع انعقد مساء الجمعة، الشروع في المشاورات مع كل الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان، اعتبارا من يومه الاثنين، وسيكون حزب التجمع الوطني للأحرار على رأس قائمة الأحزاب التي ستفتتح معها المشاورات، وذلك بالنظر إلى إعلانه استعداده للانضمام إلى تحالف الأغلبية. وكان قد التأم مساء الجمعة، كل من عبد الإله ابن كيران الأمين العام لحزب العدالة والتنمية؛ ومحمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية؛ وامحند لعنصر، الأمين العام للحركة الشعبية؛ بحضور عبد الله باها نائب الأمين العام للعدالة والتنمية، في إطار اجتماع هو الثالث من نوعه في ظرف أسبوع لدراسة الوضعية الراهنة للأزمة الحكومية، بعد قرار اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال تنفيذ قرار الانسحاب من الحكومة. وأشارت مصادر إلى أن هذا الاجتماع سادته أجواء من التفاؤل بخصوص استمرار التجربة الحكومية الحالية، ومستقبل المشاورات لترميم التحالف. واستنادا إلى مصادر وثيقة فإن رئيس الحكومة، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، سيباشر مشاوراته مع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان بكل أطيافها، إلا أنه سيستثني من هذه المشاورات حزب الاستقلال، الحليف السابق، الذي قرر الانسحاب من الحكومة والاصطفاف ضمن المعارضة. وستنطلق هذه المشاورات اعتبارا من يومه الاثنين، بلقاء متوقع بين رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، صلاح الدين مزوار، الذي تلقى الضوء الأخضر من المكتب السياسي لحزبه قصد خوض وتدبير المشاورات. ومن المرجح أن تكون أحزاب المعارضة بالبرلمان، قد توصلت، نهاية الأسبوع، بدعوات من رئيس الحكومة لتحديد تاريخ وموعد لقاءاته بها، وسيكون جدول أعمال هذه الجولة من اللقاءات هو التشاور حول القضايا الراهنة، ومن بينها الأزمة الحكومية الحالية وكيفية تجاوزها. وبعد التجمع الوطني للأحرار ينتظر أن يعقد رئيس الحكومة لقاءات مع كل من الأصالة والمعاصرة والاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، ثم الاتحاد الدستوري، ولن يستثني من هذه اللقاءات الأحزاب الأخرى الممثلة داخل المؤسسة التشريعية، باستثناء حزب الاستقلال. نفس المصادر الحزبية تشير إلى أن الجولة الأولى من المشاورات سيكتفي فيها عبد الإله بنكيران بالإصغاء إلى وجهات نظر ومواقف الهيئات السياسية الممثلة بالبرلمان، حول مختلف القضايا المطروحة، على أن يعقد جولة ثانية من المشاورات بعد أسبوع على الأقل، بعد إطلاع زعيمي حزبي الأغلبية الآخرين، أي محمد نبيل بنعبد الله، الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وامحند لعنصر، الأمين العام للحركة الشعبية، بفحوى ونتائج الجولة الأولى من المشاورات. ومن المرجح، بحسب المصادر المشار إليها، أن ينهي رئيس الحكومة مشاوراته قبل متم شهر رمضان، وقبل اختتام الدورة الربيعية بالبرلمان، وذلك قبل أن يتم الشروع لاحقا في مشاورات حول هيكلة الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية، بتنسيق مع باقي أحزاب الأغلبية.