قنواتنا التلفزيونية تطلق مفاجآتها في رمضان اللهم كرموص بلادي ولا شكلاط الامارات «اللهم كرموص بلادي ولا شكلاط الإمارات عبارة أطلقها حسن الفذ الذي يعود هذا الموسم في السلسلة الكوميدية « الكوبل» مرفوقا بالفنانة المتألقة دنيا بوطازوت، على قناة دوزيم في موعد لا يتغير يوميا على الساعة 8 و50 دقيقة ليرافقا المشاهدين في رحلة مدتها الزمنية 3 دقائق عبر سلسلة من المواقف الكوميدية. «الكوبل»، وهو المفاجأة التي خبأتها القناة الثانية لمشاهديها خلال الشهر الكريم، ولعل ما يشد الانتباه في هذه السلسلة الطريفة الانسجام الكبير الحاصل بين دنيا بوطازوت وحسن الفذ الذي عاد ليتقمص الشخصية الأولى التي تألق في أدائها في العمل الفردي لاندوشين الذي أطلق شهرة هذا الفنان صاحب الاسلوب الخاص والمتميز أما بالنسبة لدنيا بوطازوت فهي الفنانة صاحبة الادوار المتنوعة المقنعة في أداءها وحرفيتها العالية، ويمكن القول أن هذا الزوجي خلق الاستثناء في الكوميديا المغربية تجربة نتمنى أن تستمر لا أن تكون عابرة خلال شهر رمضان فقط، الكل نسي كل الفقرات الجيدة التي تقدمها القناة الثانية دوزيم، لكي يقتصر الحديث عن سلسلة الكوبل وعن المواقف الهزلية والمليئة بالعبر التي يتم تقديمها كل يوم، وقد اشتملت على العديد من المواصفات التي تجعل منها عملا كوميديا ناجحا كما حققت شروط الكتابة الابداعية في مستوى جيد وغير مسبوق، وان كانت شبيهة بالتجربة التي خاضها حسن الفذ السنة الماضية رفقة الكوميدي الجزائري عبد القادر السيكتور وكانت تحت اسم الديوانة والتي لا يمكن أن ترقى الى المستوى الذي بلغته سلسلة الكووبل. وتحكي سلسلة الكوبل في قالب كوميدي ترفيهي ومليء بالواقعية قصة زوجين استثنائيين في عقدهما السادس يتناقشان ويتجادلان طيلة الوقت. بمنزلهما في القرية، يعيش الحاج والحاجة وحيدين، يمضيان وقتهما في الحديث، ويدخلان في نقاشات طويلة جدا... لكنها غير مجدية. الحاج رجل عجوز في عقده السادس، سريع الغضب، سيء المزاج، كثير الشكوى، يؤمن أن المرأة أقل شأنا من الرجل، ويقول إنه متقاعد منذ 15 سنة. نعم، إنه يتذكر جيدا أنه حصل على تقاعده قبل الذهاب إلى مكةالمكرمة. غرابة أطوار الحاج تجعله يعتقد أن الحاجة تعارضه فقط لتبين أنها تعرف كل شيء، لكنها -حسب الحاج غير مؤهلة وعاجزة عن أي شيء. الحاج مقتنع أيضا أنها تغيرت بشكل كبير بعد الزواج، وبعد رحيل ابنتهما. لحد الساعة يمكن القول أنه يحسب للقناة الثانية هذه السنة بعض الاعمال التي تميزت بالجودة على رأسها جعلنا نكتشف هذا الثنائي الجميل الذي تكون من الفذ وبوطازوت. ميدي 1 تي ڤي تواصل المراهنة على تقديم أرقى الانتاجات المصرية حصريا يعود النجم المصري عادل إمام من جديد في السلسلة الكوميدية «العراف» والذي تبثها قناة ميدي 1 تيڤي حصريا بالمغرب الكبير. خلال هذه السلسلة الملحمية، والتي ترمز إلى عاشر عمل يجمع بين النجم المصري عادل إمام وكاتب السيناريو الكبير يوسف معاطي ويلتقي المشاهدون مع عادل امام، مرفوقا بنجوم مصريين من قبيل حسين فهمي وحسن حسني، ويتلخص العمل في دور كوميدي لمحتال قضى فترة في السجن في مصر الحالية والذي يلعب عدة أدوار ينتحل فيها هوية شخصيات معروفة وشعبية من أجل أن يصل إلى هدفه. برنامج جديد آخر يبث هو بعد الإفطار ويتعلق الأمر هذه المرة بالكاميرا الخفية «واقيلة هو». النسخة المغربية ومن إنتاج ميدي 1 تيڤي للمفهوم الدولي «I get that a lot « والذي تمت صياغته في العديد من الدول، «وقيلة هو» برنامج يحتفي بالنجوم الوطنية وبالفكاهة المحلية، ولكن بأسلوب جديد. على شكل مقالب، عبارة عن كاميرا خفية من نوع آخر، يقوم بأدائها مجموعة من النجوم المغاربة والذين يستمتعون بلعب دور شبيه لهم للإيقاع بضحاياهم. تأليف مدروس، سيناريو وجمهور غير مشكوك فيه، خيارات وافرة وذات مستوى عالي مع النجوم المغاربة. ويجذر بالذكر أن حاتم عمور، عزيز بودربالة، كمال كاظيمي، ربيع القاطي، لطيفة أحرار، طهور، فركوس...كلهم من المشاركين في اللعبة. القناة الأولى تكسب قصب السبق أما القناة الأولى وهي صاحبة التميز والتجديد هذه السنة وكأنها الأكثر شبابا من شقيقتيها حيث تواصل تقديم العديد من الاعمال المتميزة بالجودة مثل السلسلة الكوميدية اليومية «راس المحاين» للمخرج هشام الجباري، التي تقدمها مباشرة بعد آذان صلاة المغرب، بمشاركة مجموعة من الوجوه الفنية، من بينها كمال كاظيمي ومجيدة بنكيران وإسماعيل أبو القناطر والبشير واكين وإلهام واعزيز. العمل، أنجزته ورشة كتابة، مكونة من عدد من كتاب السيناريو، وهم حسن فوطا وبوبكر فهمي وبشرى مالك ونرجس لمودن وإبراهيم هاني وأنور خليل وبوسرحان الزيتوني وفاتن اليوسفي وعبد الكبير شداتي. وتحكي السلسلة، قصة عائلة «سي ياسين» التي تضطرها الظروف إلى ترك بيتها ومحيطها الاجتماعي المتميز والانتقال إلى العيش في بيت قديم صحبة عائلة سي بوشعيب الفران، ويحقق هذا العمل الكوميدي، لمشاهدي «الأولى» الكثير من المتعة والسخرية بسبب المواقف التي تجمع بين عائلتين متناقضتين من طبقتين إجتماعيتين مختلفتين للعيش داخل وسط بيئي واحد. ويرى المخرج هشام الجباري، أن العمل يراهن على ثلاث نقط أساسية، أولها السيناريو، إذ تم الاشتغال على القصة واستغلال تشعباتها للحصول على حلقات بجودة عالية، مبرزا أن عملية البحث والكتابة أخذتا فترة طويلة بهدف الحصول على معطيات ومواضيع صالحة للإستثمار، طيلة أحداث السلسلة، إذ يتم التركيز على الشخصيات لتكون أكثر صدقا وواقعية، وعلى التسلسل الدرامي للأحداث ليكون أكثر قربا للمنطق وبعيدا عن اللغو والصراخ والتفاهة، مضيفا أن الديكور يمثل الحلقة الثالثة في ثالوت الجودة، إذ يتم للمرة الأولى في سيتكوم مغربي الجمع بين ديكورات حقيقية وموجودة على أرض الواقع (الفيلا) وديكورات يتم إنشاءها خصيصا للعمل (البيت التقليدي، الفران، الدرب وغيره) مما سيحقق متعة بصرية متنوعة لدى الجمهور تساعد على خلق واقعية السرد الدرامي. وأبرز الجباري، في ورقة تعريفية خاصة بالعمل، أن الكاستينغ يمثل نقطة مهمة في قوة العمل، فهو يجمع بين مدارس مختلفة ومتبانية في التشخيص والأداء، بعضهم تشبع من المدرسة الأمريكية للمسرح المتمثلة في الفنان المغربي المقيمة في الولاياتالمتحدةالأمريكية إسماعيل أبو القناطر، إذ يمثل وجها جديدا وغير مؤلوف لدى المشاهد المغربي، والبعض الآخر تشبع من المسرح المغربي ومن دراما النكتة والحكاية كما هو الحال بالنسبة إلى الفنان كمال كاظمي وحقق لدى المشاهد المغربي صورة متميزة خلال السنوات الفارطة. اضافة الى العمل الكوميدي الذي يضم وجوها شابة كأمين الناجي، طارق البخاري، عبد اليمد مفتاح الخير، فضيلة بنموسى... اخراج هشام العسري، ويحكي العمل قصة أربعة شبان ينتمون إلى فئات اجتماعية تختلف فيها رؤية الحياة وتتنوع من خلالها الطموحات. تختزل هذه السلسلة في قالب كوميدي مؤثر خطواتهم الأولى المترددة والطامحة للانخراط في الحياة النشيطة، خطوات تنتج عنها صراعات داخلية تحتضنها المدرسة الكبرى للحياة. ومن الملاحظ أن قنواتنا التلفزيونية قد استغنت هذا الموسم عن الكثير من الوجوه المستهلكة مستبدلة اياها بوجوه شابة جديدة وهذا أمر مستحب طالما كنا ننتظره لما فيه من بعث دماء جديدة في شرايين أعمالنا الابداعية التي نطمح أن تصير يوما في مستوى منافسة كل الاعمال الدخيلة على ثقافتنا المغربية بما يحفظ لنا هويتنا المتميزة، لكن الأمر لم يخل بالنسبة لقناة عين السبع من الاحتفاظ ببعض الأعمال الكوميدية الفاشلة التي لم تقدم أي جديد يذكر خلال تجارب سابقة، وبعض الاسماء وشركات الانتاج ما يغفر لها هذه السنة أنها عملت على دمج بعض الوجوه الشابة. ملحوظة: بدا جليا هذا الموسم هيمنة بعض الاسماء على الاعمال المقدمة على القناتين الاولى والثانية مثل الفنان المتألق في أدواره السينمائية النجم عزيز دادس والنجمة اللامعة في ليالي رمضان دنيا بوطازوت. هذاغيض من فيض البرمجة الرمضانية في مجال الكوميديا على اعتبار أن شهر رمضان الكريم يعد بالنسبة لنا في المغرب تيرمومتر نقيس به المستوى الذي بلغه ابداعنا سواء في الدراما أو الكوميديا وفرصة يعود خلالها المشاهد المغربي المغترب بين القنوات الخليجية والاجنبية طول السنة الى معانقة الانتاج الوطني بصحبة العائلة على مائدة الافطار... حيث يتوجب أن تكون البرمجة غنية شكلا ومضمونا لخلق المصالحة بين المشاهد المغربي والقنوات الوطنية التي يبدو أنها بدلت مجهودا لتطوير ما تقدمه لمشاهديها. وكما يقول حسن الفذ في احدى حلقات الكوبل للشعيبية زوجته « اللهم كرموص بلادي ولا شكلاط الامارات».