الجيش يكشف عن خارطة الطريق تحدد مواصفات خلف محمد مرسي كشف الجيش المصري عن خارطة الطريق، بعد مضي مهلة 48 ساعة، تقوم على اختيار رئيس للحكومة تتفق عليه كافة القوى السياسية، ويحظى باحترام وتقدير من الشارع ومن شباب الثورة، وأن المؤسسة العسكرية اتصلت بمختلف الأحزاب لتحديد الإسم المتفق عليه. وقالت مصادر بالقاهرة إن الخطة تتضمن منح رئيس الحكومة صلاحيات رئيس الجمهورية كاملة، ليسارع بتشكيل مجلس وزراء مصغر، لإدارة شؤون البلاد لفترة انتقالية، على أن تقدم القوات المسلحة كل الدعم له، دون أي تدخل في عمله. وأضافت المصادر ذاتها أن من عناصر الخطة، أيضا، إصدار قرار من الجيش، يجري فيه تحديد وتقنين الصلاحيات الممنوحة لرئيس الحكومة. وتضبط الخطة فترة انتقالية، تتراوح بين 6 و8 أشهر، تجرى خلالها انتخابات رئاسية، على أن يتم العمل بدستور 71، لحين وضع دستور جديد. أما فيما يتعلق بتشكيل لجنة وضع الدستور، فتعهدت خارطة الطريق التي أعدتها المؤسسة العسكرية بأن تضم جميع فئات المجتمع، دون استبعاد أي فصيل. كما سيتم تعطيل الدستور الذي تم تمريره دون توافق وطني، فضلا عن تعليق المؤسسات التي أقرها الإعلان الدستوري لمرسي وخاصة مجلس الشورى الذي يتولى المهمة التشريعية حاليا. وبالتوازي مع خارطة الطريق في جانبها السياسي، شرعت المؤسسة العسكرية في الاستعداد للسيناريو الأسوأ، فقد بثت لقطات ظهر فيها جنود مصريون يتدربون أمس على القتال المتلاحم دون سلاح في شوارع مدينة السويس، في خطوة عدها متابعون جزءا من خطة احترازية ليس أكثر. وقالت مصادر عسكرية إن قوات الجيش تستعد للانتشار في شوارع القاهرة وغيرها من المدن إذا لزم الأمر لمنع وقوع أي اشتباكات. وفيما تستعد المؤسسة العسكرية لتهيئة انتقال هادئ يحظى بقبول غالبية الشعب المصري، يواصل الرئيس المصري خسارة ركائز حكمه سواء عبر الاستقالات أو الإقالات الصادرة عن أحكام قضائية.. وفي ضربة مؤلمة أصدرت محكمة النقض حكما ببطلان تعيين طلعت إبراهيم عبدالله نائبا عاما وبعودة عبد المجيد محمود إلى المنصب. كما استقال أيضا الفريق سامي عنان القائد السابق للقوات المسلحة المصرية من منصبه كمستشار للرئيس، وذلك بعد استقالة عدد من مستشاري مرسي ووزرائه والمحافظين الذين عينهم، وهناك أنباء عن أن رئيس الحكومة هشام قنديل قد قدم استقالته بانتظار أن يقبلها الرئيس الإخواني. ويقول مراقبون إن الرئيس مرسي بدا يفقد سيطرته على الوضع، وأن لا حلول أمامه سوى القبول باقتراحات المؤسسة العسكرية للحفاظ على الوضع العام، وأنه لا خيار آخر غير ذلك مثلما يحاول الإخوان أن يدفعوه إليه. فقد دعا حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية للإخوان أنصاره إلى التظاهر لمقاومة أي تحرك للجيش شبهه المتحدث باسم الحزب بالانقلاب الذي أدى إلى الحكم المدعوم من الجيش على مدى ستة عقود. وقال مراد علي المتحدث باسم الحزب "هذه لحظة حرجة للغاية في تاريخ مصر. نواجه لحظة مماثلة إلى حد بعيد لما حدث في عام 1952′′. أما رئيس الحزب، القيادي الإخواني محمد البلتاجي فقد دعا أنصاره إلى "طلب الشهادة منعا لمرور الانقلاب" عليه مؤكدا أنه من تدبير "النظام السابق والثورة المضادة وكتائب الإعلام المضللة"، وهو خطوة يصفها المتابعون بأنها عملية انتحارية قد تقود إلى نتائج وخيمة على الجماعة التي مكنتها ثورة 25 يناير من الخروج من سرية دامت ثمانين عاما. وقال البلتاجي على صفحته على فيسبوك "نحن بوضوح أمام انقلاب رسمي للنظام السابق تؤيده الثورة المضادة وكتائب الإعلام المضللة (..) ومن ثم يكون طلب الشهادة منعا لمرور هذا الانقلاب هو ما يمكن أن نقدمه وفاء لشهداء الثورة السابقين". إلى ذلك، أعلنت جبهة الإنقاذ المعارضة و"جبهة 30 يونيو" التي تشكلت قبل أيام وتضم كل الأحزاب والحركات المشاركة في التظاهرات ضد مرسي أنها فوضت رئيس حزب الدستور محمد البرادعي التفاوض مع الجيش حول المرحلة الانتقالية. وفي المواقف الدولية، اتصل الرئيس الأميركي باراك أوباما بنظيره المصري الثلاثاء مؤكدا أن "الديموقراطية لا تقتصر على الانتخابات بل هي أيضا الاستماع إلى أصوات كل المصريين وأن يتم تمثيلهم في حكومتهم وذلك يشمل المصريين الذين يتظاهرون في مختلف أنحاء البلاد. وهي رسالة قال مراقبون إنها تهدف إلى دفع مرسي إلى تقديم تنازلات أكيدة للمعارضة خاصة ما تعلق بإجراء انتخابات رئاسية سابقة لأوانها. من جانبها دعت الأممالمتحدة إلى الحوار مشددة على أن هذه الأزمة الجديدة سيكون لها "أثر كبير" على الوضع في دول أخرى". من جانبه، قال وزير الخارجية الألماني جيدو فيسترفيله إنه يشعر بقلق كبير لا يمكن إخفاؤه إزاء الأوضاع الحالية في مصر، وحث الرئيس مرسي على الحوار. أما إيران فدعت الجيش المصري إلى احترام "اقتراع الناخبين" واحترام شرعية مرسي، وذلك على لسان نائب وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبد اللهيان. من جهة أخرى، أكدت مصادر مسؤولة بمطار القاهرة أن السفير سيف بن مقدم البوعينين سفير قطر لدى مصر غادر بشكل مفاجىء أمس عائدا إلى بلاده، رافضا الإدلاء بأية تصريحات صحفية حول طبيعة سفره. وقالت المصادر إن البوعينين أنهى إجراءات سفره من صالة كبار الزوار حيث غادر على متن الطائرة القطرية المتجهة إلى الدوحة وتجنب الاحتكاك مع الركاب بصالة السفر العادية حيث لم تكن هناك إشارة مسبقة بمغادرة السفير طبقا لإجراءات استخدام صالة كبار الزوار. ويقول مراقبون إن مختلف المؤشرات تقول إن مصر ذاهبة باتجاه خارطة الطريق التي أعدها الجيش، وأن ردود فعل الإخوان لا تلبث أن تقبل بالأمر المقضي.