تنظر المحكمة الابتدائية بأكادير، بعد غد الأربعاء، في الدعوى التي رفعها مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة ضد مراسل يومية البيان الزميل سعودي لعمالكي، بتهمة «السب والقذف». وكانت إدارة الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة قد أقدمت على رفع دعوى قضائية ضد الزميل سعودي العمالكي، رئيس النادي الجهوي للصحافة بأكادير، على إثر نقل موقع «تلضي بريس» مقاله المنشور قبل ذلك بجريدة البيان، والذي تطرق فيه إلى موضوع التنقيل التعسفي الذي طال ستة موظفين تابعين للأكاديمية من طرف الوزارة الوصية بناء على مراسلة كيدية من الأكاديمية، لم يسمح للمتضررين بالاطلاع على فحواها. وسارع المتتبعون للشأن التربوي بالجهة، في حينه، إلى وصف هذا الإجراء ب «النزعة الانتقامية»، وعبروا، بعد صدور مقال سعودي العمالكي في يومية البيان، عن استيائهم للطريقة التي سلكتها الأكاديمية للتخلص، ليس فقط من هذه الأطر التي كانت إلى حدود الأمس القريب تعتبر من الأعمدة التربوية الأساسية بالجهة، بل أيضا، للتغطية على انزلاقات خطيرة فضحتها الزميلة البيان، وفضلت الوزارة الوصية عدم إثارتها خلال ظرفية امتحانات آخر السنة. من جهته، وفي نفس السياق، أصدر المكتب الجهوي للجامعة الوطنية للتعليم المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، بيانا شديد اللهجة، استنكر من خلاله المؤامرات التي حيكت وتحاك ضد عموم موظفات وموظفي الأكاديمية وثلة من زملائهم التابعين لنيابة أكادير إداوتنان، وإبعاد الأطر الإدارية التي ترفض الانصياع للتعليمات المنافية للقانون، كما احتجت كل المكاتب الجهوية الوطنية التابعة لذات التنظيم النقابي في بيانات تضامنية، بعثت بنسخ منها إلى الوزارة الوصية، كما احتج الرأي العام بالجهة على هذا التنقيل القسري، التعسفي والانتقامي، وعلى ما يلاقيه حملة القلم من تعسف وصل إلى حد جرهم إلى القضاء. وبحسب أحد المحامين بالمنطقة، تدخل الدعوى القضائية التي رفعها مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بجهة سوس ماسة درعة ضد سعودي العمالكي وضد مدير موقع «تلضي بريس» الذي أعاد نشر مقال يومية البيان بحذافيره، في خانة «المناورات الرخيصة المكشوفة» بعد أن شدد عليه الزميل لعمالكي، بحرفيته المعهودة، الخناق، معلنا حربا بلا هوادة على الفساد وعلى المفسدين داخل الحقل التربوي، يقول المتحدث. وأضاف مصدرنا أنه «لو اقتصرت الخرجات الطائشة لمدير الأكاديمة على هذا الحد لهان الخطب، فقد التجأ المسؤول الجهوي إلى القضاء لثني مجموعة أخرى من الوجوه الإعلامية المشهود لها بكفاءتها ونزاهتها لعقود من الزمن عن عملهم التنويري النزيه والمسؤول». ومن هذه الأسماء، يقول المتحدث، الإعلامي عز الدين الفتحاوي، الكاتب الإقليمي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بأكادير وأحمد وزروتي مدير موقع تلضي- بريس»، والأكيد، حسب ما استقته بيان اليوم من مراسليها بالمنطقة، أن ليل الافتراء على هؤلاء الزملاء سينجلي قريبا بعد أن وقفت المحكمة الإدارية على لا مشروعية تنقيل موظفي وزارة التربية الوطنية الذين كانوا كبش فداء مدير الأكاديمة. إذ حكمت بعودة اثنين منهم إلى مقر عملهم. وهو ما يعني أن مقال الزميل سعودي العمالكي لم يتضمن قط أي قذف أو سب تجاه أي كان، بل كان يستهدف فضح مجموعة من الخروقات التي كان وراءها مسؤولون بالأكاديمية ( تنقيلات استفزازية وانتقامية، شهادات باكالوريا مزورة، تزوير في نتائج المستوى السادس الأحرار....) ومجموعة من الاختلالات التدبيرية والمالية التي أزكمت الأنوف، حسب مصادر متطابقة من بينها مهتمون ومتتبعون للشأن التربوي بالمنطقة. ويشهد الجميع أن العمل الذي قام به الزميل العمالكي، ينطوي على كثير من المهنية والمصداقية إلى درجة أن جلبت على صاحبها إجراءات انتقامية وترهيبية لا يمكن معها، يقول سعود لعمالكي، في تصريح لبيان اليوم، «إسكات الأصوات المناهضة لكافة أشكال الفساد والخروقات والاستغلال المستشرية داخل الأكاديمية الجهوية والنيابات التابعة لها، ولا يمكن اعتبارها إلا محاولة يائسة لن تنال من حرية التعبير ولن تكمم الأقلام الحرة والنزيهة».