تقارب المغرب والجزائر سيجعلهما قوة اقتصادية حقيقية في منطقة حوض المتوسط أكد حزب التقدم والاشتراكية وجبهة القوى الاشتراكية بالجزائر على التقارب القوي في مواقف الحزبين من قضايا عديدة يأتي على رأسها هاجس بناء المغرب الكبير واجتثاث كل العقبات التي تحول دونه. وقال خالد الناصري عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في لقاء للحزبين، احتضنه مقر الحزب، أول أمس، بالرباط، إن التقارب الذي يجمع بين حزب التقدم والاشتراكية وجبهة القوى الاشتراكية، يظل السمة المميزة لعلاقات الحزبين، سواء من حيث المرتكزات الأساسية في التحليل والمقاربة للعديد من القضايا الوطنية والإقليمية والمرتبطة أساسا بخيار التغيير الديمقراطي العميق الذي يتوخى بناء مجتمع متقدم حداثي تسوده العدالة الاجتماعية، أو من حيث سبل النضال من داخل المؤسسات ومن خارجها في إطار الحراك السياسي والاجتماعي، وعبر كل الآليات السلمية والديمقراطية التي من شأنها أن تساهم في البناء والتغيير، وفي تقدم وازدهار الشعبين الشقيقين. وأوضح خالد الناصري الذي رحب في بداية كلمته بوفد من حزب جبهة القوى الاشتراكية الجزائري بقيادة الكاتب الأول أحمد بطاطاش، أن التاريخ أثبت في أكثر من مناسبة، صدق مواقف الحزبين اللذين يمتلكان ما يكفي من الذكاء السياسي والكفاءات الفكرية القادرة على تقريب وجهات النظر وخلق مقاربة قوية وبناءة تصب في اتجاه بناء المغرب الكبير. وحول مستجدات الوضع السياسي بالمنطقة المغاربية، وسبل تعزيز وتقوية العلاقة بين الحزبين خدمة للمصالح العليا للشعبين الشقيقين المغربي والجزائري، أكد خالد الناصري الذي كان مرفوقا بعلي الإدريسي عضو الديوان السياسي وعبد الحفيظ ولعلو عضو اللجنة المركزية وعضو لجنة العلاقات الخارجية للحزب، أن العمل والنضال المشترك كفيلان بالارتقاء فوق كل المطبات وتجاوز كل العراقيل خدمة لمصلحة الشعبين المغربي والجزائري. من جانبه، أكد أحمد بطاطاش الكاتب الأول لحزب جبهة القوى الاشتراكية على نوعية العلاقة التي تجمع حزبه بحزب التقدم والاشتراكية، وعلى الدور الذي يمكن أن يضطلع به الحزبان في دعم الجهود الرامية إلى بناء صرح المغرب الكبير، مشيرا إلى أن استمرار غلق الحدود البرية بين البلدين يخدم بالأساس مصالح المستفيدين والمنتفعين من الوضع الحالي من الجانبين والذين راكموا الأموال الطائلة من وراء عملية التهريب التي تنشط بشكل كبير على الحدود المغربية الجزائرية. وأضاف في السياق ذاته، أن المتضرر الأول من عملية إغلاق الحدود البرية، هم الفئات الشعبية المتوسطة والضعيفة التي لا تستطيع إحياء الرحم مع أقاربها في كلا البلدين، مشيرا إلى أن الفئات الأخرى التي تتوفر على الإمكانيات بإمكانها التنقل بسهولة عبر الطائرة لأن الحدود غير مغلقة في هذا المجال، وهذا يشكل في نظره مفارقة غريبة. وقال أحمد بطاطاش «إن المغرب والجزائر يمتلكان من المقومات والإمكانات الطبيعية والبشرية ما يؤهلهما ليصبحا قوة اقتصادية حقيقة في العالم وفي منطقة حوض المتوسط بشكل خاص». من جانب آخر، أفاد أحمد بطاطاش أن مشاركة جبهة القوى الاشتراكية في الانتخابات التشريعية والبلدية الأخيرة مكنها من الإسهام في خلق حركية داخل البلاد وداخل الحزب ذاته، وداخل الطبقة السياسية، كما أن هذه المشاركة فندت كل الإدعاءات التي كانت تحاول أن تصنف الحزب على أساس جهوي، مشيرا إلى أن ال FFS، كحزب وطني متجذر في التربية السياسية والاجتماعية بمختلف ربوع الوطن الجزائري، أصبح يشكل رقما مهما في المعادلة السياسية بالجزائر. وذكر المتحدث على أن حزب جبهة القوى الاشتراكية، يدعم بشكل أساسي الحراك الاجتماعي الذي تعرفه الجزائر في إطار سلمي وفي إطار الوحدة الوطنية، ويجتهد لبناء توافق جدي مع كل القوى الديمقراطية والحية بالبلاد من أجل تغيير حقيقي وسلمي، وبناء الدولة الديمقراطية، ودولة الحق والقانون.